اذا كنت لم تسمع بهذه اللعبة من قبل، فهذه فرصتك الآن لتتعرف عليها عبر هذه المراجعة، “ريذم هيفن فيفر” هي الجزء الثالث من سلسلة ألعاب الموسيقى الشهيرة و المعروفة في اليابان باسم “ريذم تينجوكو”، و الان نشهد إصدارها على جهاز منزلي للمرة الأولى مع أكثر من 50 لعبة مصغرة و الكثير من المقطوعات الموسيقية المميزة.
بدأت سلسلة “ريذم تينجوكو” على جهاز الجيم بوي أدفانس كلعبة إيقاعية مميزة، ابتكر هذه السلسلة العقل المبدع لدى شركة TNX اليابانية للتسلية والترفيه السيد “تسونكو”، هذا الرجل هو موسيقي و يعشق الموسيقى كثيرا و من هنا جاءت رغبته برفع و تحسين الإيقاع لدى جماهير اللاعبين في اليابان، و مع مساعدة ننتندو في البرمجة وتشكيل الرسوميات و أسلوب اللعبة الفني ولدت هذه السلسلة الفريدة، حسنا ما هو الإيقاع ؟ الإيقاع عامل فني متواجد في الشعر و الموسيقى و الرسم وهو يمثل رتم و نسق معين لهذا العمل، و هذه اللعبة تقوم بضبط الإحساس الإيقاعي لدى اللاعب مع الموسيقى كما لا تفعل أي لعبة أخرى مما يؤكد بأنها تمثل تجربة ناجحة تماما لما تصوره وتخيله “تسونكو”.
الإصدارة الثانية من السلسلة صدرت على جهاز ننتندو DS و استعملت شاشة اللمس للتحكم و نجحت بشكل كبير حيث باعت اللعبة أكثر من مليوني وحدة حول العالم ! أما الإصدارة الثالثة التي نتكلم عنها اليوم على جهاز ننتندو وي فهي تعود إلى أسلوب التحكم الكلاسيكي عن طريق ضغط الأزرار ( ربما لأن اللعبة تتطلب دقة هائلة في التحكم و لا يمكن للتحكم الحركي القيام بذلك ) .
“ريذم تينجوكو” هي لعبة بسيطة جدا في الواقع و ربما أبسط مما تتصور، ستلعب هذه اللعبة مستخدما زرا واحدا فقط طوال الوقت ( A ) أو زرين في بعض الأحوال ( A و B معا ) .. حيث ستقوم بالضغط على زر A بشكل متتالي بالشكل الذي تتطلبه منك اللعبة، اللعبة مقسمة لأكثر من 50 لعبة مصغرة ( أو mini games ) مقسمة على عشر مستويات، كل مستوى يمتلك 4 ألعاب مختلفة و لعبة نهائية هي عبارة عن Remix لكل ما تعلمته في الأربع ألعاب سابقة مع نمط موسيقي معين.
اللعبة تمتلك مستوى تحدي عالي جد، توقيت ضغط الأزرار مع الموسيقى يجب أن يكون دقيقا للغاية و احيانا ستشعر بأنك تائه وضائع تماما و لا تعرف ماذا تفعل، و لكن مهلا ألم نقل بأن هدف اللعبة هو تحسين “الإيقاع” لدى اللاعب ؟ هذا بالفعل ما تفعله “ريذم هيفن” حيث أنك ستلاحظ على نفسك التحسن الواضح والكبير في ضبط إيقاعك الخاص مع إيقاع الألعاب المصغرة المليئة بالمتعة التي نحتها فريق العمل، حيث ستجد بأن توافق ضغط الأزرار لديك مع الألعاب يتحسن كثيرا مع كل مرة تلعب فيها أكثر! ليس ذلك فقط بل أن بعض الألعاب التي كانت تبدو لك مستحيلة ستصبح غاية في السهولة، كما أن اللعبة تقوم بمساعدتك على معرفة التوقيت المناسب لضغط الأزرار عن طريق التوظيف المثالي للصوتيات.
حسنا ما الذي يجعل هذه السلسلة مميزة و جذابة عن غيرها من الألعاب الموسيقية؟ ليس فقط فكرة اللعبة المبتكرة و رسالة المصمم التي ينجح في تقديمها على طريقته الخاصة، وانما أيضا الأسلوب الكرتوني في الرسوم و المشابه لسلسلة ألعاب “واريو وير” حيث يجسد هذا الأسلوب المتعة والبساطة في آن واحد، هذه اللعبة ستجعلك متبسما و ضاحكا طوال فترة اللعب و ربما تجد نفسك أيضا ترقص على نغمات ألحانها الإيقاعية ! حيث تحمل اللعبة حس الدعابة بشكل مرتفع، فقط عليك أن تصل إلى لعبة Ringside و تشاهد ما سيحصل.
المقطوعات الموسيقية التي تم تقديمها في اللعبة رائعة جدا، هناك أيضا بعض الأغاني التي تم تسجيلها و تأليفها بالكامل من أجل هذه اللعبة، و لعل أغنية Tonight هي المفضلة لدي في اللعبة، بعض المقطوعات أفضل من غيرها و ستجعلك تتذكرها طويلا في الواقع، و للأمانة فإن الأصوات الإنجليزية تم تقديمها بشكل ذكي جدا وليست أقل من نظيرتها اليابانية.
هل يعني هذا بأن ريذم هيفن فيفر لعبة متكاملة ؟ في الواقع .. ليس تماما، كبداية لا يمكن اختيار مستويات الصعوبة في اللعبة، نحن نتفهم بأن المطور أراد تقديم جرعة عالية من التحدي لكن مستويات صعوبة متعددة ستجعل من اللعبة منتجا ذا قابلية أعلى للوصول إلى شريحة أضخم من اللاعبين مختلفي الأعمار و الأهواء، كما أن هناك نقطة أخرى و هي قلة الأغاني المتواجدة في اللعبة، المقطوعات الموسيقية المتواجدة ممتازة لكن الأمور كانت ستكون أفضل بكثير من المزيد من الأغاني، على الأقل لو امتلكت كل مرحلة Remix أغنية كاملة لكان الأمر مقبولا أكثر، فيما عدا ذلك ريذم هيفن تنجح فيما تقدمه تماما، و نحن ننصح باللعبة بالدرجة الأولى لجمهور اللاعبات من الجنس اللطيف.