نعلم جميعًا مكانة لعبة GTA في صناعة الألعاب، ولكن من المثير أن نعرف أن هذه السلسلة المحبوبة كان من الوارد جدًا ألا تصبح حقيقة لولا مشكلة تقنية أو “جليتش” قاد المطورين إلى تغيير تفكيرهم في المشروع الأصلي للعبة.

القصة تبدأ في عام 1995، في استوديو ألعاب صغير اسمه  DMA Design ، وهو الاستوديو الذي أصبح فيما بعد استوديو Rockstar North مطور أهم ألعاب سلسلة GTA. عمل هذا الاستوديو على لعبة بعنوان Race & Chase حيث تتيح التجربة للاعبين قيادة السيارات وخوض السباقات، والدخول في مطاردات مع الشرطة. يمكنك اللعب خلال 4 أطوار لعب مختلفة، حيث توفر لك اللعبة فرصة اللعب كشرطي أو كمجرم، واستهدفت اللعبة الإطلاق على منصات PlayStation و Windows 95 و DOSوSega Saturn و Nintendo 64.

ما لم يُحسب له حساب كان جليتش ظهر أثناء التطوير جعل الشرطة تتصرف بعدوانية تجاه اللاعب وتتعمد سياراتها الاصطدام باللاعب بشكل عنيف وإخراجه عن الطريق. ظن المطورون أن هذا الأمر ممتع، وأن اللعبة يمكن أن تخرج خارج الإطار الإبداعي الذي كان موضوعًا في السابق بأن تزيد من جانب مواجهات الشرطة والإجرام في اللعبة، ومن هنا بدأت فكرة الاسم “Grand Theft Auto” ولكنها سرعان ما خرجت عن السيطرة، وأصبحت اللعبة لعبة جريمة كاملة وتم إدخالا لأسلحة النارية في المعادة، ثم الأسلحة البيضاء والمهمات والعصابات.

الصورة بالأسفل هي الصورة الوحيدة المتوفرة للعبة Race & Chase في مرحلة التطوير.

من الصعب تخيل صناعة الألعاب بدون GTA، ومن الصعب تصديق أن سلسلة بهذا الحجم كانت وليدة الصدفة! لكن هكذا هي الأشياء الرائعة، فبعض الفرص التجارب غير المحسوبة تصبح مع الوقت أشياءً مؤثرة في حياة البعض.

يمكنكم مشاهدة بعض لقطات كواليس تطوير اللعبة من هنا.المُلفت في هذه التغطية الإعلامية التي قامت بها قناة BBC الإنجليزية عندما قال المذيع “أوه، يمكنك مغادرة السيارة؟” وهو شيء يعبر عن مدى حداثة هذه الفكرة وثوريتها آنذاك.

يقول المصمم Obbe Vermeij أن وقتها كان الشعور العام أثناء تطوير اللعبة وكأن مهنة صناعة الألعاب كانت هواية أكثر من كونها وظيفة، وهو الأمر الذي لم تعد الأمور عليه الآن.من المدهش أيضًا أنه قال أن GTA حتى مع تقديمها فكرة ثورية لا مثيل لها من قبل ذلك، لم يكن نجاحها الكبير متوقعًا، لدرجة أن الناشر اجتمع مع فريق التطوير في مرة من المرات لمناقشة جدوى إطلاق اللعبة من الأساس. لعبة Body Harvest كانت أكثر الألعاب التي توقع الجميع نجاحها.

الجدير بالذكر أن استوديو DMA Design أصدر اللعبة الأولى في 1997 وباعت حوالي 3 مليون نسخة، ما يكفي لإعطاء الضوء الأخضر لجزء ثاني، والبقية تاريخ!

كان هذا كل شيء من مقالتنا ضمن سلسلة “من الذاكرة” لهذا الإسبوع، نلقاكم في الإسبوع القادم.

 

شارك هذا المقال