عندما شاهدت عرض الفيديو التقني لميتال جير سوليد 3 على جهاز ننتيندو 3DS في E3 قبل الماضي كنت قد وقعت في أعجاب شديد لما قد تظهر عليه اللعبة في البعد الثلاثي. لاحقا في 2011 صدمت عندما جربت الديمو الخاص باللعبة و القابل للعب، فقد كانت خيبة أمل كبيرة. تلك الخيبة جمعت من جوانب عدة، منها المظهر الأقل من المتوقع، و التحكم المثير للإشمئزاز. لكن مع الاستعداد لإستقبال النسخة النهائية من اللعبة و مع السماع عن طرفية Circle Pad بدأ يعود لي الأمل، و عادت الرغبة لإقتناء اللعبة و تجربتها من جديد. خلال الأسطر التالية سنتحدث عن ميتل جير سوليد 3، و نقيم نسختها ثلاثية الأبعاد التي تم إصدارها على جهاز Nintendo 3DS مؤخرا.
إنه كوجيما
دعونا نتحدث عن مصدر قوة هيديو كوجيما الرئيسية، و هي القدرة على صناعة قصة و أحداث في غاية الإثارة و التشويق. الجزء الثالث من السلسلة الشهيرة لا يشذ عن القاعدة، و يحتوي على أحداث في قمة التشويق و شخصيات عميقة تعلق بها اللاعبون لزمن طويل، و ربما أشيد بشخصية The Boss المرشحة بقوة لتكون أحد أفضل الشخصيات الأنثوية في تاريخ الألعاب. في هذا الجزء تحديدا كان هنا تقصير نوعا ما في بناء أية مشاعر تجاه أربعة من زعماء اللعبة المهمين، مما جعل قتالهم و هزيمتهم إنجازا يفقد للمعنى من عدة نواحي، لكن هذا ليس له علاقة بميكانيكية قتالهم إطلاقا.
التوجه الفني للعبة رائع، و عندما يكون ممزوجا بموسيقى مناسبة، و أحد أفضل الثيم الرسمية لأي لعبة على الإطلاق، فإن الناتج النهائي ممتاز فعلا. واجهة اللعبة كانت ممتازة، حيث تم تخصيص الشاشة السفلية للخريطة بشكل كبير، و هذا كان مفيدا جدا أثناء اللعب. أيضا على الشاشة السفلية كان هناك بعض الأزرار التي تتيح التوجه المباشر لخيارات مهمة، مثل الأكل و التخفي.
ميتل جير 3 لمن لا يعرف
ربما البعض منكم لم يتاح له تجربة هذا الجزء من السلسلة في السابق، و لعلي أتحدث عنها قليلا هنا. اللعبة تاخذ مكانها في الستينات و تبتعد عن الأجواء الحديثة و التقنيات المتطورة. كلعبة ميتل جير سوليد، حافظ الجزء الثالث على عوامل الرواية كما ذكرنا في الفقرة السابقة، و كمحتوى لعبة فإنه يعج باللحظات المثيرة و المراحل المميزة و أيضا أحد أفضل معارك الزعماء في السلسلة على الإطلاق، حتى إن أحد معارك الزعماء قد يستمر معك لأكثر من ساعة، دون أن تشعر بالملل إطلاقا. لكن في المقابل اللعبة لم تخلو من الإضافات الغير مفيدة، و نشير بالذكر هنا إلى إضافتي الأكل و العلاج، حيث أن كلاهما لا يضيف إلى التجربة بقدر ما كان تواجده رغبة في التغيير غير موفقة.
نظام اللعب عجوز
هناك ألعاب صنعت لتبقى، و تواجه عامل الزمن و تظل قابلة للعب مع تقدم الوقت. فريق العمل على النسخة المحمولة لميتل جير سوليد 3 قام بعدة إضافات لتطوير نظام اللعب و تجنب بعض سلبيات اللعبة الأصلية. أحد الإضافات المهمة هي وضعية التصويب في منظور الشخص الثالث، و هي تتيح عملية تصويب سريعة دون الحاجة للإنتقال الى منظور الشخص الأول كالسابق، لا ننسى أنها تتيح التصويب أثناء الحركة أيضا. من الإضافات الأخرى التي تم تقديمها هي إمكانية المشي أثناء الإنحناء، و هي مفيدة في اللعبة للتقدم مع الإحتفاظ بنسبة تخفي أكبر من المعتاد، و هي حل وسط بين المشي العادي و الزحف.
كمبدأ هذه الإضافات تعتبر مفيدة جدا، لكن جهاز Nintendo 3DS لا يساعد كثيرا في توظيفها بشكل صحيح. كبداية هناك مسألة عدم تواجد عصا تحكم إضافية، و لهذا يتم استخدام أزرار الجهاز اليسرى للعمل كأنالوج إضافي. هذه الخطوة ليست فقط مزعجة جدا في الإستخدام، بل إنها تضطرك لاستخدام الـD-Pad بديلا للإزرار، لذلك ستجد نفسك تغير مكان يدك بشكل مستمر و مزعج و ستصل لمرحلة من الملل في وقت سريع. كخيار إضافي سيكلفك مبلغا إضافيا، يمكنك الحصول على طرفية Circle Pad لجهاز Nintendo 3DS، استخدام الطرفية سيجعل التحكم أفضل بمراحل واضحة، حيث أن عصا الأنالوج الإضافية تتيح التحكم بالكاميرا بشكل أسهل و أكثر سلاسة من الأزرار، و أيضا توفر الأزرار لأوامر التحكم الأخرى و تلغى ضرورة استخدام الـD-Pad المزعجة. الحديث عن محدودية 3DS لا ينتهي هنا، فنحن نعلم أهمية التصويب الدقيق في اللعبة، و للأسف فإن شاشة 3DS الصغيرة تجعل من الأمر عملية معقدة، و تجد نفسك تعاني و أنت تحاول أن تحصل على طلقة في رأس العدو.
لكن ربما التطور الكبير الذي مرت عليه ألعاب الأكشن في السنوات الأخيرة جعلت ميتل جير تبدو بشكل غير قابل للعب في بعض الأحيان. انتابني كثيرا شعور أن سنيك لا يتحرك بشكل طبيعي، و أني لا أملك تحكما سلسلا به، و هذا مبني على طريقة حركة الشخصية و تفاعلها أثناء الوصول الى غصن شجرة كبير أو مكان للإختباء. في الكثير من الأوقات تشعر و كأنك لا تستطيع تنفيذ الفكرة التي تدور في رأسك. أيضا من المنطقي جدا أن يستخدم الإختباء أو الـcover كثيرا في ألعاب التجسس، لكن من الغريب جدا أن لا تستطيع التصويب أثناء الخروج من الإختباء. ربما كان الأجدر بكونامي أن تضيف هذه الخاصية عوضا عن المشي بإنحناء مثلا، خصوصا أنها قد قررت سلفا إضافة خواص جديدة للعبة.
كارثة تقنية
كونامي لم تستطع الإلتزام بالمظهر الذي قدمته في عرضها التقني الأول، و النتيجة النهائية كانت شيئا لا يقارن بريميك مثل أوكارينا أوف تايم، أو حتى لعبة جديدة مشابه مثل ريزدنت ايفل ريفليشن. الجرافيكس في اللعبة مخيب جدا، و بعض الأحيان أستغرب أني أقوم بتجربة لعبة في الجيل الجديد من المحمول، حتى بعض ألعاب الهواتف تظهر بشكل أفضل و تعمل بشكل أكثر سلاسة بمراحل من ميتل جير 3D. اللعبة تعاني كثيرا من هبوط في معدل الإطارات، و هذا سيكون مزعجا كثيرا خصوصا أثناء المواقف الحاسمة.
الـ3D ربما يكون الفائدة التقنية الوحيدة في هذا الجزء، و للأمانة هو يعمل بشكل رائع، بل في بعض الأحيان يكون ضروريا. السبب في ذلك أنه مع شاشة الجهاز الصغيرة و تشابه المجسمات و الألوان خصوصا في الغابة، ستحتاج للـ3D لكي تميز الأجسام. لكن بعض الأحيان سيكون الـ3D ضدك، حيث ستجد بعض المجسمات تبرز بشكل غريب، و أحيان تعيق رؤيتك حسب زاوية الكاميرا.
لم تخيب الظن كونامي
ليس جديدا على كونامي أن تقوم بأعمال منخفضة الجودة على أجهزة ننيتندو، خصوصا عندما يتعلق الأمر بسلسلة ميتل جير. إن كنت تكره نفسك فعلا و ترغب في المعاناة فلا تتردد في شراء هذه اللعبة، أو سيكون هذا الحال إن كنت ممن هواة اللعبة و مستعد للتغاضي عن الكثير للعبها في جهاز محمول. لكن الحقيقة تقال، ميتل جير لعبة من الأفضل خوض تجربتها على الشاشة الكبيرة، و نسخة HD من اللعبة تعمل بشكل أفضل و أسرع بمراحل، و لن تفتقد إضافات التحكم الجديدة للمحمول.