بعد إطلاق متميّز للعبة Elden Ring وحصولها على العديد من الجوائز وتحطيم الأرقام القياسية، ها هو فريق التطوير FromSoftware يعود إلى اللعبة مع توسعة Shadow of the Erdtree التي انتظرناها طويلاً، هذه التوسعة تضيف منطقة جديدة إلى التجربة وتتوسّع في قصة عالمها إلى جانب كان مجهولاً في الماضي. هل ستقدّم هذه التوسعة المزيد من التجربة القديمة؟ أم أنّنا سنحصل على تجربة مختلفة وربما أفضل من سابقتها؟ هذا ما سنتعرّف عليه في هذه المراجعة.
قصة التوسعة تركّز على شخصية Miquella التي دار حولها الكثير من الغموض في المحتوى الأصلي وستتبعون خطى هذه الشخصية إلى عالم الظل الذي يرتبط بماضي عالم اللعبة وبعض أحداثه المنسية التي تشمل شخصية جديدة هي Messmer the Impaler وعشّاق السرد القصصي لألعاب FromSoftware سيجدون العديد من الأجوبة (والمزيد من الأسئلة) التي سيتم تقديمها خلال أحداث هذه التوسعة.
التوسعة تضيف منطقة عالم الظل الواقعة على خريطة جديدة بالكامل يمكن الانتقال بينها وبين الخريطة الأصلية وحقيقةً تفاجأنا بحجم الخريطة الفعلي فقد سبق وأن ذكر فريق التطوير بأنّها أكبر من منطقة Limgrave ولكنّها ليست أكبر بفارق ملحوظ وحسب، بل أكثر كثافة من حيث المحتويات فكمية الأسرار والخنادق الجانبية أو الزعماء الجانبيين المتواجدين في التوسعة أكبر بكثير من المعتاد في خريطة التجربة الأصلية كما أنّ الخريطة هنا أكثر تشعباً وترابطاً بتصميم أكثر ذكاءً وإتقاناً من ذي قبل وسيضيع عشّاق الاستكشاف في هذه الخريطة لساعات وساعات محاولين استكشاف كلّ ما فيها ومتحيرين حول أي طريق سيكتشفونه أولاً.
العيب الوحيد في تشعّب الخريطة وكثرة التفاصيل هو أنّ الساعات الأولى من التوسعة ستكون محيرّة فبعد إنهاء المنطقة الرئيسية الأولى ستشعرون بالتيه أثناء البحث عن المنطقة الرئيسية التالية التي يجب عليكم زيارتها فبينما كانت نقاط الحفظ الرئيسية تشير بشكل متواصل وأشبه بالخط إلى هدفكم في المحتوى الأصلي، نجد بأنّ التوسعة تشير إلى الاتجاه العام للوجهة التالية ممّا قد يقودكم إلى دخول مناطق عديدة خلال الرحلة وإنهائها قبل الإدراك بأنّها ليست بمناطق أساسية.
من حيث تجربة اللعب فالتوسعة لا تضيف أي عناصر جديدة ولكنّها تضيف العديد من الأسلحة، الدروع والقدرات السحرية والتي تمّ تقديمها بخليط متنوّع وجميل يناسب مختلف الأساليب في اللعب وستحتارون في أيها هو سلاحكم المفضّل فقد تمّ التركيز على جودة تلك الأسلحة وكونها عملية في الاستخدام، التوسعة تضيف أيضاً عنصرين جديدين هما شظايا الشجرة المطلة على عالم الظل ورماد الأرواح والتي ستقومون بجمعها واستخدامها لتطوير شخصيتكم والأرواح المرافقة ضمن عالم الظل وهو تطوير لا يرتبط بعالم اللعبة الأصلي وإنّما يخص هذه التوسعة لكي تكون مناسبة للاعبين من مختلف المستويات فهذه التطويرات سترفع من الضرر الذي تتسببون به داخل عالم الظل كما ترفع من مقاومتكم للضرر داخله أيضاً.
بالحديث عن الأعداء فقد تمّ تقديم مجموعة متنوّعة منها الجديد بالكامل ومنها نسخ معدّلة من الأعداء الأصليين ويمكننا القول بأنّ الأعداء هنا أكثر شراسة وخاصةً في مواجهات الزعماء الرئيسيين والتي كانت حماسية جداً وذات رتم سريع أكثر من المعتاد في التجربة الأصلية والتي كانت تقدّم زعماء لديهم هجمات عديدة ذات إيقاعات مختلفة بينما الزعماء في هذه التوسعة يقدّمون مواجهات ذات رتم سريع وخانق يذكّرنا بعدد من المواجهات الفريدة في Dark Souls 3 ويمكننا القول بأنّ مستوى الصعوبة في التوسعة أعلى منه في التجربة الأصلية ومن لم يعد يجد التحدّي المطلوب في التجربة الأصلية بعد تطوير شخصيته سيجده هنا بلا شك.
قضينا أكثر من 30 ساعة مع التوسعة للإنتهاء من المحتوى الأصلي ولا زال أمامنا العديد من المناطق الجانبية التي لم نبدأ باستكشافها بعد نظراً للمحتوى الضخم الذي قدّم أفضل ما في التجربة الأصلية مع المزيد من الإتقان، خلال تجربتنا واجهتنا مشكلة تباطؤ اللعبة وجمودها لبضع ثواني في بعض الأحيان التي واجهنا فيها بعض الوحوش العملاقة ولكن ما عدا ذلك والنقطة التي ذكرناها حول تشعّب الخريطة فلا وجود لمنغصات قد تفسد عليكم التجربة، توسعة Shadow of the Erdtree هي العودة التي قد يرغب بها أي لاعب إلى هذه التجربة الفريدة بخريطة مغرية للاستكشاف ومواجهات شرسة وأكثر تشويقاً من ذي قبل.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر.