لاشك أن لعبة مافيا 2 هي واحدة من أهم ألعاب الجريمة الواقعية في تاريخ صناعة الألعاب، أولًا لأن هذا النوع من الألعاب نادر ومكلف جدًا في صناعته، وثانيًا لأنها لعبة قدمت الكثير لهذا النوع ودفعته للأمام ورفعت من سقف ما يمكن تقديمه في هذه المساحة خصوصًا من حيث السرد القصصي، وعندما يتم ذكر سلسلة مافيا يتم الإشارة إلى عالمها المفتوح غير التفاعلي، ويتم نسيان ما قدمته من تفاصيل في أسلوب اللعب جعلتها واحدة من الألعاب التي يمكن أن يطلق عليها “لعبة سبقت عصرها”

سعت لعبة Mafia 2 إلى تقديم لعبة جريمة قصصية مشابهة لأفلام المافيا الشهيرة في هوليوود أمثال Godfather و Goodfellas، وبالتالي اختارت حقبة الأربعينيات والخمسينات كمسرح لأحداثها، ومن خلال مشوار حياة البطل “فيتو سكاليتا” تقدم اللعبة قصة شخص دفعته هجرته والديه إلى أمريكا وظروفه المعيشية السيئة إلى أن يتجه لعالم الجريمة، وهو محاط بأشخاص يستطيعون إيصاله لمراده، أن يصبح مجرمًا ذو صيت ويخافه الناس.

قدمت اللعبة قصة قوية وأسلوب سرد سينمائي وحوارات جذابة لأبعد الحدود، ولكن ماذا عن أسلوب اللعب؟ لقد امتلك أسلوب اللعب أيضًا بعض الأشياء المميزة من ضمنها نظام مطاردة الشرطة والمخالفات المرورية، والذي هدفت اللعبة من خلاله إلى إضفاء أجواء الواقعية المطلقة على التجربة.

فالإسراع يعرضك للمخالفات، والمخالفات قد تنقص من المال الذي بحوزتك، ولكنها أيضًا يمكنها أن تساهم في ملاحقة الشرطة لك إذا قمت بجريمة أخرى، فالشرطة في لعبة Mafia II كانت ذكية وتركز على ملابس الشخصية أثناء الحادث الذي أدى لملاحقتها له، ولوحة السيارة التي يقودها ذلك اللاعب، وستجدهم يردودون أرقام اللوحة أثناء المطاردة على جهاز الراديو اللاسلكي.

لتفقد أثر الشرطة في Mafia 2 تحتاج إلى تغيير ملابسك، وترك السيارة، أو دفع رشوية للشرطة لتغض النظر عن جرائمك، ولتجنب الحصول على مخالفة مرورية وأن تكون ملاحقًا طوال الوقت قدمت اللعبة أيضًا نظام قيادة واقعي وآمن يمكنك استدعائه في أي وقت بحيث لا تتجاوز السرعة أبدًا مقدار السرعة العادي لبقية السيارات، وبالتالي لا تلاحظك الشرطة من الأساس أثناء القيادة.

من المحزن أن يكون قد مر على إصدار Mafia II أكثر من 14 سنة ولم نشهد تطويرًا للأفكار التي قدمتها من قبل أي لعبة أخرى، ولكن ربما يجعلها هذا لعبة ذات قيمة أكبر نعود عليها كل فترة لأنه لا يوجد مثلها ألعاب كثيرة. كان هذا كل ما أردت أن أقدمه في مقالتنا اليوم من سلسلة “من الذاكرة”

أدعوكم إلى قراءة بقية أجزاء السلسلة من هنا.

شارك هذا المقال