هنالك جمال في البساطة والتركيز على جانب أو جانبين من اللعبة لتقديم تجربة مسلية وهذا ما اعتمد عليه المطوّر المستقل بشكل كبير منذ أن فتح له الباب على مصراعيه من خلال تسهيل الوصول إلى عدد التطوير وتسهيل عملية النشر على الأجهزة المنزلية المختلفة، اليوم نعرّفكم على أحد التجارب البسيطة وهي لعبة المنصات والمغامرات SCHiM التي يقدّمها لنا المطوّران الهولنديان Ewoud van der Werf و Nils Slijkerman.
اللعبة تقدّم قصة بسيطة تبرّر لنا الأحداث ويتم سردها بشكل صامت عن طريق الأحداث على الشاشة وهي ببساطة تتمحور حول كائن من كائنات SCHiM وهي كائنات مرتبطة بالأجسام في عالمنا سواءً كان جسماً حياً أو مجرّد جماد وتعيش داخل ظلال تلك الأجسام وهي غير قادرة على العيش في الضوء وستلعبون دور أحد هذه المخلوقات الذي ينفصل عن رفيقه البشري في يوم من الأيام، اللعبة تمتاز بالتصاميم البسيطة والجميلة لعالمها وشخصياتها مع تقديم لونين مختلفين لكل مرحلة من مراحل اللعبة لتنويع الأجواء وبالاعتماد على طبيعة المكان الذي تدور فيه تلك المرحلة كما يتم تقديم تحريك سلس جداً لمختلف العناصر على الشاشة.
نظام اللعب بسيط وتقومون فيه بالتحكّم بهذا الكائن الشبيه بالضفدع والقفز ما بين الظلال ويمكن القفز مرتين، القفزة الأولى طويلة المدى بينما القفزة الثانية قصيرة وهي تعطيكم فرصة لبضعة أجزاء من الثانية للوصول إلى الظل المقصود قبل أن يقضي عليكم الضوء وتعودوا إلى الجسم الماضي ولحسن الحظ أنّ اللعبة سخية عندما يتعلّق الأمر بنقاط الحفظ فالعديد من الظلال التي ستقفزون إليها ستصبح نقطة حفظ بشكل يمنع من إعادة جزئيات كبيرة من المراحل ولو أنّ ذلك يحصل في مناسبات قليلة.
عند القفز إلى ظل فأنتم قادرون على التفاعل مع الجسم الذي تدخلون ظلّه والتفاعلات قد تكون محدودة كاهتزاز ذلك الجسم أو تكون مفيدة كأن تدخلوا ظلّ أحد البشر وتتسببوا بعطسه لكي يقف في مكانه بحيث يقوم ربما بإيقاف حركة مركبة ترغبون بالقفز إلى ظلها أو ربما ترغبون بانتظار قربه من بشري أخر سيتحرّك نحو هدفكم المرغوب وفي كل مرحلة مهمتكم هي الوصول إلى هدف معيّن في سبيل الوصول إلى رفيقكم البشري وتتراوح صعوبة تلك المهمات فبعضها مباشر والبعض الأخر سيتطلّب التفكير والدوران حول الهدف للتمكن من الوصول إليه عوضاً عن التوجّه إليه مباشرةً كما تمّ تقديم بعض عناصر البيئة التي يمكن التفاعل معها بشكل مثير للاهتمام لمعرفة الطريقة الصحيحة للتقدّم.
اللعبة تقدّم كاميرا بالمنظور الأيزومتري ويمكن تغيير الزاويا التي تطل منها تلك الكاميرا لرؤية الظلال التي قد لا تكون ظاهرة من الزاويا الحالية وهذا ما يوصلنا للحديث عن أحد سلبيات التجربة وهي كون بعض المراحل غير مصممة بشكل ملائم تماماً لهذا المنظور ممّا يتسبّب في صعوبة الرؤية بغض النظر عن الزاويا المختارة وستجدون أنفسكم في بعض المناطق تقفزون بشكل عشوائي على أمل القفز إلى ظل من الظلال التي لا يمكنكم رؤيتها.
السلبية الرئيسية الثانية هي شعوركم بالملل والتكرار حيث أنّ المطوّرين قد نجحوا في تقديم بعض من المراحل المثيرة للاهتمام والتي يتم فيها التلاعب بالظلال والبيئة المحيطة بشكل يقدّم بعض التحدّي ويشد اللاعب لتنظيم توقيت القفز لديه ولكنّ عامة المراحل لا تفعل ذلك بل تعتمد على القفز إلى أقرب ظل لكم ببساطة وهذا العامل ليس بمؤثّر جداً على التجربة نظراً لقصرها وفي حال كنتم ترغبون بتحدّي أكبر فيمكنكم بعد إنهاء اللعبة للمرة الأولى تفعيل خيارات للرفع من التحدي كأن يكون لديكم القدرة على القفز مرة واحدة فقط أو أن يكون لديكم عدد محدود من المحاولات لإنهاء اللعبة.
قمنا بإنهاء SCHiM خلال 4 ساعات وهي تجربة هادئة ولطيفة نخوض فيها مغامرة قصيرة مسلية قد تصبح مملة بعض الشيء في بعض المراحل المتأخرة وهي من التجارب القصيرة التي يمكن الاستمتاع بها ما بين التجارب الطويلة والضخمة.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للننتندو سويتش تمّ توفيرها من قبل الناشر.