منذ زمن بعيد في مجرة درب التبانة، انتقلت ملحمة عالم Star Wars من شاشات السينما إلى عالم ألعاب الفيديو، حيث قدرنا تجربة قدر كبير من الألعاب التي تدور أحداثها داخل مجرات عالم Star Wars. من مغامرات البيكسل الأولى إلى التجارب الغامرة والواسعة التي نعيشها اليوم، أثبتت Star Wars أنها ليست مجرد قصة تُروى على الشاشة، بل هي عوالم مليئة بالقصص التي نقدر ان نعيشها و ان نكتشفها بأنفسنا. سواءً كان الأمر يتعلق بمواجهة سيث بالـ light saber في “Jedi Knight”، أو قيادة الـ X-Wing في “Rogue Squadron”، أو خوض غمار الأحداث الملحمية في “Knights of the Old Republic”، فقد تمكنت الألعاب من تحقيق الأحلام التي لم تستطع الأفلام سوى الإشارة إليها. والآن تأتينا لعبة “Star Wars Outlaws” لتضع نفسها على هذا المسرح الكبير بجانب الألعاب الأيقونية التي ذكرتها، واعدةً بتقديم مغامرة ممتعة جديدة في عالم Star Wars. فهل ترقى هذه اللعبة إلى مستوى الإرث العظيم للسلسلة، أم أنها تتعثر أمام المعايير العالية التي وضعتها الألعاب السابقة؟ .

أعظم سرقة شهدها قطاع الـOuter Rim

لعبة Star Wars Outlaws هي لعبة من تطوير استديو Massive التابع لاستديوهات Ubisoft, و هي لعبة أكشن-مغامرات من المنظور الثالث نلعب فيها بـ”كي فيس” ورفيقها “نيكس” أثناء محاولتهما تنفيذ “واحدة من أعظم السرقات التي شهدها قطاع ال “Outer rim” او “الحافة الخارجية.” لبدأ حياة جديدة و العيش بعيدا عن الخطر و المشاكل بعد ان تم وضع تمن على رأسها. أثناء مغامرتها تواجه “كي” الكثير من الصعوبات و دائما ما تجد نفسها في مشاكل أكبر من سابقتها. فمرة تجد نفسها تعمل لأحد العصابات الإطاحة بعصابة أخرى و تارة أخرى تجد نفسها تقاتل جنود الإمبراطورية داخل محطاتهم أو تقاتل الأعداء في الفضاء بواسطة مركبتها الفضائية. و أتناء هذه المغامرة الممتعة تكون “كي” صدقات و عداوات مع شخصيات من مختلف الخلفيات او عصابات و جماعات مختلفة التوجهات يكون اللاعب في الكثير من الأحيان تأثير فيها.
قصة Star Wars Outlaws من نوع القصص المحبب لي فهي تبدأ بشكل مشوق و غير ممل و سرعان ما وجدت نفسي منغمسًا بالكامل في عالم اللعبة على عكس الألعاب ذات البدايات البطيئة التي تكون منفرة في بعض الأحيان, و تنتهي بشكل رائع حيث شعرت بالحزن عند وداع “كي” و “نيكس” والمغامرات الممتعة التي خضضناها معًا. و بين البداية و نهاية أعطتنا اللعبة أحداثا متتالية مليئة بالمفاجآت التي لن تتوقعها و خالية من التمطيط ما يشدك طوال الوقت لإكمال القصة, فتسمية اللعبة ب Star War Outlaws لم يكن عبثيا بطبيعة الحال لأن كلمة Outlaws – “الخارجون عن القانون” تعطي الانطباع الصحيح عن نوع العالم الذي أنت بصدد استكشافه. فأنت تلعب هاربة من العدالة لها علاقات مع عصابات “Syndicates” و عداوات مع أخرى لذلك فأنت ستكون دائما على موعد مع أحداث في عالم الإجرام تعالج مواضيع كالثقة, الصداقة, الخيانة والولاء. ففي العالم السفلي “The Underworld” العالم المخفي الذي تحكمه العصابات, لا أحد في أمان و من كان صديقك اليوم من المرجح أن يكون عدوك غدا و هذا هو العامل الذي جعل من قصتنا قصة مليئة بالأحداث الممتعة و أحد عوامل متعة أسلوب اللعب الذي سنتطرق له بعد قليل.

لكن الأحداث الممتعة لا يمكن ان تعطينا قصة جيدة لولا العامل الأساسي الاخر , الشخصيات الجيدة, و Star Wars Outlaws مليء بالشخصيات الجيدة التي كانت المحرك الأساسي للأحداث بداية مع شخصيتنا الرئيسية “كي فيس”, الشخصية التي متخوفا أن تكون شخصية انثوية أخرى تدعي الصلابة و أنها قادرة على فعل أي شيء بمفردها, لكن العكس “كي” شخصية مكتوبة بشكل جيد فهي فتاة لا تدعي الصلابة الزائفة بل فتاة بشخصية قوية تهتم لمن حولها, تتعلم من أخطائها و لطالما نجحت في اضحاكي ما يجعلها واحدة من أفضل الشخصيات الأنثوية بالنسبة لي. و لا يمكننا التكلم عن كي بدون التكلم عن رفيق الدرب “نيكس” الذي تعتبره عائلتها و الذي كان يضفي طابعا لطيفا في الكثير من الأحيان و دائما ما يسهل المهمات على كي, و بجانب الثنائي المرح لدينا ND-5 الرجل الآلي الذي ينظم لاحقا الى الطاقم, ما أعطانا شخصيات رئيسية مختلفة لكن من السهل التعلق بها زاد من بروزها الأداء الصوتي الممتاز للممثلين. على الطرف الآخر، نجد شخصيات جانبية لها تأثير كبير في القصة، سواء كانت صديقة أو شريرة. هذه الشخصيات تساهم بشكل كبير في تطور الأحداث، مما يضفي عمقًا وتعقيدًا على القصة.

القصة تقدم شخصيات جيدة و أحداثا ممتعة كما قلت ولكن الأحداث كانت متسارعة بشكل كبير ما قد يشكل مشكلا لبعض اللاعبين في استيعاب ما يحصل بسبب كثرة الأحداث المتتالية لكن بالنسبة لي يبقى هذا أفضل من التمطيط و إضافة احداث مملة.

أسلوب لعب ممتع و متنوع كان ليكون أفضل

تقدم Star Wars Outlaws أسلوب لعب ممتع و متنوع يرتكز بشكل أساسي على التخفي, القتال المباشر بـ”البلاستر” او الايدي, نظام السمعة و استكشاف العالم المفتوح و سنتطرق لكل واحد منها و سنبرز لك عزيزي القارئ/عزيزتي القارئة مميزاتها و سلبياتها. لنبدأ بأول شيء و هو التخفي بما أن أغلب المهمات للعبة مهمات تخفي, تقدم اللعبة مهمات تخفي مصممة بشكل جيد تتيح للاعب الاختيار في طريقة تخطيها, فانت يمكنك انهاء بعض المهمات بدون لمس حارس واحد او بالإطاحة بالحراس و احد تلوا الاخر دون شعور الأخرين و هنا تبرز أهمية “نيكس” الذي يمكنك أمره بتعطيل أجهزة الإنظار, فتح الأبواب الذي من الصعب الوصول اليها , جلب الأعداء و رصد الأعداء او شتيت انتباههم و مهاجمتهم ما يعطي لـ”كي”فرصة للإطاحة بهم أو تخطيهم بدون أن يدروا بذلك, و بإمكان اللاعب أيضا الاستفادة من البيئة التي من حوله كالتخفي في البخار او تفجير قنينات الغاز لتشتيت انتباه الحراس. كل هذه الأدوات تعطي للاعب مجالا للإبداع و حرية الاختيار في كيفية انهاء المرحلة, لكن تمنيت لو كان تمركز الأعداء أفضل في بعض المراحل, ففي بعض الأحيان يكون تمركز الأعداء سيئا ما يسهل المهمة, كالوقوف باتجاه الحائط أو ترك أبواب بعض الأماكن المهمة بدون حراسة أو وقوف كل الحراس في اتجاه واحد. في الكثير من الأحيان ستلاحظ تكرار في بعض الجزئيات الصغيرة كالدخول في فتوحات التهوية, فتح الأقفال, وفي بعض الأحيان تصميم بعض المراحل او المهمات, لا يمكن أن أقول أن اللعبة تعاني من مشكل التكرار بالعكس اللعبة قدمت الكثير من المهمات الممتعة مختلفة التصميم و الأهداف بين مهمات خطية في أماكن لا تصلح أن تكون غير ذلك و مراحل في محطات كبير تعطيك الحرية في اختيار طريقة الدخول و انهاء المهمة و الخروج, فدائما ما كنت أجد نفسي أقترب شيئا فشيئا من الهدف الأكبر مع كل مهمة انهيها. أما نظام التسلق أو “الباركور” في اللعبة ليس بالشيء المبهر, فهو محدود بشكل كبير لان اللعبة تسمح لك فقط باستعماله في بعض المهمات المخصصة لذلك و التي تكون خطية و طويلة بشكل ممل في بعض الأحيان و لن تسمح لك باستعماله بشكل الذي نراه في ألعاب ك”Assassin’s Creed” و التجول به في العالم المفتوح فوق المباني, لهذا فأنا أتمنى لو تم الاستفادة منه أكثر في مهمات التخفي بشكل غير خطي كما كان في بعضها بل بشكل يعطي للاعب حرية تسلق ما يريد, الشيء الذي كان سيضيف عمقا لتخفي في اللعبة.

اللعبة تقدم خيار القتال المباشر باستخدام ال”Blaster” (مسدس الليزر في عالم Star Wars) في حال فشل تسللك أو في بعض المراحل التي تحتم عليك اللعبة القتال فيها. لنبدأ مع أهم الشيء في هذا الجانب, التصويب. تقدم لنا اللعبة نظام تصويب جيد بتحكم ممتاز وهذا باستخدام سلاح واحد الـBlaster ذو الطلقات اللا نهائية التي يحدها ارتفاع حرارة السلاح. يمكنك تغيير نوع الطلقات “Modules” حسب الوضع فالطلقات البلازما تستعمل من أجل الحاق الضرر بالأعداء, الطلقات الأيونية “ION Module” تستعمل لإطلاق طلقات كهربائية تستعمل لتدمير دروع الأعداء, تدمير الآليين أو شحن مولدات الطاقة, طلقات قوية “Power Module”تلحق ضرر عالي تستعمل ضد الأعداء الأقوياء أو جموع الأعداء العاديين و في بعض الحالات لتدمير بعض الجدران و أخيرا الطلقة المخدرة “Stun” تستعمل في مهمات التخفي للإطاحة بالأعداء العاديين دون إحداث جلبة, ولن ننسى الـ”Adrenaline Rush” او “اندفاع الأدرينالين” القدرة القريبة من الـ”Dead Eye” الموجودة في لعبة Red Dead Redemption, حيث يمكن لـ”كي” وضع علامة على مجموعة من الأعداء بالعرض البطيء بعد امتلاء عداد الأدرينالين لديها, وهذا العداد يمتلئ كلما زاد إحساس “كي” بالخطر. هذا التنوع في الطلقات يعطي اللعب عدة خيارات أتناء القتال فالتغيير بينهم كالتغيير بين أسلحة مختلفة و هذا يضيف لأسلوب اللعب و بالأخص جانب التصويب فيه عمقا تكتيكيا يعطي للاعب مساحة للتكيف مع السيناريوهات المختلفة. في مرمى التصويب نجد أعداء قد يكونون أفراد العصابات المختلفة أو جنود الإمبراطورية, قد يوحي لك الأمر أن الأعداء متنوعون بشكل كبير لكن يؤسفوني القول ان تنوعهم سطحي للغاية, نعم قد يتغير مظهرهم لكن الاختلاف الحقيقي بينهم يتمثل فقط في قوة تحملهم و الأسلحة التي يحملون, يبقى هذا تنوعا مقبولا لكنني أفضل لو كان أكثر عمقا ما كان سيزيد من استغلال أكبر للعمق التكتيكي الذي توفره اللعبة, و إن تحدتنا عن الأعداء فلابد أن نتحدث عن ذكائهم, فالذكاء الصناعي للأعداء به بعض المشاكل التي ستلاحظها بالأخص في أول مراحل اللعبة حيث يكون تصويبهم سيئا و من السهل القضاء عليهم و في بعض الأحيان قد لا يلاحظك بعضهم, صحيح أنك ستواجه هذا العيب فقط في بداية اللعبة و سيتحسن تدريجيا مع تقدمك في اللعبة أو يمكنك حل المشكل جزئيا عن طريق زيادة الصعوبة لكنني كنت سأرحب بذكاء أفضل الشيء الذي كان سيزيد من متعة اللعبة أكثر.

بجانب نيكس الذي يقوم بالكثير من الأشياء المفيدة, اللعبة تقدم لنا معدات مختلفة تساعدنا في المهمات, ان كانت أدوات للتجسس كفاتح الأقفال “Data Spike” الذي يفتح الأقفال بشكل ممتع مغاير عن ما رأيناه في الكثير من الألعاب حيث يستوجب على اللاعب النقر في الوقت التي ينير فيه المصباح الصغير و ذلك باتباع الإيقاع أو “Slicing kit” الأداة التي نخترق بها الحواسيب من أجل فتح الأبواب أو تعطيل كاميرات المراقبة و ذلك عن طريق بعض الشيفرات و أدوات أخرى  كقاطع الحديد لفتح بعض الممرات أو المنظار الذي يساعد على تحديد أماكن الأعداء و القنابل و الخطاف للتسلق كلها كانت أدوات مهمة ستستعملها في جميع مهماتك لكنها لن تكون أكثر أهمية من صديقنا “نيكس”.

مرحبا بك في الـUnderWorld

نظام السمعة هو أحد مميزات Star Wars Outlaws بلا شك, فهو دائما سيكون أحد الأسباب الرئيسية التي تبقيك منغمسا في عالم اللعبة حيث سيعطي للكثير من المهمات كانت أساسية أو جانبية معنى, و هو الشيء الذي يغطي على عيوب اللعبة التي ذكرناها لما يقدمه من عمق لأسلوب اللعب بسبب ربطه مع عالمها و قصتها. نظام السمعة مبني بالكامل على العلاقة بين “كي” و العصابات التي تتصارع من أجل احكام قبضتها على العالم السفلي و التي تتمثل في “Crimson Dawn”, “The Pyke Syndicate”, “The Hutt Cartel” و أخيرا “The Ashiga Clan”, في الكثير من مهماتك كانت رئيسية أو جانبية ستعمل لدى هذه العصابات, و ارضائك لعصابة في غالب الأحيان سيغضب عصابة أخرى. حيث أن لـ”كي” مقياس سمعة أو ثقة يربطك بكل عصابة ينقسم لخمس أقسام كلما زادت ثقة أحد العصابات يتم مكافئتك بالسماح لك بدخول مناطقهم, فتح مهمات جانبية أفضل ذات عائد مادي أكبر, عروض و تخفيضات جيدة لدى البائعين التابعين للعصابة و مكافئات بأفضل المعدات في اللعبة. في الجانب الأخر اغضاب عصابة يؤدي الى نقص الثقة بينكم الشيء الذي يغلق في وجهك إمكانية دخول مناطقها و عدم الحصول على المهمات و العروض الجيدة و استمرارك في اغضاب عصابة ما و وصول علاقتك الى اسوء مرحلة سيؤدي بك الى مشاكل كثيرة أهمها مطاردة العصابة لك في جميع الكواكب الأمر الذي يكون مزعجا جدا بالأخص اثناء تأديتك للمهمات, لكن يمكنك اصلاح العلاقة مع العصابة في أي وقت عن طريق تأدية بعض المهمات لكن بتمن بخس. هذا لا يعني أنه يجب عليك تكريس كل وقتك للعمل مع عصابة واحدة أو معاداة واحدة أخرى, تذكر أنت تعيش في العالم السفلي أين لا مكان للثقة بين المجرمين لذلك فأنا أنصحك دائما بأن تكون ماكرا و ان لا تكترث لأمر أحد عدا طاقمك طبعا و ان تحاول الاستفادة من جميع الفرص التي تجدها أمامك. كما ترى نظام السمعة نظام رائع و من أقوى إيجابيات اللعبة بل هو قد يكون ما يميزها عن كتير من الألعاب لكنه كان ليكون أفضل بشكل أسطوري لو كان له تأثير في القصة و أحداثها, صحيح أنني قلت ان القصة جميلة و أعجبتني لكن تخيل معي صديقي القارئ لو استفادت اللعبة من هذا النظام في جانب القصة و كمية الاحتمالات التي كانت ستكون لو كان لهذا النظام تأثير على عالم اللعبة. أما نظام الشرطة في اللعبة فهو قريب للنظام الموجود في ألعاب GTA, كلما زادت حدة جرائمك كلما زادت حدة ملاحقة الإمبراطورية لك, و اللعبة تعطيك بعد الحلول لمسح سجلك الاجرامي كالاختباء أو مسح اسم من سجلات الإمبراطورية عن طريق التسلل لمقراتهم و مسحها من أنظمتهم و في أسوء الحالات فعليك القتال من أجل حياتك.

عالم حي, جميل و مليء بالفرص

عالم Star Wars Outlaws المفتوح عالم كبير و شاسع يتكون من 5 مناطق كبيرة تتمثل في “Cantonica” منطقة البداية-مكان بعيد عن الحرب الأهلية في المجرة و مسقط رأس “كي” و “نيكس”, قمر “Toshara” ذو طابع غابات السافانا الأفريقية,  منطقة “Kijimi” الباردة, “Tatooine” ذات التضاريس الجافة و المتصحرة, و أخيرا غابات “Akiva” الاستوائية. و هذا العالم الكبير و الشاسع ينقسم لتلات طبقات ان صح التعبير, العالم السفلي “The Underworld” عالم الاجرام و الخارجين عن القانون في اللعبة-نعم خطير ولكنه مليء بالفرص حيث ستجد الكثير من المهمات الجانبية الممتعة في انتظارك ان كانت مهمات العصابات أو العقود التي تكون دائما لها علاقة كبيرة بنظام السمعة و دائما ما تكون ذات عائد مادي جيد , المساحات الشاسعة التي تشجع على الاستكشاف المليئة بالمناظر الجميلة بصريا و التي سنتحدث عنها في فقرة الرسوميات و التي دائما ما ستجد فيها أحداثا عشوائية كنهب موارد بعض المجرمين اثناء قتالهم مع جنود الإمبراطورية او مساعدة بعض الناس ضد المجرمين او الحيوانات البرية او حل بعض الألغاز الصغيرة لإيجاد بعض الأغراض الثمينة و لتنقل في هذه المساحات الشاسعة ستستعمل دراجة “كي” الـ”سبيدر”, وسيل تنقل ممتعة و سريعة جدا و يسهل التحكم بها بعد التوعد كنت أتمنى ان كان بإمكاني اطلاق النار من على متنها بشكل عادي لكن الأمر مقتصر فقط على الاطلاق بقدرة لل”Adrealine Rus”. أما الطبقة الأخيرة فهي الفضاء, فلن تكون Outlaws لعبة Star Wars عالم مفتوح بدون القدرة استكشاف الفضاء و هذا ما توفره اللعبة لنا فيمكننا استكشاف الفضاء الخارجي و القتال فيه أيضا بواسطة مركبتنا الفضائية “Trailblazer”, القتال في الفضاء ممتع و التحكم بالـTrailblazer رائع لكن الاستكشاف بها ممل و لن يكون شيئا ستقوم به كثيرا الا في حال كنت في مهمة تستوجب ذلك, فلا يمكنك استكشاف العالم بها و لا يمكنك الإقلاع بها او الهبوط بها لات الأمر مقتصر على شاشات تحميل. كما هو واضح عالم اللعبة عالم حي مليء بالمحتوى يكافئ اللاعب على استكشافه التي تزيد من ساعات اللعب بل هو من أفضل العوالم المفتوحة التي قدمتها يوبيسوفت و كان ليكون أفضل لولا التباين الموجود بين طبقاته, فالعالم السفلي سيكون دائما وجهتك لما يقدمه من فرص رائعة و مهمات ممتعة لكن العالم الخارجي للعبة ستبدأ بتجاهل أحداثه العشوائية بعد أن تبدأ في تكرار نفسها أما الفضاء فغالبا ستنساه بعد أن تفتح جميع نقاط التنقل السريع. لكن كما قلت التركيز كان على العالم السفلي بما أننا نلعب بخارجة عن القانون و اللعبة تقدم عددا كبيرا من الهمهمات و الأنشط الجانبية الممتعة التي ستكون كفيلة بإمتاعك.

جانب التطوير و التخصيص في اللعبة ليس بالأمر العميق ان استثنينا شجرة مهارات المشتركة بين “كي” و “نيكس التي سنبدأ بالكلام عنها أولا, شجرة مهارات او كما تسمى في اللعبة “Experts” هي شجرة مهارات تستفيد فيها من قدرات و خبرات الشخصيات التي تقابلها في اللعبة بعضها أساسي و يفتح مع تقدمك في اللعبة أما الأكثر تطورا يفتح عن طريق بحثك عن الأخصائيين “Experts” و انهاء مهمات خاصة بهم و هذا النظام بجانب تقديمه عمقا لأسلوب اللعب و اضافته لأدوات جديدة  أو قدرات جديدة لـ”كي” و “نيكس”  فهو يضيف أيضا مهمات جانبية ممتعة تعود بنفع على اللاعب و ستساعده في مهماته الرئيسية و هذا ما سيدفع اللاعب لاكتشاف العالم أكثر و أكثر. بعض الملابس في اللعبة ليست للجمالية فقط بل تضيف أيضا خصائص لـ”كي” كزيادة قدرتها على التخفي أو سرعة امتلاء عداد الأدرينالين, و كنت أتمنى لو كان لها ارتباط بالحالة الجوية للكواكب, و هناك بعض الأغراض التي تطور من “نيكس” أيضا كالقدرة على تشتيت عدد أكبر من الأعداء في آن واحد. أما باقي جوانب التطوير فهي ليست بعميقة كما قلت و تقتصر على تطوير سلاح الـ”بلاستر” او الـ”سبيدر” او مركبة الـ”Trailblazer”. و لإيجاد ال”Experts” او لجمع الموارد التي تحتاجها لتطوير معداتك و مركباتك فأنت بحاجة لاستكشاف العالم-لهذا قمت بالتكلم عن هذا الجانب بعض الكلام عن العالم لأبين لك أهمية استكشافه و كيف سيكون لذلك نفع عليك في مهماتك الرئيسية.

تجربة بصرية ساحرة, موسيقى رائعة و استقرار تقني

لعبة Star Wars Outlaws تتمتع بجمال رسوميات مذهل يجسد تنوع البيئات في عالمها بشكل مبهر, بداية من المدن الصاخبة التي تنبض بالحياة الى الأدغال الكتيفة و الممطرة أو المناطق الباردة التي يكسوها الثلج و نقيدها من الأماكن الحارة و المتصحرة أو القمر الشبيه بغابات السافانا, قدمت لنا اللعبة تجربة بصرية غنية و مليئة بالتفاصيل التي أظهرت جزئا من عالم ال Star Wars الضخم بشكل ممتاز لأن كل منطقة مصممة بعناية ما يعزز انغماسك في عالم اللعبة. لكن رغم هذا الجمال البصري تعاني اللعبة في بعض الأحيان من هبوط في جودة بعض المؤثرات البصرية كالانفجارات لكن اللعبة لطالما كانت تبدو بأفضل شكل ممكن. أما تصميم الشخصيات فقد كان فيه بعض التفاوت فتصميم الشخصيات البشرية و القريبة من البشر في الملامح كان جيدا بتفاصيل تجعل كل الشخصيات تبدو واقعية و يسهل قراءة ملامحها بسبب حركة وجوهها الجيدة على الجانب الأخر تفاصيل الشخصيات ذات الملامح الفضائية باستثناء نيكس المصمم بشكل ممتاز فقد كان من الصعب قراءة ملامحها التي تكون في بعض الأحيان منعدمة . الجانب الصوتي للعبة لا يمكنني وصفه الا بالرائع بداية بأصغر المؤثرات الصوتية وصولا للموسيقى التصويرية في اللعبة كانت كلها مصممة بشكل جيد تعزز من جودة التجربة.

أما على جانب الأداء و بناءٌ على تجربتي لها على الحاسب الشخصي فاللعبة تعمل بشكل جيد في معظم الوقت مع أداء ثابت يضمن تجربة مريحة, واجهت في بعض الأحيان بعض الانخفاضات في معدل الإطارات في بداية اللعبة فقط لكن العموم تجربة اللعب كانت سلسلة و محسنة بشكل جيد رغم بعض الأخطاء التقنية القليلة جدا التي لم تفسد علي تجربة اللعب بل كانت مضحكة.

مدخل الكثير لعالم STAR WARS

لأكون صريحا أنا لم أتوقع كل هذا من Star Wars Outlaws, اللعبة قدمت لي متعة غير متناهية من البداية الى نهايتها و انا ما زلت الى الأن استمتع بمهماتها الجانبية واكتشف قصصها الصغيرة. مع أن للعبة عيوبها الا أن إيجابياتها طغت عليها ما يجعلها في وجهة نظري أفضل ما قدمت يوبيسوفت في هذا الجيل. سعيد بتجربتي هذه اللعبة الرائعة التي تمنيت لو كنت ملما أكثر بعالم Star Wars لاستمتع بها بشكل أفضل, و لا شك عندي أنها ستكون مدخل الكثير من اللاعبين لعالم Star Wars, و أنا الأن أنتظر جزئها الثاني بشوق لأعيش مغامرة أخرى مع كي, نيكس و ND-5 لذلك أتمنى من استديو Massive أن يتجنب اخطائه و أن يطور على ما أبدع فيه لكي أعيش مرة أخرى كخارج عن القانون في عالم Star Wars.

تم مراجعة لعبة Star Wars Outlaws بنسخة الـPC تم توفيرها من قبل الشركة الناشرة قبل صدور اللعبة

شارك هذا المقال
Star Wars Outlaws
القصة مشوقة من البداية الى النهاية, أسلوب اللعب ممتع و متنوع, نظام السمعة يلعب دورا كبيرا في ادماج اللاعب داخل اللعبة و يميز اللعبة عن الكثير من الألعاب و العالم المفتوح مليء بالمحتوى
تواضع الذكاء الصناعي للأعداء, عدم الاستفادة من أقوى إيجابيات اللعبة
بلا شك, Star Wars Outlaws تعتبر من أفضل ألعاب السنة و أعتبرها أيضا واحدة من أفضل ألعاب Star Wars التي صدرت حتى الأن حيث قدمت تجربة فاقت توقعاتي.
تاريخ النشر: August 2024
طورت بواسطة: Massive Entertainment
الناشر: Ubisoft