أن تكون المغامرة بالكامل من النوع التعاوني شيء ليس معتاد في عالم الألعاب، و لكن لطالما كان طور اللعب التعاوني نمطا فرديا في بعض الألعاب، و لا يحصل على ذلك التركيز الكبير. لكن مخرج الألعاب العربي المعروف جوزيف فاريس لديه رأي آخر تماما في هذا الموضوع، فقد جعل من صناعة الألعاب التعاونية عنوانا رئيسيا لمسيرته المهنية. و لعل أغلبنا يعرفه بلعبته الماضية It Takes Two التي صدمت الكثيرين بحصولها على لقب لعبة السنة، و هو شيء خارج عن المألوف للعبة من هذا النوع. و الآن يعود جوزيف مرة أخرى بلعبة ينتظرها الكثيرون، و هي Split Fiction التي ستكون أكثر مشاريعه طموحا حتى اللحظة.
في ألعاب جوزيف فارس التعاون هو أساس أفكار اللعبة، حيث يقوم لاعبان بخوض مغامرة معا و في مكان واحد، لكن تقدمهم منوط بعملهم سويا لتحقيق أهداف مشتركة. هذه ليست لعبة تصويب حيث يمكن لكل شخص أن يمرح وحيدا و يجمعهم فقط وحدة المكان، لا، الأمر مختلف هنا. في بعض الأحيان سيتعين عليكم التواصل بشكل ممتاز لتحقيق بعض الأهداف معين، حيث أن عامل التوقيت و التنسيق مهم جدا في هذه المغامرة.
أفكار اللعبة في التعاون تعدد في أشكالها و تجاربها، حيث أن عامل الخبرة لهذا الفريق يظهر جليا في اللعبة. في بعض الأحيان عليكم حل الألغاز لفتح طريق للطرف الثاني، و بعض الأحيان ستقومان بالعمل سويا للتحكم في قارب يبحر فوق الماء، أو تقومان بحماية بعضكم من الأعداء للمرور من ممر خطير. ما يجعلني حقا أعجب بنظام اللعب في هذه اللعبة هو إعتماده على زرين أو ثلاثة في أغلب الأحيان، و رغم ذلك فإنه يقدم نظام لعب ممتع للغاية، في زمن أصبح فيه تعقيد نظام اللعب شيئا مربوطا بشكل خاطيء بجودة الألعاب.
لكن رونق هذه اللعبة حقيقة هو في تصميم المراحل، و هذه اللعبة بالذات من إسمها “الخيال المنقسم” تتمحور حول اللعب في عالميين متضاديين تماما، و هو عالم خيال الفاتنازيا و عالم الخيال العلمي. ستقوم أثناء اللعبة بالمرور بعوالم ساحرة كثيرة، لعلي أشبه باللعبة بزيارة مدينة الملاهي، فكل مرحلة تبدو ممتعة أكثر من الأخرى، و في كل مرة تسأل نفسك ماذا ينتظرني بعد هذا؟ و التنوع الذي أتحدث عنها ليس بيئيا فقط، بل حتى في أسلوب اللعب و أفكاره.
فريق التطوير قام بعمل جبار في تصميم اللعبة، بل لعلي أقول أن خاتمة اللعبة من ناحية تصميم لعب و مرحلة تعد أحد أفضل الخواتم التي مرت علي إطلاقا في أي لعبة. حتى قصة اللعبة رغمها بساطتها الا أنها تمس القلب بشكل جميل، و تعطي اللعبة بعدا إضافيا رائعا يكمل كل شيء بشكل مثالي.
من لعبوا ألعاب جوزيف فارس الماضية يمكنهم توقع ما سيرونه هنا، حيث الكثير من الأفكار تعاود الزيارة و تنظم لمجموعة رائعة إضافية من الأفكار الإبداعية. و من لم يقم بتجربة ألعاب جوزيف فارس سابقا فهذه فرصة مثالية لمعرفة مدى روعة أفكاره، و كذلك لدخول عالم اللعب التعاوني الممتع للغاية.