ميكانيكية اللعب الرئيسية في ماس ايفكت3 مشابهة كثيرا للعبة جيرز اوف وور الشهيرة، يمكنك الانتقال من حاجز حماية إلى آخر و يمكنك تنفيذ حركة الشقلبة البهلوانية لتفادي هجمات الأعداء، و تم إضافة خاصية الـblindfire لإطلاق النيران من خلف الحواجز، هذه التعديلات تعمل جيدا في نظام اللعب الذي يقدم تجربة رماية جيدة جدا على أقل تقدير و ما يعيب نظام اللعب هنا هو البطء و الثقل الشديد في حركة الشخصية الرئيسية و ثقل الأنميشن و نظام التحريك الخاص باللعبة، تم إضافة تنفيذ الضربات اليدوية أيضا حيث تفيد هذه الضربات كثيرا في المواجهات قريبة المدى مع الأعداء، إلا أن نظام التحريك الثقيل قد يتسبب ببعض المشاكل أحيانا فيما يتعلق بسلاسة و سهولة استعمال الضربات اليدوية.
اللعبة تحتوي على عدد كبير جدا من الأسلحة المسدسات و الرشاشات إلى البنادق و أسلحة القنص، اذا كنت تلعب بفئة الجندي فيمكنك أن تحمل حتى 5 أسلحة بوقت واحد بواقع سلاح من كل نوع، أضافت اللعبة نظام تعديل الأسلحة مجددا حيث أن كل سلاح يقبل إضافتين لتحسين مفعوله، كما قام الفريق المطور بزيادة تشعب نظام الترقية للشخصيات ( Levels ) بشكل كبير عن المتواجد في الجزء الثاني، الذكاء الاصطناعي أصبح أفضل من الجزء الثاني الأعداء دائمو الحركة و المناورة، إلا أنني واجهت بعض الأخطاء التقنية الغريبة التي صادفت تجمد الأعداء في أماكنهم إلى حين الإجهاز عليهم، محبو ألعاب الحركة إجمالا سيشعرون بالرضا عن مستوى ماس ايفكت3 و التعديلات المستحدثة عليها في اللعب بالرغم من الملاحظات التي تم ذكرها.
بالطبع تتم عملية الانتقال و إدارة الموارد في اللعبة عن طريق السفينة المحببة للجميع النورماندي، سفينة النورماندي مكونة من خمسة طوابق تنتقل بينها بسلاسة تامة، يمكنك الحديث مع شخصياتك و إجراء التعديلات على الأسلحة و القدرات الخاصة بك كما تشاء، كما ستستخدم نظام الملاحة في السفينة للانتقال من كوكب إلى آخر و من مجموعة شمسية إلى أخرى، اللعبة قامت بتحسين نظام الفحص المتواجد في الجزء الثاني بشكل كبير جدا حيث أن لن تقضي نصف عمر اللعبة بحثا عن العناصر و الموارد عن طريق الماسح البطيء و السخيف كليا، بل ستقوم باستعماله لمرات محدودة و بطريقة أكثر سلاسة من السابق.
ماس ايفكت3 لعبة جيدة من ناحية المستوى الرسومي و كان من الممكن أن تصنع كلعبة ممتازة جدا لولا العيوب المتعددة في الرسوميات، اللعبة تقدم نظام إضاءة مطور و مدهش و أفضل بكثير من السابق، الإضاءة البرّاقة التي يتم استعمالها في اللعبة تمنحها طابع الخيال العلمي كما يمكن لعقلك أن يتخيله، يمكنك ان تشاهد المركبات الطائرة من خلف النوافذ و ستشاهد أيضا مخلوقات الريبرز العملاقة و هي تحدث الدمار الشامل، اللعبة تقدم نكهة سينمائية مشابهة للعديد من الأفلام كـWar of the Worlds و فيلم العنصر الخامس و بالتأكيد أفلام ستار وورز، نماذج الشخصيات لم تحصل على تعديلات تذكر إلا أن نظام التحريك في اللعبة سيء و لم يعجبني بتاتا وهو يبدو متأخرا كثيرا مقارنة بالألعاب الحديثة، كما أن المؤثرات مثل الانفجارات تبدو متواضعة ، بالرغم من ذلك ماس ايفكت3 لعبة ممتازة رسوميا و مليئة بالتفاصيل الدقيقة في أغلب الأماكن، كما أنها تحتوي الكثير من المشاهد السينمائية و ان كان لدينا العديد من التحفظات على المستوى الإخراجي لهذه المشاهد.
المستوى الموسيقي في اللعبة جيد للغاية مع ألحان كلينت مانسيل، فريق العمل قرر الاستعانة بهذا الرجل لتجسيد الأحاسيس و الأجواء التي أرادت اللعبة أن تقدمها حيث أن طابع ألحان مانسيل أكثر إثارة للعواطف من ملحن اللعبة الأصلي، إلا أننا و بأمانة افتقدنا ألحان جاك وول كثيراو التي تم تقديمها بطابع “تيكنو” يجسد أجواء الخيال العلمي بشكل أفضل، و من الصعب أن تتذكر ألحان ماس ايفكت3 بعد إنهائها، التمثيل الصوتي في اللعبة احترافي للغاية مقارنة بالألعاب الأخرى المتواجدة في الأسواق لكنه ليس بروعة الجزء الثاني مجددا، و السبب بسيط للغاية وهو الفرق الكبير في مستوى النصوص بين الجزئين حيث أن نصوص الجزء الثالث أصبحت أقل مستوى من السابق بشكل ملحوظ، أما المؤثرات الصوتية في اللعبة فهي جيدة و ليس هناك ما يعيبها.
ماس ايفكت3 أضافت طور لعب جماعي للمرة الأولى في تاريخ السلسلة، الطور بسيط و مناسب كثيرا لأسلوب اللعبة حيث سيمكن من اللاعب من التعاون مع الآخرين في مواجهة جحافل الأعداء على غرار طور الـHorde من جيرز اوف وور، إلا أن الخصائص الكثيرة للعب في ماس ايفكت تجعل من المعارك هنا محمومة بدرجة كبيرة، لكن طور اللعب الجماعي على أية حال ليس السبب الرئيسي لشراء هذه اللعبة.
في النهاية، ماس ايفكت3 هي نهاية جيدة جدا لسلسلة خيال علمي كبيرة ستبقى ذات بصمة مميزة بألعاب الفيديو لفترة طويلة، لكن اللعبة بأمانة لم ترتق لمستوى التوقعات العالي الذي وضعناه لها، القصة أقل مستوى من السابق بشكل ملحوظ و النهاية لم تكن مقنعة كثيرا، و حتى أن اللعبة افتقدت بعض المزايا الصغيرة من الأجزاء السابقة مثل الألعاب الجانبية المصغرة هذا فضلا عن العيوب الأخرى التي سردناها في المراجعة، اللعبة لن تخيب آمال محبي السلسلة فهي لعبة فخمة و بقيمة إنتاجية عالية للغاية لكن هذا لا يمنع من انني انتهيت من التجربة و أنا أشعر ببعض الإحباط فاللعبة كان يمكن أن تكون أفضل من ذلك و لا أدري ما الذي دهى بيووير تحت إمرة EA فهذه اللعبة الثانية من الاستوديو التي تخيب أملي بعد دراجون ايج2، حيث أن ماس ايفكت3 افتقدت قليلا لـ”الروح” و السحر الذي تم جلبه في الجزئين السابقين، بالإضافة لاحتواء هذا الجزء على الكثير من التلميحات المخلة أخلاقيا و التي شعرنا بأنها قدمت بطريقة مبالغ بها كثيرا حتى مقارنة بالسابق، بكل الأحوال اذا كنت من عشاق السلسلة فلا ريب بأنك قمت بالحصول على اللعبة قبل حتى أن تقرأ هذه المراجعة.