عودة من جديد إلى عوالم ألعاب المصمم الشهير “هيرنوبو ساكاغوتشي”، عودة إلى القلاع الضخمة و التنانين المجنحة و الأميرات الجميلات و الليالي المقمرة، هذه المرة يأخذنا العقل المبتكر لألعاب “فاينل فانتسي” في رحلة جديدة مع مجموعة من المرتزقة تريد الحصول على حياة أفضل، “ساكاغوتشي” يجمع كافة خبراته الطويلة و تجاربه العديدة في ميدان ألعاب الفيديو، ليقدم لعبة بمنهج جديد كليا على ألعاب تمثيل الأدوار اليابانية، منهج يحاول التخلص من سلبيات هذا النوع من الألعاب و يدمج مزايا المدرسة الغربية مع الشرقية، مهما كانت تجربتك مع ألعاب الاربيجي كن متأكدا بأنك لم تلعب شيئا مثل “القصة الأخيرة” من قبل.
كالعادة مع الألعاب المهمة التي يقف خلفها الكثير من الأسماء الكبيرة، نبدأ هذه المراجعة مع نبذة تاريخية لأهم الأشخاص الذين وقفوا خلف إنتاج هذه اللعبة، بداية هناك رئيس شركة Mistwalker السيد هيرنوبو ساكاغوتشي، هذا الرجل هو واحد من أساطير صناعة ألعاب الفيديو و له جمهور مخلص ووفي يقف خلف منتجاته و يحرص دائما على شرائها، هذا الرجل هو الأب الروحي لسلسلة فاينل فانتسي التي رأت النور لأول مرة عام 1987 و حققت نجاحا كبيرا لشركة سكوير سوفت التي كانت على وشك الإفلاس آنذاك .. و هكذا بدأت رحلة من المجد و الإنجازات الضخمة مع واحدة من أبرز ألعاب الفيديو و أكثرها نجاحا على الإطلاق، قام ساكاغوتشي بإخراج الأجزاء الثلاثة الأولى من السلسلة في اليابان ليقدم بعدها الجزئين الرابع و الخامس على جهاز السوبر ننتندو، كما أن هذا المصمم لديه دور كبير مع لعبة تاريخية لا تنسى صدرت على السوبر ننتندو و كانت من أبرز و أهم ألعاب التسعينات ان لم تكن من أفضل الألعاب حتى اليوم فهل عرفتها، نعم بلا شك انها لعبة كرونو تريجر التي وقف خلفها أشهر أسماء منتجي ألعاب الاربيجي في اليابان حيث كان يعرف فريق عمل اللعبة آنذاك بـ”فريق الأحلام” في خطوة لن تتكرر أبدا.
حسنا منذ فاينل فانتسي الخامسة و حتى اليوم لم يقم ساكاغوتشي بإخراج أي لعبة بنفسه مرة أخرى، في ألعاب فاينل فانتسي اكتفى بدور المنتج أو المنتج المنفذ أحيانا، هذا لا يعني أنه لم يقم بأي إضافة أو مساهمة في الأجزاء الاحقة للخامس فهو على سبيل المثال جلب الفكرة الرئيسية التي بنيت عليها أحداث الجزء السابع و كذلك الجزء الثامن و حتى التاسع، و لمسة الرجل ظلت موجودة و ملحوظة في أجزاء السلسلة حتما، و لكن مهلا فنحن نقترب شيئا فشيئا من ذكر المرحلة السوداء في مسيرة هذا الرجل، تلك الخطوة التي اتخذها و كاد أن يعصف بشركة سكوير سوفت بأكملها و يقودها إلى الهلاك، و هي خطوة إنتاج و صناعة فيلم Final Fantasy: The Spirits Within. هذا الفيلم الذي كلّف سكوير أكثر من 130 مليون دولار أمريكي و فشل في شباك التذاكر الأمريكية ليدفع بالشركة إلى الهاوية، و بالطبع كان من البديهي بعد ذلك أن يخرج هيرنوبو ساكاغوتشي من سكوير ليؤسس بعد ذلك شركته الجديدة Mistwalker بدعم و مباركة مايكروسوفت التي تعاقدت مع ساكاغوتشي لنشر لعبتين من فريقه للإكس بوكس360 بشكل حصري، و تحت إشراف مستووكر تم إنتاج لعبة “بلو دراجون” المشابهة لسلسلة ألعاب دراجون كويست و لعبة “لوست أوديسي” المشابهة لسلسلة فاينل فانتسي، و مرة أخرى يتعرض ساكاغوتشي للاهتزاز حيث أن اللعبتين لم تحققا النجاح المطلوب، و بذلك تخلت مايكروسوفت عن دعم المصمم و ألعابه و تم إلغاء مشروع Cry on، و بعد فترة طويلة من الإعداد و البحث و التطوير أخيرا كشف ساكاغوتشي عن مشروعه الجديد لجهاز ننتندو وي لعبة الحكاية الأخيرة.
بجانب هيرنوبو ساكاغوتشي، يعود الملحن الأسطوري الشهير نوبو ويماتسو مجددا لتلحين الحكاية الأخيرة، هناك علاقة ود طيبة بين الاثنين حيث أن ألعاب ساكاغوتشي ترافقها دائما ألحان نوبو ويماتسو، وفي اليابان يمكننا أن نلاحظ جيدا بأن الكثير من مشاهير مصممي ألعاب الاربيجي يقومون باعتماد ملحن معين لتلحين ألعابهم، فمثلا ألعاب ياسومي ماتسونو ( فاجرانت ستوري – فاينل فانتسي تاكتكس ) دائما تصاحبها ألحان ساكموتو، و ألعاب تتسويا نومورا ( كنجدوم هارتس – فاينل فانتسي فيرسس ) ترافقها ألحان يوكو شيمومورا، رسام اللعبة و مصمم الشخصيات هو السيد فوجيساكا و الذي قدم لنا طابعا فنيا محببا لرسم الشخصيات و ان لم تنقل هذه الرسوميات بالشكل المطلوب ربما بسبب محدودية قدرات الننتندو وي، او حتى لكثرة التفاصيل في الملابس و الشعر و هذه الأمور تصعب كثيرا تجسيد نماذج الشخصيات بدرجة موازية عن طريق المضلعات و البيئة ثلاثية الابعاد.
فريق ميستووكر استغرق ما يناهز عاما و نيف لإعداد هذه اللعبة، الفريق أراد و منذ البداية تقديم لعبة بتوجه مختلف كليا عن ألعاب الاربيجي اليابانية الأخرى، حسنا لا ندري ان كان سبب هذا التوجه الجديد هو الفشل التجاري لألعاب ميستووكر مع مايكروسوفت أم خطوة تطور طبيعية مع تزايد شعبية الألعاب الغربية في الآونة الأخيرة، إلا أن طريقة صنع هذه اللعبة مشابهة كثيرا لطريقة صنع فاينل فانتسي الأولى، ليس الاسم فقط متشابه بين اللعبتين و ظروف الإنتاج، و انما رغبة فريق العمل بجمع أفضل مزايا ألعاب الاربيجي المتواجدة على الساحة لتقديم تجربة أكثر تميزا و إبداعا من المتواجد في الأسواق، ويمكننا و بثقة أن نقول لكم : اطمئنوا فهذه اللعبة تنجح تماما في اختلاق تجربة لعب لم تكن موجودة أبدا في السابق و تؤدي وظيفتها بنجاح في جمع أبرز مزايا المدرسة الغربية و الشرقية في الاربيجي.
ما هو الاربيجي ؟ كيف يجب أن تصمم لعبة اربيجي ناجحة ؟ هذه الأسئلة التي نشعر بأن الفريق طرحها على نفسه في لعبة لاست ستوري، بداية علينا أن نشرح طريقة تركيب اللعبة لكم حتى يسهل تخيل اللعبة و فهمها، اللعبة تميل لكونها لعبة أكشن اربيجي بشكل بحت و تبتعد كثيرا عن تعاقب الأدوار و الكثير من “الثوابت” التي تتواجد في هذا الصنف، بداية تدور أحداث اللعبة في مدينة واحدة فقط فليس هناك مدن تجوبها و لا خريطة عالم تستكشفها فقط هناك مدينة Lazilus، تم تصميم هذه المدينة بأسلوب مشابه كثيرا لألعاب الاربيجي الغربية من الناحية الفنية، فليس هناك الكثير من الألوان و انما ستجد الكثير من المتاجر و ستجد أيضا Arena عملاقة تتمكن فيها من خوض التحديات المختلفة و الحصول على الكثير من الجوائز المفيدة.
الحكاية الأخيرة لعبة خطية بالكامل من البداية إلى النهاية، كلمة “لعبة خطية” أصبحت تعني مستوى سيء بشكل تلقائي للكثير من اللاعبين في الآونة الأخيرة و هذا أمر غير سليم، فاللعبة الخطية لها عناصر قوة و اللعبة المفتوحة لها عناصر قوة أيضا و الأمر يعتمد في النهاية على حسن التطبيق، و اللعبة التي نراجعها اليوم تقدم توجهها الخطي باحتراف عال فوجئت به كثيرا ! بداية .. اللعبة لا تدور بأكملها في مدينة لازلس، بل تنتقل باللاعب بأماكن متعددة فهناك السفن و الأشرعة و هناك المناطق الطبيعية و هناك أيضا القصور و القلاع الحجرية، اللعبة تنقلك بين هذه الأماكن بسلاسة و أناقة و تضع في طريقك الباعة المتجولين حتى تتمكن من تدعيم شخصياتك بالأسلحة و الدروع بدون الحاجة لرحلات كثيرة من البحث و العناء.