تعتبر سلسلةGran Turismo واحدة من أكبر إنتاجات ألعاب الفيديو في العشر سنوات الماضية و أنجحها على الإطلاق، حيث استطاعت تكوين قاعدة جماهيرية كاسحة وشعبية منقطعة النظير، تجسد ذلك عبر بيعها لما يقارب الخمسين مليون نسخة حول العالم منذ إصدار جزئها الأول في العام 1997.
اليوم Gran Turismo أصبحت ذات تأثير كبير في عالم صناعة السيارات. كازانوري يماوتشي، مخرج ومنتج اللعبة، يصنف حاليا في المرتبة ال 29 ضمن أقوى 50 شخصية من ناحية التأثير والنفوذ في عالم صناعة السيارات متفوقا على شخصيات كبيرة مثل تاكيو فوكي رئيس شركة هوندا اليابانية و جين توت رئيس شركة فيراري الايطالية اللذان حلا في المرتبتين 30 و 31 على التوالي.
لقد غيرت Gran Turismo العالم، لكن ما الذي غيره العالم في السلسلة و هي تدخل عامها الحادي عشر؟ الإجابة على هذا السؤال تتطلب الانتظار إلى حين صدور النسخة الكاملة و النهائية من Gran Turismo 5 في العام القادم 2009، و لكن GT5: Prologue تعطينا لمحة مبدئية عن هذه التغييرات.
بداية تأتي GT5p بعدد سيارات يصل إلى 71 سيارة، مع ستة مضامير هي: هاي – رينق، سوزوكا، فوجي، لندن، ايجر نوردواند وحلبة دايتونا الشهيرة.
في صلب ميكانيكية اللعب، حصلت GT5p على الكثير من التغييرات المهمة، في السابق كان عدد السيارات الأقصى في المضمار هو 6 سيارات بما فيها سيارة اللاعب، الآن أصبح العدد 12 سيارة و يرتفع إلى 16 في بعض الأحيان، ولأول مرة في تاريخ السلسلة، تمت إضافة منظور للرؤية من داخل مقصورة القيادة وطور أونلاين للعب الجماعي عبر شبكة الإنترنت، كما حصلت اللعبة على نظام فيزيائي مطور مع خيارات تحكم إضافية. و قبل أن أنسى، هذه المرة الأولى التي تظهر فيها سيارات شركة Ferrari في اللعبة.
تقدم GT5p واجهة عرض جديدة كليا تسمى “صفحتي” أو My Page، هذه الصفحة تحتوي على جميع خيارات اللعبة المتاحة مثل صفحة تعديل الخيارات، قائمة مصنعي السيارات، المرآب الخاص بالسيارات التي حصلت عليها، أطوار اللعبة مثل طور المسابقات المالية Events و الآركيد و الأونلاين و الـDrifting ( الانزلاق بالسيارة ) الذي يتطلب وجوده تنزيل آخر تحديث للعبة بجانب طور الشاشة المنفصلة، و أيضا قسم الأخبار و قسم GT TV الذي يتيح تنزيل مشاهد فيديو عالية الدقة لبرامج واقعية مثل برنامج Top Gear بشكل مجاني.
تستطيع أن تلاحظ مدى الفرق في تجربة القيادة في اللعبة منذ الوهلة الأولى. إن كنت من محترفي السلسلة، جرب أن تغير خيار الفزيائية من الخيار العادي إلى الإحترافي لتجد الفرق الذي يلبي طموحاتك، و إن كنت تريد المزيد من الخيارات لما يناسب قدراتك، فهناك معيارين للتحكم في قدرة السيارة على عدم الإنزلاق و الآخر للتحكم في شدة تجاوب عجلة القيادة مع أوامرك، هنا نلاحظ أن السلسلة تحاول التقرب أكثر لجذب أكبر عدد من اللاعبين و محاولة تقديم تجربة أكثر توزانا ترضي جميع الأذواق.
نستطيع القول بأن الواقعية في قيادة المركبات انتقلت لمرحلة جديدة هي الأفضل حتى الآن في تاريخ السلسلة، بإمكانك أن تشعر بالفرق في حجم و عزم كل سيارة على حدة، وستكتشف أن لكل سيارة طريقة معينة لتطوعها تحت إمرتك.
منظور القيادة من داخل المقصورة أضاف بعدا جماليا كبيرا للعبة، والجميل أنه يأتي بشكل مفصل لم يسبق له مثيل، ستلاحظ أن عداد السرعة و عداد سرعة دوران المحرك يتفاعلان بشكل متناسق مع ما تقوم به فعليا في السباق.
مع تقدمك في اللعبة وإتمامك لسباقات طور Events، ستظهر لك المزيد من الخيارات، مثل خيار Quick Tune الذي يسمح لك بتعديل خصائص السيارة الداخلية، و أيضا طور Drifting، وينبغي التذكير بأن الحصول على هذه الخيارات يأتي بعد إتمامك لمتطلبات طور Events فقط.
بعد تجربة طور الأونلاين في اللعبة، أستطيع القول بإنه يحتاج لكثير من التحسينات. يتيح لك طور الأونلاين اختيار سباقات معينة تختلف فيها المضامير، ثم يتم توزيعك أوتوماتيكيا مع من هم في نفس مستواك قياسا بالسيارة التي تود المشاركة بها، لم ألاحظ إمكانية القيام بغرفة خاصة يجتمع فيها من هم في قائمة أصدقائك للحصول على مزيد من الخصوصية، و لا أعلم إن كان هناك مشكلة في إتصال الإنترنت الخاص بي في اليومين الماضيين، إلا أن مشكلة التأخر، أو ما يعرف بالـlag تبدو ظاهرة بشكل غير مرضي بتاتا للعبة بحجم GT.. و لا أنسى غياب خيار المحادثات الصوتية أثناء اللعب.
من الناحية التقنية، GT5p هي أفضل منتج قدمه البلاي ستيشن 3 حتى هذه اللحظة، اللعبة تبدو مذهلة تماما. موديلات السيارات مفصلة بشكل واقعي لم يسبق مثيل، مقصورة السيارات الداخلية مفصلة بشكل رائع للغاية، على سبيل المقارنة، عدد المضلعات في السيارة الواحدة في GT4 كان يقترب من 4 آلاف مضلع، اليوم عدد المضلعات للسيارة الواحدة في GT5 يتخطى ال 200 ألف مضلع، و المدهش أن اللعبة تعمل على أقصى دقة عرض 1080p و في 60 إطار في الثانية.
المضامير لم تلق إهمالا، ألقي نظرة على مضمار لندن لتتعرف على مستوى جديد تماما من دقة التفاصيل في عالم ألعاب الفيديو. من الأمور الجميلة هي الصور المتحركة لقائد المركبة من الداخل، فهو يبدو واقعيا لدرجة رائعة خصوصا عندما ترى حركته لتبديل صندوق التروس.
هناك بعض العيوب التقنية. الحواف المزعجة أخذت نصيبها من الظهور، و هناك لحظات بسيطة تظهر فيها ما يعرف بمشكلة الـScreen Tearing ، إلا أنها لم و لن تلغي مظهر اللعبة المذهل. لا توجد لعبة بنقاوة و جمال GT5p.
من الناحية الصوتية، اللعبة تقدم انتاج صوتي فخم، لقد تمت إعادة تسجيل أصوات السيارات من الصفر لتتناسب مع إمكانيات البلاي ستيشن 3 ويبدو ذلك واضحا على المسامع. اللعبة تقدم أصوات LPCM غير مضغوطة بشكل محيطي عبر 7.1 قناة. الموسيقى في اللعبة هي أحد أجمل مميزاتها، دائما عودتنا سلسلة GT على موسيقى الـBlues، هذا لم يتغير، لكن الجديد هو التنوع الملحوظ في أنواع المسارات الصوتية، نجد مقاطع Minimal، Acid House و Electro و Rock أيضا، و جميعها ذات وقع جذاب.
إجمالا، GT5p تقدم أفضل GT على الإطلاق على هيئة Beta Test ( تجربة أولية ) مدفوعة مسبقا إن صح التعبير، لكن هل تستحق أن تدفع فيها مبلغ ال 40 دولار؟
GT5p لديها عمر إفتراضي لا بأس به، هناك 71 سيارة و 6 مضامير، طور للأونلاين وطور آخر للإنزلاق، نظام اللعبة الحالي يعطيك المزيد من الساعات قبل أن تتمكن من الإستمتاع بروعة قيادة سيارات Ferrari المذهلة تصميما وتحكما، و لا تنس أن كازانوري يماوتشي وعد بتحديثات كبيرة في الخريف القادم تتضمن المحادثات الصوتية أثناء طور الأونلاين و الميزة التي طالما انتظرها الجميع… خاصية ظهور آثار التحطيم و الأضرار على السيارات.
GT5 في حلتها النهائية لن تصدر إلا في العام القادم، و لكن أليس من حقك أن تتسائل، لم تدفع هذا المبلغ في لعبة تعلم جيدا أنك لن تعود إليها أبدا في يوم ما؟ سؤال منطقي، خصوصا أن طور الـEvents لم يبنى بشكل مرن بما فيه الكفاية كفيل بخلق نوع من الضجر في داخلك.