عند ذكر العاب الاكشن، فإن من اوائل الاسماء التي تمر على ذهنك هو اسم نينجا جايدن. هذا الاسم مربوط بمفهوم الريادة في العاب الاكشن منذ عشرين سنة. عُرفت السلسلة – خصوصاَ ثلاثية نينتيندو – بالصعوبة القصوى والاحترافية, و قدم الجزء الأول من اللعبة على الاكس بوكس مفهوم جديد ومتميز لالعاب الاكشن المتخصصة في أساليب النينجا القتالية من سرعة قتال متناهية وصعوبة جنونية مستمدة من أصل الاجزاء القديمة. السيد ايتاقاكي نجح في وضع الخطوط العريضة لفئة ألعاب الأكشن للسنوات الي تلت إصدار اللعبة,  واستطاع أن يقدم لنا لعبة متكاملة من نواحي عدة تبوأت منصب الزعامة في الجيل الماضي لفئتها….

تستمر قصة ريو هايابوسا بعد حصوله على Dark Dragon Blade  بعدما تم قتل نسبة كبيرة من عشيرته في تلك المعركة المحزنة, ولكن الخطر لم يزل بعد، فاخطر واكثر قطعة مطلوبة من أيادي الشر موجودة في قريته، تلك القطعة تسمى تمثال الشيطان. لا يوجد تفاصيل عن هذا التمثال الا انه في يوم من الايام ساعد في ارسال زعيم الشياطين واربع من اقوى اتباعه الى النوم الأبدي في باطن الأرض. لذلك فإن عائلة هيابوسا تحرس هذا التمثال منذ سنين طويلة حتى ولو كانت حمايته تتطلب المخاطرة بأرواحهم.الآن تريد عشيرة Black Spider الحصول على هذا التمثال واطلاق سراح الشياطين العظماء من باطن الأرض.

قصة اللعبة في الجزء الثاني افضل وامتع بكثير من سابقتها وهذا ما كان ينقص الجزء الأول. معالم الشر واضحة وشخصيات جديدة مثيرة تظهر لأول مرة مثل جو هايابوسا اب البطل ريو وايضاَ الشقراء الغامضة سونيا عميلة الاستخبارات الامريكية التي تم ارسالها للتحقيق في معلومات سرية جداَ عن الشياطين. وهناكَ شخصيتان تعملان في عشيرة Black Spider. جينشين رئيس وقائد العشيرة و إيليزابيث الغامضة التي تعمل هناك. القصة تطورت بشكل ملحوظ وساعد ذلك كثيراَ تعدد الشخصيات المثيرة والغامضة. ولكن مع هذه التطورات الملحوظة تبقى القصة مكشوفة ولا يوجد فيها اي حبكة غير متوقعة.

اذا كنت من الاشخاص الذين لعبوا الجزء الأول على جهاز الاكس بوكس ستقابل النظام العميق والممتع والسريع نفسه ولكن ستحبط عندما تكتشف انه لم يتم اضافة الامور الكثيرة في اللعبة , و أيضا لم يتم تحسين بعض المشاكل القديمة المعهودة. الكاميرا المعقدة نفسها لم يتم تعديلها ابداَ وهذا العيب ابعد الكثير من اتمام اللعبة حتى النهاية… او حتى منتصفها. تم اضافة الكثير من الأسلحة في اللعبة و جميعها قابل للتطوير. في كل مرحلتين تقريباَ ستحصل على سلاح جديد, ولكن في الغالب سيقتصر استخدامك على واحد او اثنين منهم فقط. لا تفرح كثيراَ عندما يراودك الشعور بأنك قد احترفت احد الأسلحة لأن الصعوبة لها حدود, و بعض الزعماء في اللعبة قد تخطوا هذا الحد واصبحت ضرباتهم تسحب الكثير من الدماء. ولكن في الجانب الآخر بإمكانك التقاط أنفاسكَ, لان اللعبة تأتي محملة  بأخطاء برمجية تقدم لك يد العون في التغلب على الزعماء بطرق ملتوية.

إن احد العيوب المنتقلة من الجزء الأول هي عدم وجود نقاط ضعف لدى الزعماء لقتلهم، كل ما عليك فعله هو ان تتصور أنك نينجا حقيقي وتبدأ بالضرب والتخفي السريع. من الامور الجديدة التي تم اضافتها في الجزء الثاني هي انهاء الاعداء بسلاحك الفتاك بالضغط على زر Y ليمزق ريو العدو لقطع صغيرة داخل مشهد دموي سريع لا يتعدى الثواني. تم اضافة مجموعة من الحركات الخاصة لكل سلاح ستأخد منك وقتاَ طويلاَ لاحترافها. التطور والتحسين ليس مقصور على الأسلحة الثقيلة فحسب بل نظام التصويب ايضاَ المستخدم في بعض الأسلحة مثل السهام واستخدام القوة السحرية Ninpo حصل على نصيبه من ذلك. أخيراَ لا ننسى نظام القتال الممتع في اللعبة والذكاء الصناعي المميز. اجزاء من الثانية تفصلك عن سيف ضخم او يد وحش ممتدة إليك هدفها قطع رأسك, او نينجا يئس من حياته يريد ان يفجر نفسه بعدما اجتز ريو ساقيه.

اذا كنت من الذين حصلوا على الجزء المعاد انتاجه على جهاز البلاي ستيشن 3 ( نينجا جايدن سيجما ) لن تلاحظ اي فروق في الرسوم او فيزيائية اللعبة. محرك اللعبة نفسه القديم من الجزء الأول على جهاز الاكس بوكس الذي كان في ذلك الوقت مبهر للغاية، اما الآن ستشعر بانه محدود في عديد من الامور مثل قله التفاصيل الرسومية وايضاَ المشاكل الفيزيائية. ولكن هذا لا يعني بأنه لا توجد اي تفاصيل جميلة. الكثير من الوحوش الكبيرة او الصغيرة بها العديد من التفاصيل الجميلة كالتفاصيل الجلدية او الحجرية. ايضاَ بيئات اللعبة المتعددة الجميلة ساعدت اللعبة في اعطاءها مظهر مميز وجميل, مثال على ذلك مرحلة مانهاتن المليئة بالانوار والعمارات الملونة الممزوج تصميمها بين الغرب الشرق و  أيضا تأثير الأمطار ذات التفاصيل الخرافية ( لن ابالغ إن قلت بأن تصميم الامطار في اللعبة هي افضل ما شاهدت في هذا الجيل حتى الآن), أو قرية هايابوسا أوالغابات اليابانية الجميلة والمناطق ذات التصاميم الجميلة المستوحاة من المدن الايطالية والكثير.

ايضاَ ما يميز الجزء الثاني هي واقعية تأثير المعارك الدموية. ستشاهد اطنان من الدماء تمطر عليك عندما تتعارك مع الوحوش. كل ضربة موجهه على احد أعضاء الوحوش ستشاهد خلالها بأن أيديهم في جهه أرجلهم في جهة اخرى، الجميل في هذا كله هو استمرار الوحوش واصرارها على قتلك حتى اذا قطعت أيديها التي تحمل السلاح. لن تلاحظ اختفاء الجثث والاشلاء اذا عدت لتلك المنطقة التي شهدت المعركة. ولكن في الغالب لن تترك تلك المنطقة الا بعد معاناة من الإنخفاض المفاجئ في عدد الاطارات بالثانية الذي يتسبب في بطئ كبير في اللعبة قد يساهم في تشتيتك ذهنياَ ومن ثم الاخفاث في اكمال مجموعة ضرباتك الاحترافية. مدة التحميل في اللعبة متوسطة بين الانتقال من مهمة لاخرى وهذا امر طبيعي. لكن المفاجئ هو عندما ترى مدة تحميل عند تغير الاسلحة بالنمط السريع بالضغط على D-Pad التي احياناَ تتجاوز الثلاث ثواني.

الموسيقى في اللعبة ملحمية ممزوجة ما بين الألحان اليابانية الملحمية و موسيقى الروك السريعة. في اعدادات اللعبة يمكنك الاختيار ما بين التمثيل الصوتي الياباني مع تواجد ترجمة انجليزية او التمثيل الصوتي باللغة الانجليزية. ايضاَ من الاضافات الجميلة هو طور السينما الذي يمكنك من تسجيل مهاراتك القتالية لمدة طويلة ومشاركتها مع اصدقائك عبر الشبكة. ولا ننسى بأنك بإمكانك رفع ارقام واحصائات لعبك أيضا. يقتصر استخدام شبكة الايف على تلك الميزتين فقط. ميزتان قد تجدهما في العاب رخيصة قابلة للتحميل. لا ننسى أن نذكر أنه توجد خبايا وادوات قابلة للتجميع تساهم في زيادة عمر اللعبة.

نينجا جايدن 2 تستمر على نهج الجزء الأول مع اضافات و تحسينات طفيفةَ. مشاكل رسومية غريبة لم اكن اتوقع ان اشاهدها في اللعبة وخصوصاَ انها لم تكن موجوة في الجزء الأول. بالمحصلة نينجا جايدن 2 لعبة صيف لا يمكن تفويتها بكل تأكيد. .