هناك العديد من الانتقادات لألعاب الفيديو بشكل عام. البعض يعتبر أنها ذات تأثير سلبي على الأطفال، والبعض الآخر يرى أنها مضيعة للوقت والمال وتسبب العزلة الاجتماعية. أيضاً، هناك مجموعة كبيرة تعتقد أنها مضرة للصحة، حيث أنها تجبر الشباب والأطفال على الجلوس لفترات طويلة من الوقت مما يتسبب بالسمنة وضعف اللياقة بشكل عام.
ويبدو أن نينتندو تتفق مع المجموعة الأخيرة على الأقل، وشاهدنا ذلك عندما أطلقت الشركة جهاز Wii الذي يستخدم طريقة تحكم مميزة تعتمد على تحريك اليد وتشجع اللاعب على الوقوف واللعب بطريقة نشطة. وقد نجح هذا التوجه بشكل كبير كما نشاهد حالياً، وتغيرت نظرة الكثيرين عن ألعاب الفيديو بشكل عام. ووصل هذا النجاح لدرجة أن العديد من الصالات الرياضية والمستشفيات أضافت لعبة Wii Sports إلى برامجها التأهيلية للمصابين والمسنين.
بعد هذا النجاح الغير متوقع، قررت نينتندو أن تستغل فكرة التمرين الرياضي باستخدام الألعاب بشكل أكبر من قبل، وأعلنت عن تطويرها لـWii Fit، التي تجمع التمرين الرياضي بالألعاب، تحت إشراف مباشر من المصمم الشهير شيجيرو مياموتو. هذه ليست المرة الأولى التي نشاهد فيها محاولة لإنتاج لعبة فيديو تركز على التمارين الرياضية، لكن المحاولات السابقة لم تحقق نجاحاً كبيراً. فماذا يجعل Wii Fit مميزة؟
تأتي في علبة وي فت طرفية خاصة تدعى Wii Balance Board، أو لوحة التوازن. هي باختصار عبارة عن ميزان لاسلكي تستخدمه اللعبة لمعرفة وزنك. ولكن هذا ليس كل شيء: هذا الميزان يستطيع أن يعرف كيفية توازنك عليه، بمعنى أنه يعرف على أي جهة من جسمك تركز الجزء الأكبر من وزنك. التوازن الصحيح للجسم يؤدي إلى تقليل مشاكل الظهر، والمشي بطريقة أفضل، بالإضافة لوضع حمل متوازي على العضلات وتقليل الجهد المبذول عليها. الطرفية تعمل بشكل ممتاز فعلاً، وهي دقيقة في احتساب الوزن وحساب مركز التوازن، ولكن يعيبها حاجتها لأربع بطاريات عادية، بالإضافة لتحملها 150 كيلوجراما كحد أقصى. وسيتم استخدام هذه الطرفية في العديد من الألعاب القادمة.
البرنامج الذي يأتي مع لوحة التوازن يذكرنا كثيراً بـBrain Age على الـDS. فباستخدام لوحة التوازن، بإمكانه أن يقيس وزنك ويسجله بشكل يومي، مع اختبارات توازن بسيطة وسريعة لقياس عمرك الجسماني وتسجيله أيضاً (وبإمكانك مشاهدة تغير وزنك خلال فترة معينة لاحقاً). وعلى حسب طولك ووزنك، سيقوم البرنامج بتقييم حالتك الجسمانية وسيخبرك إذا كنت تعاني من البدانة أو النحافة الزائدة أو غير ذلك. وتستطيع أن تضع لنفسك هدفاً لتنقيص أو رفع وزنك خلال مدة محددة تختارها. كل هذا مقدم في قوائم ممتازة مع تعليمات سهلة الفهم، وإمكانية مقارنة نتائجك مع بقية أفراد العائلة (أو بإمكانك أن تضع كلمة سرية لتجعل نتائجك سرية!).
بعد ذلك تقوم باختيار التمرين الذي تريد القيام به من قائمة متنوعة من النشاطات والألعاب تشمل تمارين القوة، تمارين اليوغا، الأيروبكس، وألعاب التوازن، وكلها تقريباً تعتمد على لوحة التوازن بشكل رئيسي (ما عدا الجري في المكان فهو يتطلب وضع ريموت الـWii في جيبك). النشاطات الموجودة متنوعة بشكل ممتاز، وكلما تمرنت ولعبت أكثر، تتم إضافة المزيد والمزيد من النشاطات حتى تصل لحوالي 50 نشاطاً مختلفاً. كثرة وتنوع النشاطات، بالإضافة لتسجيلها لأفضل الأرقام المحققة على الجهاز، مما يجعل هناك نوعاً من التحدي والمتعة فيها.
تمارين القوة واليوغا تحتوي على مدرب من اختيارك يخبرك بالصوت والحركة كيف تنفذ التمرين المطلوب. التمارين الموجودة تركز بشكل عام على الحركات البطيئة مع التحكم بتوازنك خلال تنفيذها، وهناك تمارين موجودة لتمرين جميع العضلات المهمة تقريباً، وبالإمكان اختيار تكرار حركات التمرين لمرات أكثر. أما الأيروبكس وألعاب التوازن هي ألعاب تقوم بها بدون وجود المدرب، وبشكل عام تتطلب حركات أسرع وأصعب من التمارين العادية، لكنها لا تركز على بناء العضلات أو تقويتها بقدر تركيزها على التوازن العام في ألعاب التوازن، وحرق بعض السعرات الحرارية في الأيروبكس، وبالإمكان زيادة صعوبة هذه الألعاب عند الرغبة.
ولكن هل تناسب Wii Fit فعلاً جميع الأهداف المطلوبة من التمارين الرياضية؟ سنستكشف ذلك:
الأطفال: بالتأكيد. هناك الكثير من الألعاب الممتعة التي ستجعلهم يتحركون دون الحاجة للخروج من المنزل. ليس هناك وقت مبكر للبدء ببناء جسم صحي.
تنقيص الوزن: بإمكانك أن تنقص العديد من الكيلوجرامات في وقت قصير نسبياً، ولكن لا تعتمد على وي فت لتنقيص 15 أو 20 كيلوجراماً. ستساعدك على مراقبة تغير وزنك بشكل يومي بطريقة سهلة وجميلة.
بناء العضلات: بشكل محدود جداً، وربما كبداية فقط.
استرجاع اللياقة البدنية: وي فت مثالية لذلك. إذا كنت ممن يتعبون من صعود 3 أدوار من السلالم أو من دقيقتين من الركض أو تشعر بآلام في جسمك بعد أي نشاط صعب قليلاً، فشراء وي فت قد يكون أفضل طريقة لتحسين وضعك.
تجنب مشاكل الظهر: أيضاً وي فت مثالية لذلك. الحصول على توازن جيد لجسمك سيجنبك الكثير من المشاكل لاحقاً.
ولكن، هناك سلبيات ملحوظة في وي فت. رغم أن القوائم مصممة بشكل ممتاز وبسيط، إلا أنها لا تعطي خيار اختيار أكثر من تمرين متتالي في نفس والوقت، وبالتالي عليك بعد كل تمرين أن تمسك ريموت الوي وتختار التمرين التالي، مما يضيع الوقت ويصعب عليك الحفاظ على معدل ثابت لضربات القلب. وأيضا، لا تخبرك وي فت عن التمارين المناسبة لك ولأهدافك، وتترك الحرية الكاملة لك في الاختيار، مما قد يجعلك “تغش” أحياناً، أو تركز على تمارين لا تفيدك كثيراً. النسخة الأمريكية من اللعبة لا تعطيك خيار اختيار وحدات قياس الطول والوزن إلا عندما تغير اللغة إلى الفرنسية أو الأسبانية، أما إذا بقيت على اللغة الانجليزية فإنك ستقيس كل شيء بالأرطال والأقدام.