أنا حي! العنوان الجديد و الأكثر جدلاً بتاريخ شركة يوبي سوفت الذي أعلنت عنه قبل أربعة أعوام أثناء فعاليات معرض E3، الإسم يوصف نفسه فهي لعبة بقاء بحيث عليك الصراع للبقاء على قيد الحياة أثناء مغامرتك القصيرة داخل العالم المحطم الكئيب. بعد إنتظار طويل و ترقبها من قبل اللاعبين تصلنا أخيراً و لكن السؤال هل كانت بمستوى التوقعات ؟
قبل بداية اللعبة و تحديداً بالقائمة الرئيسية سيتوجب عليك إختيار إحدى الخيارين فأما “المتوسط” أو “النجاة” الخيار الأول سيتيح لك العديد من الذخيرة و الأدوات و سيسهل عليك كثيراً التقدم بمغامرتك، بينما الأخر فهو العكس تماماً مما عليك مواجهة الصعوبات و المحافظة على الذخيرة و الأدوات و عدم إستخدامها إلا وقت الضرورة، وكونها لعبة “بقاء” فالخيار الثاني هو الأفضل و الأمثل لتقديم تجربة ملائمة لتعاني و تشعر بصعوبة البقاء على قيد الحياة.
عالم اللعبة باهت و كئيب بأجواء رمادية مظلمة ستعطيك شعوراً دائماً بالملل و الضجر و الكآبة و كان من الممكن تقديمه بشكل أفضل من ذلك، بينما تصميم البيئة فكانت جيدة لحداً ما فسترى العالم متحطم و بحالة فوضى أثر الكارثة التي حلّت به، من جانب أخر الرسوم لم تكن بتلك الجودة فستلاحظ الكثير من الأخطاء و العيوب كتفاصيل و تعابير الوجه و إنعكاس العوالم و الأضواء على الماء كل ذلك كان سيئاً و ستزعجك كثيراً بمجرد التدقيق بهذي الأمور، ربما علينا فقط مدح تفاصيل البيئة و إنعكاس الأضواء عليها من بعيد هنا قليلاً و من الأفضل لك البقاء بعيداً لأنه لن يعجبك أي شيء عند الإقتراب و التدقيق في البيئة من حولك لسهولة ملاحظة الأخطاء و العيوب. تقنياً اللعبة تعاني الكثير من الأمور لقلة جودتها فبغض النظر عن الرسوم لدينا الفيزيائيات السيئة بحيث ستتحكم بشخص و لكنه أبعد من أن يكون إنسان للأسف و ستلاحظ العديد من الأخطاء بمشيته و سقوطه.
أنا حي هي لعبة ثلاثية الأبعاد بشكل كامل و لكن الكاميرا تنتقل لمنظور الشخص الأول عند التصويب و إطلاق النار مما يسهل عليك كثيراً القتال وسط المعارك و تمنحك شعور أخر من النادر أن تجده في ألعاب ثلاثية الأبعاد الأخرى، يجب علينا مدح هذه النقطة قليلاً حينما نتحدث عن إسلوب اللعب ولكن ماذا عن الأمور الأخرى؟ بالحقيقة إنزعجت كثيراً من عدة أمور أولها “شبه” إنعدام الحرية ففي الكثير من الأحيان ستحاول القفز لأحد المنصات البعيدة و ربما يوجد لديك بعض الإحتمالات بقدرة الوصول لتلك المنصة و إتباع طريق أخر ولكن النتيجة؟ لايوجد إستجابة من قبل اللاعب نفسه و هذا سيسبب لك الكثير من الإزعاجات، فحتى لو حاولت القفز بالهاوية عمداً و الإنتحار لن يستجيب اللاعب لأوامرك! حسناً ربما يمكن تجاهل هذي النقطة و لكن الأكثر إزعاجاً كان نظام “إستحمال” اللاعب لا أقول بأن وجودها عيب و لكن تطبيقها لم يكن جيداً فعند التسلق ووصول قدرة إستحمالك لحدودها (وهذا الشيء ستعاني منه بكثير من اللحظات عند التسلق) سيكون عليك الضغط على زر R1 سريعاً ليكمل اللاعب طريقه و إن لم يصل بالوقت المناسب ستسقط و تعيد التسلق من جديد.
من أكثر الأمور إزعاجاً باللعبة “التحكم” عليك القلق من الأن لإنه لن يكون بإمكانك تغييره من الإعدادات و عليك القلق أكثر حيال التحكم و مواجهة الكثير من الصعوبات بالإعتاد عليه (والذي بمجرد أن تعتاد عليه ستنتهي اللعبة) فبالكثير من الأحيان ستضغط “مثلث” و إنت ببالك شيء أخر إلا إنه ستظهر لك الخريطة بوجهك و توقف اللعب! كان من الأفضل وضعها بالأزرار الخلفية أو زر السيلكت.
ستحتاج لإنهاء اللعبة قرابة 4-5 ساعات و هذا الشيء قليلاً مانراه في لعبة قابلة للتحميل عبر متجر سوني و الإكس بوكس لايف، ولكن مالفائدة من ذلك طالما إنها لن تستطيع تقديم تجربة بقدر جودة و متعة تجربة الساعتين و ماحولها بالألعاب الأخرى؟ فبغض النظر عن المستوى ستعاني كثيراً من عمل نفس الشيء مراراً و تكراراً و هذا سيسبب لك الكثير من الضجر مع تقدمك بمسار القصة، ولكن ليس عليك القلق حيال ذلك لإنك ستنتهي من هذه التجربة قريباً و ليس عليك تكرارها من جديد، ربما عليك فقط الحزن على العشرين دولار الذي صرفته أو ستصرفه عليها.