منذ بداية إعلان أنمي Katanagatari في سنة 2009 لإصداره في 2010 أعترف أنِّي كنت متحمساً لسببين الأول كون الأنمي مبني على رواية، وفي العادة الروايات تنتج ناتجاً رائعاً للأنميات، المرئية منها والكتابية والثاني تصميم الشخصيات الجريء للغاية في هذا الزمن الذي يتطلب تفاصيلاً دقيقة للشخصيات لإبعادها عن كونها مشابهة لتصاميم سابقة أو ما شابه.
وارتفع الحماس كذلك لدي عندما عرفت أنّ هذه الرواية من نفس كاتب Bakemonogatari التي أُنتج لها أنمي في سنة 2009 وحصد أكبر عدد من الجوائز والتوصيات لسنته.
الأصل :
Katanagatari هي رواية من تأليف الكاتب Nisio Isin وبرسومات من Take. بدأ إصدار الروايات التي كان عددها 12 مجلداً في يناير 2007 إلى ديسمبر من السنة ذاتها، أي بمعدل رواية لكل شهر، رجوعاً إلى الاسم، قد يبدو اسم الأنمي ذو صدوٍ جميل، فهو يُنطق “كاتاناجاتاري”، ولكن الأمر لا يعدو لمجرد كونه ذو رنينٍ رائعٍ على الأذن، ولكن يمتد إلى اختيار اسم موفق للأنمي، فمن معرفتي المتوسطة لليابانية فهمت أنّ اسم الأنمي يعني “كاتانا” = السيف الياباني، جاتاري = اختصار لـ”مونوجاتاري” وتعني قصة، أي بعنوان للأنمي : “قصة السيف”، ولكن مع تنوع اللغة اليابانية فالاسم ذاته يشير إلى معنيين آخرين وهما “لغة السيف” و”تجميع السيوف”،، ومن المعنى الأخير يتضِّح ما هو مغزى قصة هذا الأنمي، ومن هنا عرفت أنِّي مقبلٌ على أنمي ذكي.
القصة :
قصة الأنمي بسيطة للغاية! من منّا لا يعرف بوكيمون وتابعه على مرِّ سنينه؟ البطل المدعو Shichika Yasuri يجب أن يذهب مع الاستراتيجية Togame المرسلة من قبل حكومة اليابان في رحلة البحث عن اثني عشر سيف أسطوري من حداد Shikizaki Kikki الذي قام بعمل ثورة في حينها بكونه أفضل حدّاد في اليابان.
تبدأ القصة بتوجه Togame إلى جزيرة Shichika Yasuri التي يقطنها مع شقيقته Shichika Nanami التي قد نُفي إليها والده منذ عشرين سنة لأسباب سياسية، وهي تطمح إلى أن يساعدها في عملية البحث عن الاثني عشر سيفاً.
Yasuri يعد الوريث الروحي لنوع قتال الـKotouryuu والذي يُعني بقتال سيف الجسد، أي أنّه يقاتل باستخدام أرجله ويديه كسيوف عوضاً عن استخدامه لسيفٍ حديدي أو أيّاً كان نوعه، بل ويمتد الأمر بأنّه لا يستطيع استخدام سيفٍ على الإطلاق. حسناً، قصة عادية جداً… ما الذي يميز هذا الأنمي؟
الميزات :
لأنمي يملك إخراجاً وتحريكاً مميزاً للغاية، من أفضل ما رأيت، بالإضافة إلى تصميم شخصيات ممتاز للغاية، حيث أنّ جميع تصاميم الشخصيات قد تظلُّ عالقةً في مخيِّلتك لتميزها عن الأخرى، وذلك باستخدام أدنى التفاصيل الممكنة، وعلى العكس من ذلك التميز الجذري لكلِّ شخصية.
بالإضافة، فإنّ المطلعين على روايات Nisio Isin يعلمون بأنّ رواياته تعتمد على الحوارات الطويلة الرائعة بين الشخصيات، التي قد تمتد إلى دقائق كثيرة، والتي قد تؤدي إلى قلب هذه النقطة من حسنة إلى نقمة للبعض، ولكن بالنسبة لي فقد كانت من الحسنات بالطبع، لكون المحادثات على الرغم من بساطة بعضها وسماعها في بعض إنتاجات الإعلام الأخرى، إلّا أنّها تتميز بنتائج غير متوقعة لي على الأقل، حيث أنّ محادثاتهم لا تنتهي كما هو المتوقع، بل تكسر توقعات الجميع، ومن جهةٍ أخرى، فلمحبي القتال، فالأنمي يوجه لك قتالات فريدة من نوعها مع تنوع السيوف الاثني عشر، وطبيعة تكيف بطلنا مع القتال في كل حلقة، ولا ننسى كذلك نقطة الألوان البرّاقة المستخدمة والتي أعطت جوّاً منعشاً لقصة تاريخية مثل هذه، وأخيراً فإنّ الأحداث المغايرة لسير القصة، تلعب دوراً كبيراً في إبراز هذا الأنمي.
“بدأ فضولي يشتعل، حدِّثنا عن الشخصيات”
الشخصيات :
كما أسلفت ذكراً، فإنّ الشخصيات في هذا الأنمي مميزة، وأعني بذلك قلباً وقالباً، ويتضِّح ذلك في محاوراتهم القتالية مع محادثاتهم، فكل شخصية لها ثقلها في هذا الأنمي، ولها نظرتها المختلفة التي تميزها عن الشخصيات الأخرى، وذلك يشمل الأعداء والأصدقاء منهم، ودناءة جميع الشخصيات للوصول إلى الهدف الأخير هو ما يجعلك تحترمها بالفعل، بالإضافة إلى تميز تصميمها كما ذكرت في الفقرة السابقة والذي يجعلها عالقةً في أذهاننا بالفعل.
مثير للإهتمام، وصفت الأنمي بأنّه ذكي. ماذا تعني بذلك؟
وصفت الأنمي بأنّه ذكي لأنّه قام بوضع جذور أساسية لأحداث قد رأيناها في أنميات سابقة، ولكنّه كسرها بكل عجرفة وغرور، ليقدِّم لنا ما هو الأفضل في نظره، وأستطيع الجزم بأنّه قد نجح في ذلك.
من دون الخوص في التفاصيل لإفساد متعة المشاهدة للقاريء، فإنّ الأنمي قد ضحّى بأحد أفضل قتالاته على الإطلاق لعرض شخصية أخرى “قد” تُعدُّ ثانويةً للبعض، ووصف رعب هذه الشخصية بأقصى قدر ممكن، الشيء الذي ينسينا ذاك القتال المحتدم المنتظر منذ حلقات عديدة، ومن جهةٍ أخرى، فالأنمي ينتهج أسلوباً آخر للإخراج والتحريك لحلقةٍ كاملة، قد تكون من أهم الحلقات لمجرى الأحداث، ولكنه يفعلها بتميز.
ماذا عن الأصوات والألحان والموسيقى والأغاني؟ تعلم أنّ الخلطة لا تكتمل بدونها!
بالنسبة للتمثيل الصوتي فهو مبدعٌ حقاً جميع الممثلين الصوتيين أعطوا حقهم لشخصياتهم من غير استثناء، وقاموا بتقمص الشخصيات لأبعد الحدود الأمر الذي يدفعك إلى أن ترى أنّ هذا الصوت هو صوت الشخصية الفعلي، أمّا بالنسبة للألحان والموسيقى، فهي تُكمل مسيرة هذا الأنمي بتميزها، ولكن من وجهة نظري فهي فشلت في جذبي، ولم أستطع أن أُحظى بمقطوعة فنية من بينها، وأخيراً بالأغاني، فأغنية البداية الأولى المسماة Meiyaka Denrou من تأدية الرائعة Minami Kuribayashi ترطب لها الأذن، وتنذر بمغامرة رائعة ستغزو في خضمِّها، أمّا بالنسبة لأغنية البداية الثانية من تأدية Ali Project فهي لم تعجبني من حال باقي أغاني هذه الفرقة التي أصفها بالضوضاء أكثر منها موسيقى.
ويحمل الأنمي اثني عشر أغنية نهاية على الاثني عشر حلقة، لم أرى المميز فيها إلّا واحدةٌ واثنتين، وبالنسبة لي فهذه النقطة أخفق فيها الأنمي بشكل كبير، ولو أنّه شيءٌ ثانوي.
أشياء أخيرة يجب أن أعرفها؟
نعم، فالأنمي كان يصدر بمقدار حلقة لكل شهر ابتداءً من يناير 2010 إلى ديسمبر من السنة ذاتها وذلك حذواً بالرواية الأصلية، وسترون أنّ هذه النقطة تخدم الأنمي بشكل كبير، إلى جانب أنّ الحلقة طويلة للغاية، بمدة 49:50 دقيقة للحلقة الواحدة.
كلمة أخيرة تريد إلقاءها؟
بالتأكيد! الأنمي هذا من النوادر التي تُرمى في بحر أنميات الإيتشي والفان سيرفس التي تجلب مبيعاتٍ هائلة لمنتجيها، فيجب علينا احترام مثل هذا المُنتج الذي يحترم عقلك وأحاسيسك ويجلب لك تجربةً جديدة.
التقييم النهائي: 8