منذ أول لحظة تم الإعلان فيها عن لعبة بايونيتا و محبو ألعاب الأكشن ينتظرونها بصبر نافذ، كيف لا و هي اللعبة الجديدة لمصمم كابكوم – سابقا – المحبوب للغاية هيداكي كاميا ، كيف لا و هي اللعبة التي تعد بأن تتربع على عرش ألعاب الأكشن و تدفع بعجلة هذا النوع من الألعاب إلى الأمام .. بايونيتا بطلتنا صاحبة القدرات الخارقة ستجعل لارا كروفت تذوب خجلا بقفزاتها و حركاتها العجائبية، حان الوقت لتستخدم كامل الألاعيب و الحيل التي تمتلكها الساحرة ( ساحرة بمعنى ساحرة و ليس الجميلة ) بايونيتا لتفجر جحافل الأعداء و تكتشف خبايا ذاكرتك المفقودة .. بايونيتا ستفجر أعينك من الأكشن المتواصل .
لعبتنا التي نراجعها لكم اليوم قادمة من أيادي واحد من ألمع مصممي الألعاب اليابانيين ، انه هيداكي كاميا الذي قدم لنا عددا من الألعاب التاريخية تحت لواء شركة كابكوم، هيداكي كاميا عمل كمخرج للعبة كابكوم الأسطورية ريزدنت ايفل2 وهو المسؤول عن شخصية ليون سكوت كينيدي ،ريزدنت ايفل2 حققت نجاحا كاسحا و اعتبرت على وقتها كمنتج سينمائي لم يكن له مثيل ، ريزدنت ايفل 2 حققت ضجة عارمة في الولايات المتحدة الأمريكية و وصفت آنذاك بأنها اللعبة الأكثر شعبية في أمريكا .. بعد ذلك عمل الثلاثي الشهير شينجي ميكامي – كوبياشي – و هيداكي كاميا على لعبة غيرت مجرى ألعاب الحركة بأكمله و هي لعبة الشيطان قد يبكي على جهاز بلاي ستيشن2 ، اللعبة التي أبكت الجميع بروعتها آنذاك و مع بطلها دانتي ذو المعطف الأحمر الطويل و الشعر الفضي اللامع .. و مرة أخرى كان كاميا مخرج المشروع و لم يخيب الآمال مطلقا ، و من بين جميع الألعاب التي قدمها كاميا في مسيرته التي لم يعرف بها الفشل مطلقا فإن ديفل ماي كراي الأولى هي الأقرب لقلبه، جمعت اللعبة بين إطلاق النار و جنون استخدام الأسلحة البيضاء في نظام لم يكن له شبيه إطلاقا .. نجحت اللعبة في إعادة تعريف طريقة اللعب الخطية التي كانت تقدمها ألعاب الحركة قديما ( و هي ما يعرف بالهاك اند سلاش ) إلى الأبعاد الثلاثية أخيرا ، و بعد ذلك شارك كاميا في تصميم ريزدنت ايفل زيرو الرائعة على جهاز جيم كيوب .
مسيرة كاميا الحافلة لم تتوقف هنا حيث انتقل بعد ذاك إلى استوديو آخر من كابكوم وهو ستوديو كلوفر Clover ، إذ كان من المفترض أن تركز ألعاب الاستوديو على الإبداع و الابتكار و بالفعل فقد قام الفريق بتقديم عدة ألعاب خارجة عن المألوف، ففي عام 2003 عاد كاميا مع فريق كلوفر ليخرج لعبة جديدة هذه المرة بأسلوب ثنائي الأبعاد مختلف عن كل ما عمل عليه كاميا من قبل و قد كانت اللعبة هي فيوتفول جو اللذيذة التي كانت حصرية لجهاز ننتندو جيم كيوب آنذاك، فيوتفول جو لم تنجح كثيرا على الصعيد التجاري ليتحول كاميا إلى العمل على الجهاز المحبب لدى اليابانيين البلايستيشن2 مجددا .. و مرة أخرى طبخت يدا هذا المصمم البارع وصفة جديدة نتج عنها واحدة من أكثر الألعاب الأصلية و هي لعبة أوكامي ، اوكامي مجددا لم تحقق المبيعات المرجوة لتصدر كابكوم لاحقا حكمها بالإعدام على فريق كلوفر .. إذ تم إغلاق هذا الاستوديو بكل ما احتواه من مصممين بارعين و أدى إلى خروج هيداكي كاميا و الفتى المرعب شينجي ميكامي من كابكوم ، ليؤسس عدد من أعضاء الفريق السابقين مع كل من كاميا و ميكامي فريق بلاتنيوم جيمز أخيرا .
لعبتنا التي نراجعها اليوم هي لعبة وعد كاميا بأن تشكل خطوة إلى الأمام في عالم ألعاب الحركة وهو كان قد صرح مسبقا بأن هذا النوع من الألعاب لم يتطور كثيرا منذ ديفل ماي كراي الأولى ، في الحقيقة و عندما تلعب اللعبة ستجد أن هذا الأمر ليس صحيحا تماما و من الواضح بأن كاميا لعب ألعاب الحركة الأخرى في الأسواق كـ ننجا جايدن و جاد اوف وور أيضا و درس مزاياها بشكل دقيق ، بايونيتا تحمل في طياتها شيئا يذكرك بألعاب الحركة الأخرى الثلاث ، فكاميا حاول أن يصنع لعبة تجمع بين أفضل مزايا هذه الألعاب و تتفوق عليها ، نعم بايونيتا تحمل من كل بستان زهرة ليس فقط من ألعاب الأكشن بل من جميع ألعاب كاميا السابقة ، و كأن كاميا يريد أن تكون بايونيتا هي لعبته الأعظم و الأكبر و الأفضل و يقدمها هدية لجميع محبيه ، فهناك التقديم العام المشابه لديفل ماي كراي كثيرا و بعض العبارات التي تنطقها بايونيتا منقولة من فم دانتي مباشرة ، ماذا عن العروض السينمائية الثابتة ؟ لا بد أنها تذكرك قليلا بفيوتفول جو ، أما الملفات المتواجدة في اللعبة فهي قد أعادت ذاكرتك إلى سلسلة ريزدنت ايفل بلا شك ، و لم ينس كاميا أن يقدم بعض التلميحات لعشاق أوكامي أيضا ، و بما أننا نتحدث عن الاقتباسات و التلميحات إلى الألعاب الكلاسكية ، فبايونيتا أيضا تقدم بعض الهدايا لعشاق سيجا الأوفياء ، أما مصدر الإلهام الأخير لبايونيتا فهو سوبر ماريو جالاكسي ( تحية إلى ننتندو ) مع بعض مقاطع المنصات المنفذة بشكل متقن .
حسنا تحدثنا عن عناصر الإلهام بما فيه الكفاية و الان حان الوقت لنتحدث عن اللعبة بذتها ، تستخدم بايونيتا منظومة تحكم مميزة و متقنة ، زر X ( أو مربع ) سيتيح لك إطلاق النار بشكل مستمر ، فيما يتحكم كل من Y و B ( أو مثلث و دائرة ) في قائمة الكومبوات الطويلة التي تستطيع بايونيتا أن تنفذها ، حيث يتيح لها أحد الزرين استخدام الأسلحة بيديها و الآخر بقدميها ، نعم ساحرتنا المذهلة تستطيع استخدام مجموعتين من الأسلحة في وقت واحد لتقدم لك عددا لا محدودا من الحركات ذات المؤثرات البصرية الرائعة ، و بإمكانك تغيير مجموعتي الأسلحة في أي وقت من الأوقات من القائمة الرئيسية ، و بالحديث عن الأسلحة ففريق التطوير وفر بين يديك ترسانة من أروع ما يكون لتفجر كل من يقف في طريقك ، هناك المسدسات و سيف الكاتانا كأسلحة تقليدية و هناك أيضا سوط يشبه ذاك الموجود في ألعاب كاسلفينيا و يوجد أيضا تلك المخالب الحادة التي ستتيح لك تمزيق الأعداء شر ممزق ، هنالك العديد من الأسلحة الأخرى في بايونيتا و التي سنترك لك متعة اكتشافها بنفسك .
و لا تقتصر قدرات بايونيتا على استخدام العديد من الأسلحة ، بايونيتا أيضا تمتلك عددا من التحولات و كل منها يخدم طريقة اللعب بشكل أو بآخر ، فهناك الـPanther و هناك الـRaven ، بل ان بايونيتا أيضا تستطيع أن تتحول إلى مجموعة من الخفافيش حين تتعرض للأذى لتقلل من كمية الضرر التي تعرضت لها إلى أقصى حد ممكن ، ستتمكن أيضا من شراء العديد من التقنيات و أدوات العلاج أو الأدوات التي تقوم بملىء عداد الطاقة السحري و كل هذا من متجر رودان ، حيث تبادل بين ما يملكه رودان و بين مجموعة الحلقات ( الشبيهة بتلك في ألعاب سونيك ) التي تمثل عملة التبادل الرئيسية في عالم بايونيتا .
أهم ما تقدمه بايونيتا في طريقة اللعب هو الاعتماد الشديد و المميز حقا على حسن التوقيت ، اذا قمت بتفادي ضربات الأعداء في اللحظة الأخيرة فستقوم بتفعيل ما يدعى بـWitch Time حيث يتجمد الزمن لدى أعدائك و تصطبغ الشاشة بلون أزرق داكن ، لتقوم باستغلال هذا الوقت لصالحك و مهاجمة الأعداء و تحقيق أكبر ضرر ممكن في هذه الفترة القصيرة ، يمكنك أن تستعمل وقت الساحرة أيضا ضد الزعماء علما بأن تفادي ضربات محددة فقط هو الذي سيتيح لك تفعيل هذه الخاصية ، بل و تذهب بايونيتا أبعد من ذلك إذ أن اللعبة تستغل وقت الساحرة أيضا لتقدم عن طريقه بعض الألغاز البسيطة التي أضفت نوعا من التنويع على مسار اللعب ، حيث سيكون بإمكانك أن تجمد الزمن لتعبر من بعض العوائق ، و لا يعتمد التوقيت الدقيق في بايونيتا على تفادي ضربات الأعداء و تفعيل الـWitch Time فحسب ، بل يعتمد أيضا على تنفيذك للكومبوات المتعددة في اللعبة بالتوقيت المناسب ، فيجب عليك أحيانا أن تترك بعض الفواصل الزمنية البسيطة بين الأزرار لتتمكن من تنفيذ حركات معينة ، و لتتقن ذلك جيدا فكاميا يقدم لنا بذكاء ساحة تدريب تظهر لك طوال اللعبة ، و هي أوقات التحميل ، التي يحولها كاميا و فريق بلاتنيوم جيمز البارعة إلى ميزة تحسب لصالح اللعبة بدلا من عيب يحسب عليها ، و سيكون بإمكانك أن تتدرب على تنفيذ الحركات الرائعة طوال أوقات التحميل في اللعبة ، و خصوصا بأنك ستحتاج هذه الحركات كثيرا حين تقابل زعماء اللعبة .
و معارك الزعماء في بايونيتا هي واحدة من أفضل مزايا اللعبة ، الزعماء ضخام الحجم للغاية تم تصميمهم بشكل رائع و جذاب و ستستمتع كثيرا بمواجهاتهم الحماسية ، عليك أن تحفظ نمط هجماتهم لتقوم بتفادي الضربات و ربما تتمكن من تفعيل وقت الساحرة مع التوقيت الجيد لتقوم بالهجوم المعاكس ، هناك أيضا بعض مقاطع الأحداث السريعة التي تعتمد على ضغطك لأزرار معينة في الوقت المناسب و هي ما يعرف بـQTE أو Quick Time Events و هي منفذة بشكل جيد ، و أروع ما في الأمر هي الهجمة النهائية أو الـClimax التي تقوم من خلالها بالإجهاز على الزعماء بطريقة شرسة للغاية .. و بالحديث عن الزعماء فجميعهم سيعاود الظهور لاحقا كأعداء اعتياديين مع عداد طاقة مصغر مما يجعل اللعبة تتجنب بذكاء مشكلة تكرار الزعماء المتواجدة في ديفل ماي كراي4 و تقدم لك في الوقت ذاته المزيد من التحدي ، فبايونيتا ليست لعبة تواجه فيها الأعداء الضعاف و تستمتع بتطبيق حركاتك عليهم لتصل إلى مواجهة الزعيم في نهاية المرحلة ، بل انها تضعك في العديد من المواجهات المثيرة للتحدي على الدوام و سترمي بطريقك العديد من الزعماء المصغرين ، لترمي بك من موقف و مواجهة مثيرة إلى أخرى .
حسنا هنالك المزيد مما تقدمه هذه اللعبة لتسلية اللاعب و إعطائه قسطا من الراحة لأعصابه المنهكة ، هناك أيضا لعبة شوتر أركيدية بسيطة تظهر بين كل مرحلة و أخرى و تساعد في تغيير الأجواء قليلا على اللاعب و إراحة أعصابه من الأكشن المتواصل ، حيث تقوم بايونيتا بإطلاق النار على الأعداء من خلال ما يبدو أشبه بماكينة أركيد و مع كل إصابة ناجحة تحصل بايونيتا على عدد من النقاط ، و هذه النقاط ليست للزينة إذ أن اللاعب يستطيع مبادلتها ببعض الأدوات الموجودة في اللعبة كأدوات الصحة ، و يستطيع أيضا أن يحول هذه النقاط إلى حلقات يستخدمها عند متجر رودان ، و تذهب بايونيتا بعيدا في طرق الحصول على الأدوات فهي تتيح لك أيضا صنع أدوات العلاج و المساعدة بأنواعها الثلاث ( الخضراء و الحمراء و الصفراء ) من خلال قائمة اللعب الرئيسية و في أي وقت تشاء بأي من مراحل اللعبة المتعددة .
لربما يكون من المدهش للقارىء أن يكون السرد الطويل لمزايا اللعبة و قدرات بايونيتا المتعددة لم ينته حتى الان ، و لعل هذا يعطيك فكرة عما يمكنك أن تتوقعه من عمق و إتقان وبساطة في اللعب في الوقت ذاته ، بايونيتا أيضا تستطيع في بعض الحالات أن تسير على الجدران بشكل أفقي أو رأسي تماما ( هل يمكنك أن تهزم هذا دانتي ؟ ) ، بايونيتا أيضا تقوم باستدعاء عدد من وحوش الظلام عن طريق .. شعرها ! نعم شعرها أنت لم تخطىء قراءة هذه العبارة و هي أيضا تستطيع أن تقوم بتنفيذ عدد من الهجمات التعذيبية اذا كان عداد السحر ممتلئا القدر الكافي، و هي ما يعرف بالـTorture Attack ( يا لك من سادي يا هيداكي كاميا ) ، و نعترف بأننا ضحكنا كثيرا لدى تنفيذ بعض هذه الحركات المجنونة .. و بالمناسبة فإن بايونيتا تقدم طريقة مميزة لاحتساب النقاط التي تمثل أداء اللاعب بعد كل مرحلة من المراحل ، معتمدة في ذلك على ثلاثة عوامل رئيسية .. الكومبوات التي قمت بتنفيذها ، الوقت الذي استغرقته ، و مدى الضرر الذي لحق بك ، ستقوم اللعبة أيضا بخصم النقاط عليك اذا قمت باستعمال الأدوات أو تعرضت للخسارة ، و اذا كنت تنوي الاستمرار في اللعب بعد أن تنهي بايونيتا ، فاللعبة ستقدم لك الكثير و الكثير من الإضافات ، فضلا عن أنك ستحتاج أكثر من دورة لعب واحدة للحصول على كل الأسلحة و الحركات و الأدوات في اللعبة ، يمكنك أيضا أن تقوم بفتح مستويي صعوبة إضافيين و عدد من الإضافات الأخرى منها أزياء متعددة لساحرتنا الغير خجولة، كما ستشارك اللعبة أرقامك و أدائك مع اللاعبين الآخرين عبر الشبكة ، لتحثك على تقديم أفضل ما لديك .
و اذا كانت بايونيتا تجمع بين كل هذه المزايا في اللعب بإتقان شديد ينم عن حرفة و خبرة العمل الطويلة لدى فريق التطوير ، فإنها تفشل و بشكل غريب في تقديم قصة مثيرة للاهتمام بل ان اللعبة تفتقد لمنح اللاعب الشعور بالدافع الحقيقي للتقدم في الاحداث ، ربما تكون قصة اللعبة عميقة بشكل مفاجىء و مزعجة أو غير واضحة بالشكل المطلوب ، لكنها حقيقة تفشل في خلق الروابط بينها وبين قلوب اللاعبين إذ أننا و بشكل غريب لم نجد أنفسنا متعلقين بأي شخصية من شخصيات اللعبة المتعددة ، و التي اكتفى أحدها بالظهور في فقط بداية اللعبة بينما شعرت بأن هدف الآخر في اللعبة كان مجرد جليس أطفال ، ياللخسارة ، ربما لا تشكل هذه النقطة عيبا كبيرا أو حقيقيا للعبة حركة رائعة كبايونيتا ، لكنها كانت ستكون إضافة كبيرة بالتأكيد لو تم إتقانها بشكل أكبر مما رأيناه ، و الأغلب بأنك لن تهتم كثيرا لمعرفة ما سيحصل في بايونيتا بقدر اهتمامك بسحق كل من يقف في طريقك .
تدور أحداث بايونيتا عبر مجموعة من المراحل زاهية الألوان ( و التي نجحنا في إنهائها بما يفوق الـ13 ساعة بقليل للمناسبة ) ، النمط الفني فريد من نوعه حقا في اللعبة سواء أكان بالتصميم الرائع للغاية للأعداء و الزعماء بالأخص أو النمط المعماري الأوروبي الذي تقدمه مناطق اللعب المتعددة ، و هناك بالتحديد منطقة تلعب بها ليلا مع العديد من أعمدة الإنارة الصغيرة الموزعة في المرحلة أثارت إعجابنا للغاية ، و بالرغم من ذلك فبايونيتا ليست لعبة متفردة في المجال الرسومي و سنكتفي بوصفها بأنها جيدة جدا فقط ، فنماذج الشخصيات تبدو عادية بل متواضعة أحيانا ، كما أن بعض المناطق تفتقر للمزيد من التفاصيل مقارنة بما رأيناه من ألعاب أخرى و خاصة مع القدرات المتوحشة لأجهزة هذا الجيل ، ، المشاهد السينمائية الثابتة للأسف أعطتنا شعورا غريبا بالتنفيذ الرخيص ، و فيما قدمت نسخة الإكس بوكس360 معدل إطارات جيد و مرتفع طوال اللعبة تقريبا ، فإن نسخة البلاي ستيشن3 و التي قمنا بتجربتها أيضا عانت من معدل الإطارات الذي ينخفض بشكل ملحوظ ، كما أن أوقات التحميل فيها أطول من نظيرتها ، علما بأننا لا نعتقد بأن الفرق بين النسختين كبير إلى هذه الدرجة و لا نرى بأنه يجب أن يمنعك من الحصول على اللعبة في أي حال من الأحوال .
لربما بقيت نقطة محددة تستحق الكثير من المديح في جعبة بايونيتا ، و هي العمل الموسيقي المذهل الذي تم تقديمه في اللعبة ، و مع أن الأذواق تختلف كثيرا من شخص لآخر و فيما يحب أن يستمع إليه في لعبته المفضلة ، إلا أن بايونيتا تملك شيئا ما لكل ذوق و كل لاعب ، فهنالك أغاني الـJ-Pop اليابانية و هنالك الألحان الأوركسترالية المليئة بالحماس و هنالك كل ما يخطر ببالك تقريبا ، و سأقول بثقة بأن هذه اللعبة تمتلك العمل الموسيقي الأضخم و الأفضل في هذا الجيل بجانب الرائعة سوبر ماريو جالاكسي ، و ستأتي الألحان الرائعة التي ستثير إعجابك حتما مصاحبة لمؤثرات الضربات المتقنة فيما سيفشل التمثيل الصوتي في خلق التأثير المطلوب عليك للأسف فهو متوسط و عادي للغاية .
بقيت كلمة أخيرة أقولها في هذه المراجعة بعد تغطية كل شاردة و واردة في اللعبة، هناك مقطعين في اللعبة لم يعجبني تنفيذهم بتاتا و في الحقيقة هما السبب الرئيسي لتخفيض تقييم اللعبة ، مرحلة المطاردة على الدراجات هي الأولى حيث أن التنفيذ لم يكن جيدا كباقي عناصر اللعب و خاصة مع الحركة الغريبة للكاميرا و بالذات حين تنفيذ حركة القفز حيث شعرت بشكل ما بأنني ألعب مطاردة الدراجات من فاينل فانتسي السابعة التي صدرت عام 1997 ، أما المقطع الثاني فكان مرحلة الصواريخ و التي أصابتني بالدوار الشديد لسرعة الحركة فيها حتى أنني كدت أتوقف عن اللعب ، و ما منعني عن ذلك كان الطول الشديد و الممل لهذه المرحلة ، فيما عدا ذلك فبايونيتا هي تجربة مثالية لكل عشاق الأكشن ، بايونيتا تجمع العديد من العناصر المختلفة و تصهرها في بوتقة واحدة من الجمال و التحدي ، ولو كنت لأصف بايونيتا في ثلاث كلمات .. سأقول بأنها استعراضية ، سريعة و سلسة للغاية ، لعبة رائعة بالفعل تذكرك بالأيام الذهبية للمطور في بلاد الشمس المشرقة و ربما لن تخلق لديك الشعور بالانبهار في بدايتها لكنها ستثير إعجابك أكثر و أكثر مع كل دقيقة تمضي ، إلى ان تصل إلى شاشة النهاية حيث ستشعر بالرضا التام عن اللعبة وسترغب في معاودة اللعب فورا .