مظهر اللعبة و الجانب التقني
ماذا ستعتقد عزيزي القارئ عندما أخبرك أنك ستلعب لعبة تعتبر مشروع تجاري الأكبر تكلفة لشركة كبيرة مثل كابوكم؟ لحظة، و ماذا ستشعر إن قلت لك بأن اللعبة يعمل عليها 600 مطور؟
ستقول بأنها متطورة تقنيا و أنها مبهرة. إحتفظ بتلك الفكرة، و قم بقراءة الفقرة التالية و عندها ستجد الجواب الكامل. الجواب هو بالطبع للسؤال المتعلق بأذهاننا، هل اللعبة تعتبر منافسة تقنيا؟ و هل هي فعلا حققت إنجاز بالتكلفة الإنتاجية العالية و توفر عدد كبير من المطورين؟ لا و ألف!
لعبة مثل Resident Evil 6 تصنف بنظري كلعبة جيدة تحت تكلفة إنتاجية بسيطة و تحت تطوير 200 مطور إن كنت أبالغ. لا أعلم أين صُرِف كل هذا الجهد و المال أثناء تطوير اللعبة! فهي تظهر بشكل محبط مقارنتاً بالكثير من العاب الجيل الحالي، فهي لم تستطيع التفوق على العاب صدرت في عام 2009! سأبدأ بالبيئة. بيئة اللعبة من ناحية التفاصيل فهي جيدة جدا، عندما تشاهد المدينة تحترق و تجد الزومبي يحوم حول المكان و يقتل المدنين هذا أمر مرضي من هذه الناحية. و من ناحية أخرى، قد تبدو التفاصيل سيئة جدا عندما ترى مظهر الأراضي في بعض الأماكن و تستغرب لماذا لا توجد تفاصيل بها.
رسوميات اللعبة لم تكن في المستوى المطلوب أبدا، ولا أريد إعادة الإسطوانة فيما يخص تكلفة اللعبة الإنتاجية و لكن الأمر محير هنا، ماذا كانوا يفعلون المطورين؟ رسوم اللعبة غير مقبلولة عندما تضع في مخيلتك بأن هذا جزء رئيسي و أنه يملك منافسين كبار و كوننا في أخر الجيل مما يعني التطور في إمكانيات الألعاب أصبح أمر لازم. ما رأيته من اللعبة في هذه الناحية لم يكن مرضي، رسوم اللعبة إن كنا سنتحدث عن البيئات فهي تظهر بشكل عادي جدا.
في جانبٍ أخر، بعض الشخصيات تملك رسوم و تفاصيل جيدة جدا، فعلى سبيل المثال، ليون يبدو رائعا، ستلاحظ بعض الخدوش في البشرة و بالطبع مظهر الشخصية يتأثر بالأحداث. و لكن شخصيات أخرى مثل Jake، لا أعلم و لكن يبدو بأنه أتى من لعبة أخرى ولا تنتمي للمستوى الرسومي. كما ذكرت سابقا، الشخصية تتأثر في محيطها، فإذا كنت في مكان مبتل ستلاحظ الماء على ملابس الشخصية و إن غطست ستخرج مبتل بالكامل. لم يقتصر الأمر على الماء بل على الإنفجارات و تأثيرها على الملابس مما يجعلها تتمزق وتتسخ.
مظهر اللعبة بشكل عام لا بأس فيه، ستجد إنفجارات كثيرة أثناء رحلتك و مستوى الإضائة جيد و لكن مبالغ فيه في بعض الأحيان. قد تعاني البيئة من تفاصيل سيئة، و قد تكون بعض الشخصيات بمظهر سيء. و بالطبع ستشعر بأن اللعبة متأخرة تقنيا و لكن لم يكن لهذا تأثير كبير على التجربة بل على سمعة اللعبة و مظهرها.
هنا لا يختلف إثنان، الفيزيائية في اللعبة تحديدا في الأعداء كانت مثيرة للسخرية. اللعبة تقدم لك طريقة جديدة في اللعب و هي الركلات و سأتحدث عنها لاحقا. و لكن في بعض الأحيان عندما تجد واحد من الأعداء مستلقي على الأرض و ستذهب لدعسة، و هذه العملية تزامنت مع وقت نهوضه و لكنه لم ينهض بل تحرك. عندما تضغط على زر الركل من المفترض أن تقوم بركل العدو، و لكن قد يحدث معك أمر أخر و هو نهوض سريع للعدو! نعم، هذه الأخطاء حدثت لي كثيرا. أيضا عندما تظهر لك العلامة المناسبة للتوقيت التي تركل به الزومبي، عندما تضغط زر الركل لا يحدث شيء. لا أعلم لماذا و لكن الزومبي لم يتحرك. ردة فعل المخلوقات ضد الرصاص لم تكن متقنة، بعض الأحيان ستقوم بإطلاق النار على الكلاب و لم يتبقى سوا رصاصة لقتلهم، عند ركلك لهم سيطيرون بعيدا بشكل مبالغ فيه و الأمر ذاته مع الزومبي.
أخطاء تقنية فيما يخص فيزيائية اللعبة و طريقة تحرك الشخصيات لا تعد و لا تحصى. هنالك أمور سيئة لم تتحسن بتاتا. و هو طريقة تحرك المرافقين. في بعض الأحيان تريد أن تدخل من باب ما لكي تستمر في التقدم. ستجد مرافقك يقف مقابل الباب و هذا يمنعك من الدخول. كالعادة، الحال هو الركض لمكان أخر لكي يقوم بلاحقك و بعدها ستدخل. أيضا الأمر مماثل لسيناريو كريس، فهو يملك مجموعة جنود يتبعونه. ستجد بعضهم يقفون أمام الكراتين التي تحمل الذخائر و الأمور الأخرى. و من الصعب تحريكهم أو الوصول للكراتين في ظل تواجدهم الخاطئ أمامها.
التصويب لم يحسن كثيرا بل أصبح أسوء. الشخصية أصبحت تأخذ ثلث الشاشة بدل من أن يكون التصويب من الأعلى و لا يظهر من الشخصية سوا رأسها و كتفها كالجزء السابق. مع أخطاء التصويب مثل الأماكن الضيقة و هنا نلوم الكاميرا التي لا تتعامل مع الأماكن الضيقة بطريقة ممتازة بل مزعجة جدا مما يجعلك تركض بعيدا و تختار نقطة معينة تبدأ بالهجوم من خلالها حتى تتفادى الأخطاء.
أسلوب اللعب
كعادة أجزاء Resident Evil الجديدة، لا إختلاف كبير هنا. تملك أسلحة بسيطة عند بداية اللعبة و مع تقدمك ستحصل على أسلحة منوعة. واحدة من الأمور التي أُضيفت لهذ االجزء و الذي تدخلت كثير في مستوى صعوبة اللعبة هي الهجمات الجسدية. تستطيع مهاجمة حشد كامل من الأعداء عن طريق الهجمات الجسدية و لن تواجه أي صعوبة تذكر. خصوصا أن المطور قدم لنا أكبر معروف وهو توفر الرصاص أو الطلقات في كل زاوية من اللعبة، أصبح من النادر أن يموت العدو من دون أن يقدم لك أي شيء. أصبحت الطلقات متوفرة و الذي يزيد الطين بله هو أن رفيقك لا يأخذ الطلقات و لا يطلب منك و السبب بأن طلقاته لا تنفذ و العلاج لا ينفذ أيضا.
نعم، أصبح رفيقك هو الرفيق المثالي الذي لا يشتكي من قلة الطلقات أو من العلاج الذي لن يحتاجه بعد الآن. قامت كابكوم بكل ما أُتيت من قوة بالإبتعاد عن مسمى Resident Evil و الإبتعاد عن الجذور و الأمور المهمة. الركلات تستطيع تنفيذها عن طريق زر الـ R2 أو الـ RT و يمكن القيام بالركلات أو الضربات أثناء الركض أو أثناء وقوفك و حتى إن كان العدو مستلقي و هي غالبا الضربة التي تنهيه.
تقدم اللعبة معطيات لعب لا بأس بها، فهي تمكنك من قيادة الدباباب الثلجية و الدبابة الهوائية و أيضا السيارات الحربية و الطيارات أيضا. و لكن بمستوى متواضع. فالقيادة في كل شيء تم تقديمه عادية جدا و تنحدر للمستوى السيء. هنالك مجموعة الغاز في اللعبة و هي متوفرة في سيناريو ليون و سيناريو سري. و لكن للأسف جودة الألغاز لا تطلب الذكاء لحلها بل هي لتضييع الوقت. إنتهى زمن Resident Evil بألغاز ذكية تتطلب جهد لحلها.
اللعبة تملك أعداء منوعين قليلا، هنالك الزومبي و أيضا المصابين بالفايروس و أخيرا الزعماء. الزومبي يشتق بأنواعه، هنالك الزومبي الكلاسيكي الذي من الرائع الإستمتع بقتله، و هنالك المطور و القوي و الذي يصعب قتله و أيضا لا ننسى كلاب الزومبي. المصابين بالفايروس هم الأكثر بشاعة، فهم دائما ينقسمون و يتوالدون أمامك و يتطرون لأشياء لم أستطع فهمها. عندما تقتل رجل مصاب بالفايروس فجأة يتحول بعد موته و يصبح شيء عملاق و تسغرب كيف شيء عملاق يخرج من هذا الرجل. الزعماء ذو تحدي لا بأس به، لم يكن شيء صعب و لم يكن سهل. بعض الزعماء في سيناريو ليون هم الأفضل، و يجعلون من الأحداث ملحمية وحماسية. أم بقية الزعماء لباقي السيناريوهات لم يكونوا سيئين بل بمستوى جيد.
وداعا لتطوير الأسلحة، أهلا بإضافة الـ Skils
لا يعتبر ترحيبي بالإضافة إعجباي لها، بل أنا لم أرتح معها حقيقةً و وصلت لمرحله لم أعد أستخدمها. السكيلز هي مشابهة لنقاط الخبرة التي تكسبها من الأعداء أثناء موتهم، في السابق كن نحصل على الذخائر من الموتى وم نداخل الصناديق. الآن سنحصل على النقاط أيضا. بإمكانك عن طريق تجميع نقاط كافية شراء بعض الأمور التي تساعدك على تطوير شخصيتك مثل سرعة التحرر من قبضة الأعداء و أمور أخرى كثيرة.
لم يعد هنالك مكان تستطيع تطوير أسلحتك فيه، و لم يعد الخيار متوفرا. أمر محزن أن أرى كابكوم تحاول الإبتعاد عن جذور السلسلة الأصلية.
Let’s Get the Hell Out of Here
يبدو غريب عنوان الفقرة أليس كذلك؟ تحدثت مسبقا بأن قصة اللعبة سيئة و ركيكة جدا. و الحوارات أيضا من أسوء ما يكون. في لحظات كثيرة، و في كل سيناريو يجب عليك أن تسمع هذه المقولة و شكرا لليون الذي أدخلها في رأسي من كثر ما يكررها. فالنخرج من هنا بحق الجحيم. هذه أكثر جملة ستتكرر في اللعبة بشكل رخيص و مزعج و طفولي جدا. سطور اللعبة و الأحاديث رخيصة و لا أجد أي شيء ملفت للنظر بها، عزيزي القارئ. إن كنت تلعب اللعبة حاليا لا تقم بإزعاج نفسك و قراءة أو حتى السماع لمحادثة الشخصيات أثناء اللعب لأنها بلا فائدة.
أطوار إضافية
اللعبة تملك طور The Mercenaries و هو طور البقاء الشهير. ستملك عدة أعمده تزيد من الوقت قليلا و هنالك 150 عدو يجب عليك قتلهم قبل إنتهاء الوقت. تستطيع لعب هذا الطور على الشبكة و هو ممتع حقيقةً و يقدم مستوى صعوبة جيد. هنالك طور قصة سري. سيخرج لك إن أنهيت الثلاثة سيناريوهات الرئيسية. و ستخرك لك Ada الشخصية التي سببت جدل بخصوص تصميمها الجديد. طور لعب Ada يملك أمور مميزة و لكنه سرعان ما لحق بالبقية بعدم إثارة إهتمامك. بداية الطور ستلعب بشكل تجسسي و ستواجه مجموعة من الألغاز، و لكن كما ذكرت لكم. الألغاز لم تكن بالمستوى المطلوب.
قيمة عمرية أكثر من ممتازة
لربما الأمر الوحيد الجيد الذي ظهر لنا فيما يخص تعدد الشخصيات في القصة هو طول عمر اللعبة. اللعبة تقدم لك أربعة قصص و كلها تملك خمسة فصول تنهيهم في ستة أو سبعة ساعات. إستغرق مني إنهاء اللعبة بالشخصيات الأربعة و اللعب قليلا في طور المينرسنيز ما يقارب 35 ساعة. و هذه قيمة عمرية ممتازة من الصعب أن تحصل عليها في بعض الألعاب حاليا.