إن كنت تنتظرها فلقد أتت، إن كنت تريدها فهي لك. مرشح قوي للعبة العام يصلنا و هي لعبة Assassin’s Creed III، لم تقم يوبي سوفت بتقديم جزء جديد فقط. بل إستطاعات من تغير رأي الجميع فيما يخص النقلة الكبيرة في محتوى اللعبة مقارنتةً بما عملته Assassin’s Creed II. أنت لا تنظر الى جزء مكمل للأحداث فقط، بل تنظر الى واحدة من أفضل العاب السنة و بجدارة. لماذا؟ حسنا، هذه لعبة تقدم لك أحداث واقعية ممزوجة بقصة ممتازة وممتعة و أضف على ذلك محاكاة للواقع في أمور كثيرة مثل تصاميم المدن و أجوائها و أخيرا أسلوب لعب ممتع و منوع و ضخم.
حقيقةً، عندما تم الإعلان عن الجزء الثالث من سلسلة Assassin’s Creed، و بعد أن تم الكشف بأن البطل سيختلف و سيملك الجزء قصة مستقلة، لم أستطع منع نفسي من التساؤل هل فعلا سيكون هذا الجزء أفضل من الأجزاء السابقة؟ لم أتسائل من فراغ بل من تجربة، بعد أن خضنا تجربة الجزء الأول و إنتقلنا لثاني الذي قدم لنا نقلة نوعية و كبيرة أصبح من الصعب إن لم يكن مستحيل في عيون اللاعبين أن تقوم يوبي سوفت بتقديم تجربة متكاملة و ضخمة مرة أخرى، حسنا من وجهة نظري و إن لم تكن وجهة نظر اللاعبين كافة. إستطاعت يوبي سوفت من القيام بها و هاهي تقدم لنا الجزء الثالث من واحدة من أفضل سلاسل الجيل الحالي و بكل جدارة.
تقديم من العيار الثقيل
بخلاف كون اللعبة هي مرشح قوي للعبة العام، Assassin’s Creed III هي أفضل جزء بالسلسلة و الذي يملك تنوع بيئات و معطيات لعب منوعة و قصة فريدة و نوعا ما مكملة لسابقتها في جوانب معينة. التقديم في اللعبة ممتاز جدا، فمنذ بداية اللعبة ستشعر بأنك على صدد تجربة مميزة. السلسلة بشكل عام تميزت بقوة التقديم و جودته من نواحي عديدة، مثل القصة و شخصياتها، تفاصيل عوالم متقنة و معزوفات موسيقية أصفها من وجهة نظري الفنية بالـ(جبارة). ربما ستشتاق ولو للحظة لشخصيات الأجزاء السابقة و أهم من ذلك محبوب الكل Ezio، و لكن Assassin’s Creed III تقدم لك شخصيات جديدة بطابع مميز و فريد. بطلنا يدعى Connor أو على الأقل هذا مايخبر به بقية الشخصيات ليخفي إسمه الحقيقي. البطل يعود لأصول الـ Mohawk تحديدا في قرية قريبة من مدينة نيو يورك الأمريكية و يملك عرق انجليزي أيضا.
تقديم الشخصية كانت من أفضل ماقمت بتجربته من مدة طويلة، فبناء الأحداث و الذي وصفتها العديد من المواقع بالـ(بطيئة) كان في مصلحة اللعبة و ليس العكس كما يرونها العديد من المواقع. أحداث اللعبة و طريقة تقديمها ممتازة، فهم لم يقدموا لك شخصية تقوم بمعرفتها من مجرد جملتين تحكي ماضيها، Assassin’s Creed III تبني لنا قصتها من البداية و من قبل ولادة البطل كونور. و هنا أرى اللعبة تقدم لي تقديم قصصي من العيار الثقيل و الذي أصبح من النادر الحصول عليه في معظم ألعاب الجيل.
عوالم اللعبة تأخذنا الى القرن الثامن عشر، تحديدا في الثورة الأمريكية في أيام قيادة جورج واشنطون. من خلال رحلتك، ستجول مدن أمريكا بحلتها القديمة و ستجد نفسك في نيو يورك المزدحمة و ولاية بوستون و فلاديلفيا، و مجموعة من الولايات الصغيرة. كما تمتاز السلسلة، تقدم لنا محاكاة واقعية لتفاصيل البيئة من مدن و غابات و أيضا خارج عن المعتاد نجد بيئات بحرية أيضا. فبطلنا كونور لن يقوم بأخذنا عبر رحلة في المدن فقط، بل سيجول بنا الغابات بقدرات خاصة به مثل تسلق الأشجار و التنقل و التجسس من أعلاها و أخيرا يأخذنا نحو أعالي الأبحار عبر مواجهات سفن ملحمية.
كا من المحبط نوعا ما سماع بأن اللعبة لن تقدم لنا معزوفات موسيقية من الملحن الشهير Jasper Kyd، و لكن بقدر ماكان الإحباط يملؤني فاجئتني اللعبة بمعزوفات موسيقية ممتازة و رائعة، كعادة السلسلة… ستتجول و تستمتع الى بعض المعزوفات الهادئة و التي فعلا تترك للعبة طابع و هوية لن تنساها مهما كان، و أيضا معزوفات ملحمية تظهر لنا في أوقات مناسبة رائعة.
قصة و أحداث اللعب
كما ذكرت سابقا، اللعبة تأخذك نحو القرن الثامن عشر تحديدا الفترة التي ثارت بها أمريكا. تبدأ أحداث اللعبة “هنا أقصد قصة الحشاشون و ليست قصة ديزموند” عبر محادثة بين شخصيتين مجهولتين و أحدهما يدعى هيثم. قام هيثم من مكانه بعد أن دخل دار موسيقي خاص بفن الأوبرا و هنا ستجد البيئة مليئة بالحياة و التفاصيل المتقنة، إذا بيئة جميلة و لكن الذي على وشك أن يحدث هو عملية إغتيال، قام هيثم و إغتال أحد الأشخاص و إستطاع أخذ منه قلادة ستكون المفتاح لكل شيء.
تتجه الآن الى أمريكا من أجل إكمال مهمتك فيما يخص البحث عن مايخفيه الـ Templars من أسرار، سيقوم هيثم بالتغلغل قليلا بين الشخصيات و حصل على ثقتهم و قام بترؤسهم من أجل الوصول الى أهدافه. كما ترون، الى الآن لا ذكر لشخصية كونور الرئيسية… هنا سأدعكم تكتشفون الباقي بأنفسكم لأنني كلما تقدمت كلما حرقت على البعض أحداث رائعة يجب عليكم خوض تجربتها من دون أخذ خلفية عنها.
نعم، قام كتاب القصة ببناية أحداثها بشكل بطيء، و ستنتظر ساعات حتى يظهر لك البطل أخيرا، و حقيقة طريقة ظهوره و من هم والداه كانت مفاجأة سارة. كون بناء القصة بطيء لا يعني إنها سيئة، بل أنت ستخوض أحداث مثيرة حتى تصل الى بدايتها الحقيقية. في الساعات الأولية، ستشعر بأنك تلعب Assassin’s Creed كما تعرفها من قبل، بإستثناء تغيرات بسيطة في التحكم، و حقيقةً، اللعبة لا تبدأ إلا عندما يأتي بطلنا كونور وسأتحدث عنه أكثر في الفقرة التالية.
نظرة أولية على أسلوب اللعب
عندما تبدأ أحداث اللعبة مع هيثم، ستلاحظ بأن اللعبة لم تختلف كثيرا إلا في أمور بسيطة و هي طريقة التحكم. نوعا ما اللعبة أصبحت أكثر سرعة وسلاسة و لكن بفارق بسيط، و أيضا أصبح الركض أسهل من السابق. لن تحتاج زرين من أجل الركض بعد الآن، فكل ماعليك فعله هو ضغط زر الـ R2 أو RT الى الأخير للركض السريع و إن أردت سرعة متوسطة قم بضغطه للمنتصف. قد تحتاج زر القفز في بعض الحالات تحديدا إن كنت ستقفز من منصة لأخرى.
كونور بطل اللعبة، ستقوم بخوض بعض من فترات حياته. و المرة الأولى سيظهر لها في عامه التاسع تقريبا. و سيبدو طفل برئ و ستنتظر لتراه ينقلب الى حشاش يسعى الى الإنتقام و حماية شعبه. بعد أن تمتد أحداث اللعبة قريبا و يكبر بطلنا و يصل الى سن المرهقة. ستبدأ بالتعلم كيفية الصيد في اللعبة. نعم، اللعبة تقدم لنا عناصر جديدة في اللعب و هذه المرة مع صيد الحيوانات البرية، طريقة الصيد ممتعة كبداية، و لكن ستشعر بأنها مكررة نوعا ما.
إن كنت تجول الغابات، قد تواجه أحد الحيوانات المفترسة مثل الدبب البرية أو الذئاب، و ستتعامل معهم عبر الـ QTA و هي عروض قصيرة تقوم فيها بهزيمة الأعداء. كل ماعليك فعله هو إنتظار الحيوان المفترس يقترب منك و في لحظة إنقضاضه ستظهر في الشاشة الأزرار التي ستساعدك على إيقافه، و الأمر سيتكرر كثيرا بلا تجديد أو تغير مما يجعله أمر ممل أحينا. ربما ستعشق الأمر و ستقوم بالمهام الجانبية المتعلقة بالصيد، و لكن من جانبي أراه أمر يزول طعمه من كثير تجربته.
كونور أيضا يجلب معه عناصر جديدة فيما يخص مسألة التسلق، تستطيع الآن تسلق الأشجار و إستخدامها من أجل المطاردة أو الإغتيالات الصامتة و حتى الهرب من الحيوانات المفترسة. و لا ننسى الجبال، و هنا مرة أخرى كونور يقدم لنا إضافات جديدة في أسلوب اللعب و الأمر يعود لكون قريته تعيش في الغابات و أصبحت الأشجار و البيئة صديقا له ويسهل التعامل معها.