بعد غياب طويل دام أكثر من ستة سنوات يعود لنا من جديد العميل 47 في معركته الأزلية مع المنظمة، هذه المرة هدفه ليس للأنتقام من المنظمة كحال الجزء الماضي بل كان فقط من أجل إنقاذ فتاة صغيرة، مع الأسف لم تسنح لي تجربة كل أجزاء السلسلة، لكني بالتأكيد كحال أغلب محبي هذه السلسلة كنت متحمساً لتجربة هذه اللعبة بعد أول عرض رسمي لها في E3 الماضي، وكنت متشوق وبقوة بأن ألعب بشخصية القاتل الأصلع العميل 47، وبالتأكيد عندما وضعت يدي على اللعبة وددت بأن أجربها بأسرع وقت ممكن، وها أنا هنا سوف أشرح لكم تجربتي للجزء الجديد من السلسلة.
دمر العالم من أجل فتاة
طبعاً بما أن اللعبة لا تحتوي على أطوار لعب كثير، سوف أتحدث في البداية عن القسم الأكبر في اللعبة وهو طور القصة، في القصة سوف تلعب دور العميل 47 كسائر أجزاء السلسلة بالطبع، ومثل الجزء السابق “Blood Money” كانت لديك مهمة شخصية واحدة على العميل 47 تنفيذها مهما كلفه هذا من أمر، لكن الذي يختلف هنا وذلك من خلال إضافة عنصر الدراما بشكل كبير، القصة سوف تتمحور حول عمليتك لإنقاذ الفتاة المسكينة فكتوريا من أيادي المنظمة بعد أن إكتشف العميل 47 أن المنظمة تنوي أن تفعل بها ماكانت تفعل به وهو تحويلها إلى قاتلة محترفة بإستخدام المعامل والمختبرات، لن أتحدث عن القصة سوف أدعكم ترونها بأنفسكم، لكني سوف أتحدث عن طريقة سرد القصة وبعض الأفكار التي قاموا بتنفيذها في اللعبة، القصة بإمكاني أن أقول بأنها تجربة كانت سينمائية من ناحية الطرح والتصوير، فأي شخص أنهى اللعبة أو جربها بإمكانه تلمس جودة الإخراج وكأنها أحد الأفلام السينمائية الأمريكية، لكن مع ذلك بعض الشخصيات أخذوا طابع شخصيات قصص الكوميك في الأداء فمثلاً تشاهد شخصيات يستحيل رؤيتها في العالم الحقيقي، مثل فرقة الراهبات الذين يرسلون من قبل المنظمة للقضاء على العميل 47! (لا أعلم في الحقيقية لماذا كانوا يرتدون هذه الملابس حتى الآن)، ومع كون الإخراج كان سينمائياً كما ذكرت إلا أنه في الحقيقة أستطيع تصنيف مستوى قصة اللعبة من عادية إلى جيدة، وكان علي في كثير من المناطق أن أضغط زر الـSelect من أجل أن أفهم الأحداث الحالية وما سبب وجودي هنا، لكن ربما أستطيع تفهم هذا الأمر لأن في الأجزاء السابقة كانت Diana هي من تخبرك بسبب وجودك في المكان المعين، وأنت لوحدك الأن.
على العموم دعونا من القصة ولنتحدث عن نظام اللعب والتطويرات التي حصلت عليه اللعبة، بالتأكيد قاتل ماهر مثل العميل 47 لديه قدرات كثيرة لايملكها أي شخص عادي (مثلي بالطبع)، منها الكثير من الحركات والقدرات التي كانت لديه من الأجزاء الماضية، ومنها الجديد مثل الغريزة القوية التي يملكها، ولذلك نشاهد للمرة الأولى إضافة هذا العنصر في اللعبة، نظام الغريزة هو عبارة عن ذلك العداد الصغير الأصفر الموجود في الزاوية اليمنى من الشاشة، هذا العداد سوف يرتفع عندما تقوم بتنفيذ جزء من المهمة أو تخلصك من أحد الأعداء (على حسب مستوى الصعوبة التي تلعب بها)، فائدة هذه الخاصية هي أما إبعاد الشبهات عنك وذلك بوضع يدك على رأسك (أو إذا كنت ترتدي ملابس جنود تتحدث من الراديو الموجود على كتفك)، وغير ذلك بإمكانك إيقاف الوقت قليلاً لتحدد بعض الأهداف لتقتنصها في وقت واحد، وكذلك رؤية ماخلف الجدران وتحديد الأهداف بسهولة بشكل يختلف عن الأجزاء السابقة (الخريطة الموضحة للأهداف)، حسناً ربما تكون هذه الخاصية لها فائدة كبيرة للبعض لكنها في الحقيقة وفي رأيي الشخصي لم أرها الإضافة التي كانت يجب أن تضاف للسلسلة، دعوني أشرح لكم، هذه الخاصية في البداية سوف تسهل عليك معرفه أماكن الأهداف والأدوات بشكل كبير (أكثر من السابق) مما قد يخرب عليك فكرة التحدي والبحث عنهم بنفسك، وفي التسلل حصل كما في الأجزاء السابقة كانوا الأعداء يشكون فيك من أفعالك وتصرفاتك وفي شكلك أيضاً، الأن وبسبب إضافة هذه الخاصية أصبحوا الأعداء يشكون فيك وبسرعة كبيرة جداً مما يجعلك تجبر على أن تستخدمها في مواقف كثيرة لكي تتعدى الجنود من غير إثارة أي شكوك حولك، لكن مع الأسف هذا العداد إذا إستخدمتة سوف ينفذ وعند نفاذه سوف يتوجب عليك الحذر وبقوة لدى مرورك من الأشخاص وإلا لكشفوك وفضحوا أمرك.
هناك نقطة أود ذكرها تتعلق في خاصية التسلل وهي فكرة إرتداء الأزياء المختلفة في اللعبة، كما في الأجزاء السابقة الأزياء سوف تلعب دور كبير في تسللك في المناطق المختلفة من اللعبة، وكما في الأجزاء السابقة أيضاً إذا كنت أحد الجنود فالجنود الأخرين سوف يشكون فيك إذا مررت من جانبهم (في هذا الجزء بسرعة كبيرة كما ذكرت في الأعلى) لكن الإضافة هنا هو أنه أيضاً الأشخاص المدنين سوف يشكون بك إذا كنت ترتدي زي مشابهه لهم، مما كان يسبب لي الكثير من المتاعب أثناء لعبي، فكانت سرعتهم بالشك مشابهه إلى سرعة الجنود مما يدعني أتسائل وبقوة، لماذا يشكون فيني؟ قد يأتيني أشخاص كثر ويقولون لي بأن الموضوع هو بسبب معرفتهم لبعض في المنطقة المعينة، حسناً لو فرضنا هذا، لماذا في بعض المناطق مثل منطقة China Town عندما ترتدي زي لأحد محلات المطاعم تشاهد أشخاص يشكون بك من مطاعم أخرى بعيدة، وليس هكذا وحسب بل أنهم سوف يتصرفون معك وكأنهم جنود، فعندما يشكون بك وبقوة سوف يطاردوك حتى يصلوا إليك ومن ثم يصرخوا ليعلموا الجميع بأنك محتال! بينما في محكمة لقرية صغيرة سوف تتاح لك بأن ترتدي زي للقاضي الخاص بالمدينة، وكل هذه القرية لن يشكوا أبداً بأنك القاضي! على الرغم من أنك لا تشبهه أبداً، مما يجعلني أسأل نفسي: لماذا؟
وأيضاً لو نظرنا إلى مستوى الذكاء الإصطناعي لدى الجنود والمدنين لوجدنا تفاوت كبير بينهم، الأعداء سوف يتصرفون معك تصرفات طبيعية جداً وحين يشكون بك بالطبع سوف يحاولون إبلاغ جميع الجنود الذين من حوله بوجودك بطريقة ممتازة وأنا لا أذمها هنا، لكن المدنين سوف تجدهم في أغلب الأوقات حمقى لدرجه خيالية (لا أتحدث هنا عن الشخاص الذي تستطيع إرتداء ملابسهم)، فمثلاً دعوني أخبركم بشي حصل معي، في أحد المهمات سوف تجد أحد الجنود مصوباً سلاحه على شخص عادي، وإن لم تنقذه فسوف يموت، ما فعلته أنا بالطبع إنقاذه لكنهم إكتشفوني مع الأسف، الشخص الذي كان مصوباً عليه لم يتحرك من مكانه أبداً وكانت الطلقات تنهال من يمينه ومن يساره ولا كأن هناك شيء حوله، وهو للمعلومة ليس الوحيد، ففي مرحلة أخرى كان هناك شخص ينظف أحد دورات المياه، فجعلت الجنود يكشفوني لكي أرى ماهي رده فعله، الجواب كان بعدم مبالاته للموضوع بل أنه اكمل تنظيفه بشكل طبيعي (توقعت أنه يرتدي سماعات و يسمع موسيقى بصوت عالي لكنه لم يكن كذلك).
شي أخر في الحقيقة لم أرى منه أي هدف وهو نظام السكور أو النتيجة في المراحل، المفترض من لعبي للعبة تعطيني الكثير من الخيارات في إنهاء مهماتي هو أن أقوم بها بطريقتي الخاصة، بينما في نظام السكور لو أردت أن أخذ سكور عالي، فكان يتوجب علي تنفيذ المهمة بطريقة معينة وإلا فلا، فهل كانت إضافة السكور في المرحلة مسألة مهمة وضرورية؟ أنا من وجهة نظري لا، لأني في الحقيقة فقدت الشعور بأنني في قصة وشعرت بأنني في طور تحدي وليس طور أساسي، وكنت أرى بأن كان من المفترض أن يكون هناك طور أخر ثانوي في القصة خاصة بالسكور وأن لا يكون شيء أساسي، أنا أعرف بأني أستطيع أن أفعل ما اريدة في المرحلة من طرق القتل (منها طرق عبقرية بالمناسبة) لكن وجوده في الشاشة وقيامه بحساب كل خطواتي كان في الحقيقة أمراً سيء.