منذ تأسيسها، اكتسبت شركة Treasure اليابانية عند عشاق الألعاب سمعة ممتازة بصناعتها ألعاباً عالية الجودة باستمرار، خصوصا ألعاب التصويب ثنائية الأبعاد مثل Gunstar Heroes، Radiant Silvergun و Ikaruga. إحدى أفضل هذه الألعاب كانت Bangai-O التي صدرت عام 1999 على جهازي النينتندو 64 و الدريمكاست وحصلت على مديح النقاد لأسلوبها المميز ومراحلها المتنوعة. والآن تعود Treasure بالجزء الثاني على جهاز نينتندو المحمول الـDS باسم Bangai-O Spirits.
من الصعب أن أشرح ما الذي يجعل بانجايو مميزة وممتعة. المبدأ بسيط: أنت تتحكم بالرجل الآلي Bangai-O وعليك أن تستخدم أسلحته المتنوعة لإنهاء المرحلة بتدمير الأهداف المحددة وتخطي جميع العوائق التي تقف بينك وبينها. هناك أنواع كثيرة من الأعداء والعديد من الأسلحة التي تختار منها 4 قبل كل مرحلة، اثنان عاديان واثنان خاصان. الأسلحة الخاصة تستطيع استخدامها 3 مرات كحد أقصى، ولكن بإمكانك أن تستخدمها مرات أكثر عن طريق تدمير الأعداء. معظم الأسلحة الخاصة تطلق عددا هائلا من الطلقات أو الصواريخ قد يصل إلى 100 في نفس الوقت! والمثير في الأمر هو أنك إذا كنت تتعرض لقصف كثيف من الأعداء وانتظرت إلى آخر لحظة لتطلق، ستصبح صواريخك أكبر وأقوى بكثير، مما يضيف عامل مخاطرة للعب.
ربما حتى بعد شرحي هذا ما زلت تجد نفسك ضائعاً عندما تشاهد عرض فيديو للعبة.. وهذا شيء طبيعي جداً! ولهذا السبب اهتمت Treasure كثيرا بإضافة طور تعليمي ممتع ومطول للعبة مكون من 17 مهمة يسبق كل منها شرح لأحد جوانب اللعب. ستشاهد أسماء المطورين بعد الانتهاء من آخر مهمة في الطور التعليمي، ولن ترى أي شخصية أو محادثة أو قصة في اللعبة بعد ذلك.
لكن Bangai-O Spirits الحقيقية تبدأ في طور اللعب الحر، الذي يحتوي على أكثر من 160 مرحلة متنوعة بشكل كبير. بعضها سهل جداً والبعض الآخر صعب لدرجة قد تبدو مستحيلة. أحدها ينتهي في 4 ثوان فقط، وهناك آخر يأخذ أكثر من 6 دقائق. ستجد مراحل تعتمد على مهارتك في التدمير فقط، ومراحل تتطلب استراتيجية ذكية، وأخرى تحتاج لذكاء في حل الألغاز لتصل إلى هدفك. بعض المراحل مصممة بطريقة تعتبر احتراما تنوع المراحل في اللعبة هو من أهم ما يجعلها مميزة فعلاً، وطريقة الاختيار بينها أيضا مثيرة للاهتمام: المراحل كلها موجودة ومرتبة حسب نوعها، ولك حرية الاختيار بينها وأن تلعبها بأي ترتيب تشاء مع إمكانية مشاهدة وتخزين إعادة للعبك. في الطور الحر هناك أيضا إمكانية لعب تعاوني يدعم حتى 4 لاعبين مع وجود تنافس على تحقيق أعلى عدد من النقاط.
أيضاً تحتوي اللعبة على طور تصميم مراحل يمكنك من تصميم مراحلك الخاصة من الصفر، أو بإمكانك تشغيله في أي وقت تشاء خلال اللعب الحر لتعديل المراحل الموجودة فيه، وكمية الخيارات الموجودة للتعديل مذهلة. ورغم أن اللعب العادي لا يستخدم إلا الأزرار العادية، استخدام شاشة لمس الـDS يجعل تصميم المراحل عملية سهلة. بعد ذلك بإمكانك إرسال المراحل باستخدام طريقة قد تبدو غريبة قليلاً: بالصوت! اللعبة ستحول المراحل والإعادات التي تخزنها إلى صوت يخرج من سماعات الـDS تستطيع أن تنقله إلى جهاز DS آخر بالمايكروفون الموجود فيه، وبإمكانك طبعاً تسجيل الصوت وتخزينه كملف صوتي في جهاز الكمبيوتر أو الجوال لترسله لأصدقائك أين ما كانوا.
اللعبة لا تأتي بشيء مذهل في الرسوميات ولكنها تبدو جميلة خصوصا عندما تمتلئ الشاشة بالصواريخ والانفجارات. المشكلة هنا هي أن كثرة الانفجارات والصواريخ تتسبب في الكثير من الأحيان بتباطئ اللعبة بشكل كبير. ولكن هل هذا التباطؤ يؤثر على التجربة بشكل سلبي؟ في أغلب الأحيان لا، حيث أن التباطؤ والتوقف يعطيك فرصة لتوقيت أسلحتك الخاصة بشكل أفضل وبالتالي تقويتها عندما تكون على وشك التعرض إلى مئات الصواريخ القادمة إليك. لكن هناك أحيان أخرى (خصوصا في المراحل العملاقة) ستتضايق منها وستعتبرها مشكلة تقنية مزعجة، لكنني في النهاية لا أرى أنها تقلل من التجربة العامة كثيراً.