اخيراَ تم اصدار اللعبة التي طال انتظارها على مدى العشر سنوات الماضية. Too Human تم الكشف عنها للجمهور في عام 1999 بمعرض E3 المعروف. كان من المقرر اطلاقها على جهاز Playstation الأول مقسمة على اربعة اقراص. قاربت اللعبة على الإنتهاء في ذلك الوقت ولكن قبل انهاء آخر لمسات المطور Silicon Knights لها قامت Nintendo بتوقيع عقد حصرية مع المطور فتم نقل اللعبة على جهاز Nintendo الجديد GameCube وتم اطلاق عرض قصير لها باحد المعارض. تم فك الحصرية بعد ذلك وتم الغاء المشروع تماما. بعد مدة من الزمن وقع المطور عقد حصرية مع Microsoft لثلاث اجزاء متتالية من اللعبة لتصدر على جهازها Xbox 360.
Silicon Knights مطور معروف جداَ، قام بتطوير عدة العاب مهمة في السابق مثل Blood Omen: Lagacy of Kain على جهاز Playstation الأول واجهزة الحاسب. وايضاَ Eternal Darkness واعادة اصدار للجزء الأول من السلسلة المعروفة Metal Gear Solid. جميعهم على جهاز GameCube.
بعد كل هذه السنين، هل فعلاَ Too Human تستحق كل هذا الإنتظار؟ البعض يظن بأن اللعبة استمرت تحت التطوير كل تلك المدة وهذا ليس صحيح، بل تم تطويرها على مدار الثلاث سنوات فقط حيث تم تطويرها من الصفر مع تعديل سكربت اللعبة القديم. كذلك البعض يعتقد بأن اللعبة هي لعبة اكشن فقط، منافسة لـ Devil May Cry وغيرها ولكنها مطعمة بعناصر RPG قليلة. ربما مظهرها يوحي لك وكأنها لعبة اكشن من طريقة القتال فقط. ولكن عندما تلعبها ستعلم ان هذا العنصر ليس كل شئ بها. اللعبة شبيهة جداَ بلعبة سوني Champions of Norrath. وايضاَ شبيهة بلعبة Diablo من حيث العثور على الأدوات وانظمتها.
القصة جميلة جداَ، هي بكل صدق افضل ما في اللعبة. تقدم طابع ومباني وشخصيات اسكندنافيه قديمة ممزوجة بعالم تخيلي من عالم المستقبل. بطل اللعبة يدعى Baldur، احد الآلهات المتطورة، او دعنى نقول، آلهات مخلدين لا يستطيعون الموت الا بصعوبة قصوى. وظيفة كل آلهة هي حماية الحياة الإنسانية من العدو Loki وجنوده الآليين الذيم يريدون قتلهم جميعاَ. البطل Baldur هو الأصغر سناَ ما بين الآلهات والاحبب عند خالق هذه الآلهات الاسكندنافية الاسطورية Odin. بطل اللعبة Baldur فقد زوجته ومهمته الشخصية هي معرفة ما حدث لها وكيف ماتت. قصة اللعبة تصبح اجمل وامتع بكثير في آخر ساعات اللعبة، هل القصة لا تكفي ان تكون مقسمة على ثلاث اجزاء لذلك تم تقصير كل جزء؟ لا اعلم حقاَ ماذا يدور في ذهن المطور Dyack، ولكن مدة اللعبة فقط 12 ساعة وهذا قليل جداَ خصوصاَ لهذا النوع من الألعاب.
عند بدء اللعبة ستُخير بين خمسة اصناف من الشخصيات لبدء مهمتك، كل صنف له ميزاته وعيوبه. الصنف الأول يدعى The Champion وهو الصنف الرئيسي الذي يحمل صفات قتالية جيدة خصوصاَ القتال عند القفز وكذلك الضربات المميتة من ضربة واحدة. الصنف الثاني The Berserker ومن اهم ميزاته القتال القريب بالسيوف وغيره من الأسلحة التي تُحمل. كذلك يمكنه امساك سلاحين في وقت واحد. ولكنه ضعيف جداَ بالدفاع، بعكس The Defender الذي لديه قوة دفاعية هائلة ولكنه بطئ جداَ عند القتال. الرابع يدعى The Commando المتخصص بالأسلحة والمسدسات خصوصاَ التصويب من بعد ولكنه لا يجيد القتال القريب بالسيف. آخر صنف يدعى Bio-Endineer. ميزته الوحيدة هي قوته في علاج نفسه او علاج الاعبين الآخرين. لا اعلم حقاَ ما فائدة هذا الصنف الأخير لأنك ستعثر على علاجات طوال طريقك داخل المعارك، وكذلك اذا تم قتلك باللعبة ستُجبر على الاعادة من حيث مكانك. تنزل عليك فتاة Valkyrie وهي احد خادمات Odin التي تحمل الجنود الميتين وتصعد بهم الى السماء له. ولكن ربما هذه الخادمة جديدة عند Odin ولا تعرف اصول الحمل لانها بعد ما تحملك تعيدك لنفس المكان بطاقة كاملة لتستمر مغامرتك.
القتال باللعبة يمكنني القول بانه ممل وغير ممتع اطلاقاَ. طوال فترة لعبي داخل الكهوف الكبيرة اسرح وافكر كيف يستمتع رئيس Silicon Knights المعروف Dennis Dyack بطريقة القتال. تتحكم بالاسلحة بعصاة التحكم اليمنى، توجهها على الوحوش ويذهب Baldur بشكل اوتوماتيكي للشخصية ويضربها. هل كان يريدها ان تكون بديل للفأرة على اجهزة الحاسب للالعاب المشابهه لـ Diablo ؟ لا بئس بعصاة التحكم اطلاقاَ ولكن توظيفها بهذه الطريقة سيشعرك بالملل سريعاَ. ولكن هذا التحكم لن يمنعك من اتمام حركات متتالية Combo على الأعداء. استمر بالضغط على عصاة التحكم اليمنى اذا تريد من شخصيتك للاستمرار بالضرب. هنالك ايضاَ بعض الضربات المتتالية العميقة مثل ضرب ورفع العدو للاعلى وثم القفز واتمام ضرباتك عليه. هنالك ايضاَ العديد من الضربات الغير مجدية لا اعلم لماذا تم وضعها لاني لم استخدمها كثيراَ. بشكل عام هذا النظام ممل حتى وأن كنت من محبي العاب Dungeon Crawler. تأشر على العدو ويموت. استخدام الأسلحة مثل المسدسات ذات المدى القصير او اسلحة ذات مدى طويل وقذائف صاروخية وغيرها افضل قليلاَ وامتع من القتال القريب، التحكم بالاسلحة والتحويل من القتال القريب للأسلحة سهل جداَ. الضغط على RT يجعل الشخصية تطلق على الاعداء والتأشير عليها باستخدام العصاة اليمنى. كذلك يمكن التأشير على اجزاء معينة من جسم الاعداء الضخمة مثل الـ Trolls. كل سلاح له خاصية اخرى، مثلاَ بعض الرشاشات لديها قذائف صاروخية اضافية يمكن استخدامها بالضغط على LT. للاسف نظام التصويب به بعض المشاكل. مثلاَ عند التصويب وقتل العدو بالمسدس ستستمر دائرة التصويب على الروبوت الميت بدلاَ من التحول بشكل اوتوماتيكي للعدو الآخر، يجب التحول له يدوياَ.اذا كنت تحب الالعاب التي تمنحك حرية كاملة في التعديل على الشخصيات بجميع خواصها مثل طرق القتال وتركيب تعويذة على الأسلحة والدروع وكذلك اختيار وجمع فئة كبيرة منها ستمتع بهذا القسم من اللعبة. مثل العاب RPG وخصوصاَ الغربية منها كل سلاح او درع مقيد بمستوى شخصية Level معين لاستخدامه. ستعثر مثلاَ على سيف قوي يتطلب مستوى الشخصية ان تكون 40 وانت اقل من ذلك تعطيك اللعبة خيار بيعه لتحصل على نقود تساعدك في اضافة تعويذة على احد الاسلحة او الدروعة لديك. او يمكنك الاحتفاظ به كي تستخدمه في وقته. كذلك نظام تطوير الشخصية Skill Tree جميل جداَ، كل صنف من الشخصيات لديها إمكانيات مختلفة من التطوير وكذلك قدرات مختلفة من الـSpider و War Cry التي تحصل عليها من Skill Tree. تستخدم قدرات Spider بالضغط على زر Y ليرسل Baldur عناكب آلية تخرج بعدة اشكال ووظائف مختلفة. احدها يحميك والآخر يصبح مثل المسدس وهكذا. اما قدرة War Cry لا تفعل الا مهمة واحدة فقط وهي تفجير الاعداء من حولك. لم استخدام جميع هذه الخصائص الا مرات قليلة، لن تحتاج اليها حقاَ داخل اللعبة بتلك الكثرة. ولكن ما يميز اللعبة حقاَ هو نظام تعديل وتطوير شخصيتك.اذا كانت مدة اللعبة 12 ساعة فقط، فاعلم بأن ما يقارب 3 ساعات ذهبت بتعديل الشخصية.
جرافيكس اللعبة سئ جداَ وبكل اسف. العديد من المشاكل التقنية واجهتها باللعبة مثل البطئ المفاجئ في عدد إطارات اللعبة Frame Rate وكذلك ظهور السطوح بشكل متأخر Texture Pop-up. ايضاَ تم استخدام الخاصية الضبابية Blur بشكل مكثف وبشكل مستغرب. تصاميم الشخصيات البعض منها جيد والبعض بشع. بعكس تصميم المناطق والمراحل. التمثيل الصوتي احد مزايا اللعبة، كما عودتنا شركة SK في العابها. موسيقى اللعبة ملحمية بعض الشئ، من الصعب توظيف موسيقى مع بيئة اسكندنافية اسطورية بعالم مستقبلي. بعض المقاطع تم توظيفها بشكل صحيح ولكن الآخر عكس ذلك. مثل جميع العاب RPG يمكنك الاستمتاع بـ Too Human لحتى 60 ساعة تمضيها ما بين المراحل الطويلة التي لا تعطيك الحرية للعودة الى المنطقة القديمة (اذا دخلت من احد الابواب، ستجده مقفل اذا تريد العودة لنقطة في الخلف) واستكشاف اماكن سرية ما بين المناطق. والأهم والامتع من ذلك هو تطوير وتعديل شخصيتك. يمكنك ايضاَ إنهاء اللعبة مع اصدقائك داخل شبكة Xbox Live. لم استطع تجربة اللعب الثنائي لانني لم اعثر على صديق داخل الشبكة يشاركني اللعب. لماذا يا ترى؟