LostWinds تعود مرة أخرى لتقديم تجربة فريدة من نوعها على الهواتف الذكية و الأجهزة اللوحية بجزئها الثاني المكمل للأول مع بطلنا الرحّال الصغير سعياً لإنقاذ والدته! قصة سطحية و بدائية جداً لطالما تكررت على مسامعنا، لكن ليس هذا المهم هنا لأن لعبتنا التي نتحدث عنها اليوم كحال بقية ألعاب البلاتفروم بهذه الصناعة و التي ترتكز على تقديم بيئات ذات تصاميم ساحرة و ميكانيكية لعب جيدة و محاولة إنفاردها عن شبيهاتها، كل لعبة بهذا المجال حاولت تقديم تجربة مختلفة عن البقية لتتميز بإسلوبها و لكن قلّة من إستطاع فعل ذلك! ماذا عن LostWinds؟
الرياح الضائعة! كما يقولون الكتاب واضح من عنوانه و لعبتنا اليوم واضحة من عنوانها، فكرة و أساس لعبة LostWinds التي تمتاز بها و إبتكرتها هي الرياح! ليس لديك خيارات كثيرة بالتحكم كحال بقية الألعاب، فكل ماعليك هو توجيه اللاعب لطريقه الذي يمكنه العبور من خلاله و إكمال رحلته، لكن ليس هذا كل شيء فالرياح بجانبك! أنت الرياح و يمكنك التحكم بمسارها مثلما تشاء و فعل العديد و العديد من الأمور و التي خدمت اللعبة و إبتكرت من خلالها الكثير من الأشياء المثيرة كجعل اللاعب يحلق و دفعه للقفز أو إحدى الصخور تطير و إدارتها بالهواء أو إستخدام ماء النهر ليمطر عليك! هذه الأمور لم توضع لتلهوا بها إنما كانت إحدى الأفكار باللعبة التي ستساعدك لإكمال دربك، كما إنها أضافت الكثير من التنوع و إستغل فريق العمل “الرياح” بشكل رائع جداً لصنع ألغاز مبتكرة و لعبة مميزة بإسلوبها و طابعها عن الأخرين.
الرياح أساس لعبة LostWinds، يجب عليك معرفة ذلك لحل الألغاز الكثيرة التي ستواجهك خلال رحلتك! حسناً هذا شي معروف منذ الجزء الأول فماذا قدم الثاني؟ سنقول مرة إخرى إن الكتاب واضح من عنوانه، إسم هذا الجزء “Winter of the Melodias” دعونا نتجاهل الشتاء فسنتحدث عنها فيما بعد ليتبقى لنا الميلودي و التي تعني نغمات الموسيقى، بهذا الجزء تم إضافة لاعب ثاني ستلعب به بين الحيّن و الأخر و هذا اللاعب ليس لديه أي قدرة للتحكم بالرياح كما يفعل الأخر، لكن بالمقابل يتميز هذا الشخص بقدرة الغناء و التي بنيّت عليها مراحله بطريقة مبتكرة و جميلة.
تمتاز LostWinds بكاميرا ثنائية الأبعاد و رسوم ممتازة و ألوان حيوية و جميلة تسر الناظرين، بجانب لتصاميم المراحل العبقرية و الرائعة التي أبدع فريق العمل بخلق عالمها الجميل، عدى جودتها فهي متنوعة بشكل كبير فمن الغابات إلى المناطق الأثرية و الثلجية التي أبدعت بتقديمها بشكل مدهش و مثير للإعجاب، هذا مايعني فصل الشتاء بعنوان هذا الجزء! لم يكن التصميم رائع فحسب بل حتى إستغل فريق العمل هذه البيئة بشكل عبقري لصنع العديد من الأمور.
يصل عمر طور القصة إلى 3-5 ساعات فقط و لايوجد أي أطوار أخرى تطيل من بقاء اللعبة معك، لكنها على خلاف الكثير من الألعاب لن تمانع مطلقاً بإعادة تكرارها و إنهائها أكثر من مرة فهي ممتعة جداً و لن يؤثر تكرار ختمها لمرة أو مرتين على تجربتك، لكن بالطبع لن تستمتع معها كما بالتجربة الأولى.