من يعود بالزمن قليلا إلى جهاز الإكس بوكس الأصلي ويبحث في مكتبته عن ألعاب الأر بي جي اليابانية سيقدر كثيرا ما قامت به مايكروسوفت من عمل خلال هذا الجيل في استقطاب هذا النوع من الألعاب. تم الإعلان عن تيلز أف فسبيريا للإكس بوكس 360 خلال ديسمبر الماضي في Jump Festa (معرض سنوي في اليابان للأنمي والمانجا)، وهي تعتبر الإصدارة الرئيسية العاشرة في تاريخ السلسلة وأحدث إصدارات سلسلة تيلز أف وأول إصدارة على أجهزة الجيل الجديد وعلى جهاز الإكس بوكس 360 تحديدا.
تبدأ قصة تيلز أف فسبيريا عندما يتخلى “يوري” عن رتبته كفارس لامتعاضه من طريقة الإمبراطورية في تطبيق القوانين، فيبدأ في تفعيل طريقته الخاصة في تحقيق “العدالة”، مما يهوي به إلى السجن، وعند هروبه يتعرف على “إستيل”، فتاة عاشت طوال حياتها في القلعة الملكية، وتقرر مساعدة “يوري” في إيجاد لص محرك “بلاستيا” الذي تم سرقته من المدينة التي يقطن فيها يوري، بلاستيا هو العنصر الأساسي الذي تعيش عليه المدن في عالم اللعبة.
بشكل عام تعتبر طريقة عرض قصة تيلز أف فسبيريا تقليدية ولاتحاول تقديم أي مفاهيم أو طرق سرد جديدة، محبي سلسلة تيلز أف لن يشعروا بالغربة، بينما البقية سيقدرون قوة تقديم الشخصيات والأحداث. فعلى الرغم من سطحية مجرى القصة إلى حد بعيد، إلا أن فريق شخصيات فسبيريا سيجذبك حتى النهاية، بالذات يوري الذي قد يكون أفضل الشخصيات الرئيسة في لعبة أر بي جي يابانية منذ فترة طويلة.
ما كان يجذب الكثيرين لسلسة تيلز أف دون غيرها من بقية ألعاب الأر بي جي هو نظام القتال الحر، من هذه الناحية تيلز أف فسبيريا لاتخيب الظن، فهي تقدم نظام قتالي عميق ومرضي. المعارك في فسبيريا شبيهة بتلك التي في تيلز أف أبيس، مبدئيا أنت تتحكم بشخصية واحدة ولديك الحرية في الحركة إلى أي مكان في أرض المعركة وعدد هائل من الحركات الخاصة بالإضافة لمرونة جيدة في التحكم بالذكاء الصناعي للشخصيات التي معك (أو عن طريق اللعب التعاوني حتى 4 لاعبين أوفلاين). حتى لو اخترت مستوى الصعوبة الأسهل, فلايمكنك أبدا إنهاء اللعبة بالاستمرار بالضغط على زر واحد، فسبيريا تقدم تحديا جيدا للجميع، بالإضافة لمستوى الصعوبة Hard لخبراء تيلز أف.
لاشك بأن تيلز أف فسبيريا لن تحصل على كثير من نظرات الإعجاب عندما يتم النظر إليها من المنظور التقني، فعدى كون اللعبة ثابتة وتخلو من المشاكل البرمجية وفترات التحميل، أسلوب رسم “سيل-شيدد” ليس أفضل ما كان يمكن تقديمه على منصة بقدرات الإكس بوكس 360…ولكن لحسن الحظ تتمتع اللعبة بأسلوب فني راقي يجعل أغلب مناطق اللعبة ملفتة للنظر، ومع إضافة الشخصيات التي تم تصميمها بشكل رائع زيادة على الاهتمام الشديد بالتفاصيل، كل هذا يجعل من تيلز أف فسبيريا في المحصلة لعبة جميلة المظهر.
الشخصيات تمتلك تمثيلا صوتيا جيدا، مع استثناءات ممتازة وأخرى سيئة، لكن بشكل عام التمثيل الصوتي في تيلز أف فسبيريا أفضل من ألعاب الأر بي جي الاعتيادية. موسيقار تيلز الدائم “موتوي ساكورابا” قدم عملا جيدا لكنه يبقى بعيدا عن أن يكون من بين أفضل أعماله. بعض المقاطع الموسيقية جيدة جدا وتنجح في نقل المشاعر المقصودة من خلال المشهد أو الحدث، ولكن للأسف الكثير من الألحان تبدو غير ملائمة لبعض الأحداث، وأخرى تشعر وكأنها منقولة مباشرة من ألعاب تيلز أف سابقة.
تقدم تيلز أف فسبيريا أطنان من المواد للاعب الأر بي جي، المسألة في الحقيقة تعود إلى مقدار وقت الفراغ بين يديك. فعلاوة على أكثر من 50 ساعة لعب للقصة الرئيسية وحدها، تحتوي اللعبة على عشرات المهام الفرعية المثيرة للاهتمام، بالإضافة إلى ألف نقطة “أتشيفمنت” أغلبها يحتاج وقتا طويلا من العمل، وأخرى تستلزم منك إعادة لعب اللعبة لأكثر من مرة.
سواء كنت من محبي سلسلة تيلز أف أو بشكل عام من لاعبي الأر بي جي، تيلز أف فسبيريا هي التجربة الأكثر جودة وتكاملا في تاريخ السلسلة، ولعبة لابد أن يضعها أي لاعب أر بي جي يمتلك الإكس بوكس 360 أمام أي لعبة أخرى في قائمته، لأنها أفضل وأكثر أر بي جي يابانية الصنع تكاملا هذا الجيل.