وسط معمعة من ألعاب التصويب بأجزاء جديدة كانت أو مكملة، قامت DICE بعمل فريد عادة ما يراه مطوروا الألعاب عملا محظورا لمخاطره الكبيرة، و ذلك في محاولة شجاعة للسباحة عكس الموجة المعتادة من ألعاب التصويب من منظور أول. النتيجة هي لعبة مميزة بطابع خاص و أسلوب جديد و أجواء منعشة. ميرورز إيدج تتخذ من أسطح المباني منزلا لها، و تنجح بدرجة عالية في تصوير شعور الحركة السريعة والقفزات المتتالية… لكن ماذا يوجد في لب هذا الغطاء الجذاب و المُبروَز؟
تتعدد محاولات رواية القصص في ألعاب الفيديو بشكل عام و في ألعاب التصويب من منظور أول بشكل خاص. هناك ألعاب تنجح في سرد قصص مشوقة بدون أية مشاهد فيديو، و في القسم الآخر هناك الألعاب التي تسلك المنهج التقليدي باستخدام المشاهد المقطعية. ميرورز إيدج تنضم للركب الثاني بمشاهد هي عبارة عن رسوم متحركة قصيرة بين كل مرحلتين. حتى الآن لا مشكلة، مشكلة ميرورز إيدج هي في مضمون القصة نفسها التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصنف أعلى من السيئة. حتى لو أرغمت نفسك على تتبع قصة “فيث” و شقيقتها “كيت” رغم سوء النص و السرد، و حاولت الاندماج فيهما، ستجد أن اللعبة تحاول مرارا و تكرارا دفعك بعيدا عنهما، و ستقضي وقتك في مراحل اللعبة التسع القصيرة تقوم فيها بمهمات لا ترتكز على معنى أو دافع قوي، و ربما لن تدري لماذا أنت هنا أصلا!
أي لعبة فيديو جيدة تحتاج قبل كل شيء إلى نظام تحكم جيد لتبني عليه حسناتها. ميرورز إيدج و رغم أنها ليست اللعبة المعتادة التي تصدر سنويا، فإنها تنجح بامتياز في غمس يد التحكم في شخصية “فيث”. بعد نصف ساعة أو أقل من اللعب ستجد نفسك قد أتقنت جميع أساسيات اللعبة بسهولة. أسلوب اللعب يتفوق بشكل صريح في الأوقات اللي تكون فيها فوق الأسطح تقفز من بناية إلى أخرى للوصول إلى الهدف أو للهروب من المطاردين، لكن وقتا كبيرا من اللعبة سيكون في مناطق صغيرة و مغلقة، و هنا لا تكون استجابة التحكم بنفس سلاسة عندما تكون تجري بسرعة عالية، كما أن زر المساعدة (O في البلاي ستيشن 3/B في الإكس بوكس 360) ليس بنفس الفعالية في المناطق الضيقة، و ستعاني أكثر من مرة من “المحاولة و إعادة الخطأ” إلى حد مزعج، رغم أنك تعرف بجلاء ماذا يجب أن تفعل و كيف تصل إلى المكان المطلوب.
تعاني مهمات اللعبة من الرتابة، فجميع المراحل لها نفس الصيغة و البناء. ستبدأ بهدف الوصول إلى منطقة معينة لأخذ شيء ما أو مقابلة شخص معين، و بعد هذا الحدث (و في كل مرة) تظهر قوات “SWAT” فجأة لملاحقتك، و تبدأ مطاردة نهايتها هي بالعودة إلى المقر الآمن. في البداية تبدو اللعبة مبشرة، لكنك سرعان ما تكتشف بأنك تقوم بنفس العمل في كل مرحلة وفي بيئات متشابهة إلى حد كبير. و أغلب عمليات القفز بين المنصات متشابهة و خطية. كما تفتقد اللعبة إلى الإبداع في تصميم المراحل، بل أن أغلبها يبدو و كأنه استعراض تقني بدائي. و لا يساعد اللعبة عدم وجود أي تطور في أسلوبها، فمن أول مرحلة إلى الأخيرة لديك نفس القدرات بلا أي تجديد أو تقييد على الأقل.
المواجهات المباشرة مع الأعداء غالبا تكون غير ضرورية. اللعبة تحفزك لتجنب القتال، و لكن هناك حالات مستعصية في أواخر اللعبة غالبا ستجبرك على استخدام نظام التصويب الركيك. ترمي عليك اللعبة عدوا واحدا منعزلا لقتاله من حين إلى آخر بشكل غريب، كما أن مواجهات الزعماء ضعيفة جدا و غير منطقية، و الجزء الأكبر منها تتولاه اللعبة بأحداث مسبقة التصميم. بشكل عام تكون اللعبة ممتعة في أوج عطائها، و ذلك أثناء الجري السريع و المطاردات، و لكن ما دون ذلك (و هو جزء كبير من اللعبة) فإنها ليست بنفس الاستجابة.
الأسلوب الفني الراقي الذي صنعته DICE لعالم ميرورز إيدج احتاج إلى عمل كبير على محرك أنريل 3.0 و باستخدام تقنيات خاصة للإنارة حتى تظهر اللعبة بهذا المستوى البصري الرائع في النهاية. هناك القليل للحديث عنه من سلبيات في هذا الجانب، فاللعبة دائما تبدو رائعة (خصوصا أثناء الحركة السريعة)، رغم أنك إذا توقفت للتدقيق و بالذات في المناطق المغلقة فقد تجد الكثير من الحواف المتعرجة و الجزيئات الغير مكتملة. يمكن القول أيضا بأن تصاميم الأسلحة النارية متواضع و خال من التفاصيل و البعد الفني.
على نفس المستوى التقني، ميرورز إيدج تقدم صوتيات على مستوى عال. غالب الموسيقى المستخدمة تكون من نوع “ambient” الذي يعتمد على الأصوات أكثر من الرموز الموسيقية، و هو ينجح في نقل و تصوير مواقف و أجواء اللعبة المختلفة من استكشاف و قتال و ألغاز منصات، و على رأس مقطوعات اللعبة الموسيقية تأتي أغنية Still Alive التي قد تكون أحد أفضل المعزوفات الرئيسية للعبة في هذا العام. التمثيل الصوتي لشخصية “فيث” مقبول، لكن ليس هناك الكثير من النصوص المنطوقة في اللعبة، كما أن نص القصة الضعيف لن يساعد أي ممثل في إبراز مهاراته مهما كانت قدراته.
ميرورز إيدج لعبة غير متزنة و كانت تحتاج إلى عمل أكبر بكثير حتى تكون تجربة متكاملة. كثير من أجزاء اللعبة يبدو غير مكتمل، كما أن سياق اللعبة فقير و يخلو من التنويع الكاف، و كل ذلك يأتي في تجربة قصيرة يمكن إنهاؤها خلال جلسة أو جلستين. DICE خلقت بيئة إبداع خصبة للمستقبل و لعبة جيدة في حد ذاتها. سيكون مثيرا للاهتمام رؤية ردة فعل صناعة ألعاب الفيديو اتجاه ميرورز إيدج و استقبال السوق لها.