هيفي راين واحدة من العناوين الهامة لسوني للنصف الأول من عام 2010 المزدحم ، وعدنا (ديفيد كايج) و رفاقة في استديوهات (كوانتيك دريم) بتقديم تجربة غير مسبوقة و بأجواء درامية/سينمائية فريدة من نوعها، أو على الأقل بالنسبة للذين لم يلعبوا ألعاب كوانتيك دريم من قبل. من جرب ألعاب الفريق مثل أوميكرون و فهرنهايت ( انديجو برفيسي في السوق الأمريكي ) سيعرف قبل أن يبدأ كيف ستكون هيفي راين، استديو كوانتيك دريم من الاستديوهات التي تعشق الأفلام السينمائية و تحب أن تقدم ألعاب تتبع أسلوب الأفلام الذي يشعرك بأنك لا تلعب بل تشاهد، لكن ما تشاهده مرتبط إلى حد كبير بمشاعرك و رغباتك اللي تتحكم بها بضغطه زر.
إلي أي مدى أن مستعد أن تضحي من أجل من تحب؟ هذا شعار قصة اللعبة الرئيسي ، قصة اللعبة تتمحور حول 4 شخصيات رئيسية لكل منهم قصته الخاصة، لكنها تجتمع في النهاية لهدف واحد وهو القبض على قاتل الـ Origami. ما هي الأوريجامي؟ هي عبارة عن مجسمات ورقية صغيرة لأشكال مختلفه من الحيوانات كالكلاب أو الضفادع. قاتل الأوريجامي هو شخص يقوم بقتل الأطفال الصغار دون سن الـ 13 يقوم بإغراقهم و وضع مجسم أوريجامي صغير في أيدهم ووردة أوركيد على صدورهم. قصة اللعبة درامية بحته ومليئة بالمقاطع الحزينة، الغموض يغطي أجواء اللعبة بشكل كبير فأنت تبدأ اللعبة و تكاد لا تعرف شيئا عن القاتل و تبدأ تدريجيا بفك الشفرات و ربط الخيوط حتى تكشف هويتة، لا هو ليس محرر الموقع عمر العمودي للأسف. الجميل في ألعاب كوانتيك دريم و هيفي راين تحديدا هو أن الشركة لم تقم بوضع مفاهيم التحكم و المحتوى كأساس بنت عليه القصة بل العكس تماما، العنصر الأول و الرئىسي و الذي تم بناء كل شيء عليه هو القصة ، لذلك إذا ما كنت من الأشخاص الذي يعتبرون القصص من أهم عناصر الألعاب لديهم فهيفي راين ستنال إعجابك. اللعبة مقسمة على شكل فصول، كل فصل سيكون في مكان مختلف و بشخصية مختلفة. ستنتقل لترى ردة فعل كل واحدة منها على حدة و الخطوة التي ستخطوها وفقا للأحداث، ثم تنتقل للفصل الذي يليه بشخصية أخرى و هكذا. المواقف التي تضعك فيها القصة كثيرا ما تكون محرجة و ستشعرك بضغط نفسي أثناء محاولة لإتخاذ قرارك التالي. بعض الأحداث في القصة ستشعر بأنها سخيفة نوعا ما ، أو أن الكاتب كان لديه مجموعه كبيره من الأفكار و أراد وضعها جميعا في اللعبة مما جعل بعضها لا يناسب الحدث. أحيانا ستشعر أنه من الأفضل لو تم نقل هذه الأفكار الإضافية الى لعبه منفصلة. مثلما ذكرنا سابقا احداث اللعبة ستتغير وفقا لخياراتك ، لذا يجب أن تضع بعين الإعتبار بأن للعبة عدد كبير من النهايات وفقا لما فعلته بكل شخصية.
في هيفي راين أنت لا تجمع الأدوات و لا تجمع الأسلحة ، و لا تقوم حتى بجمع نقاط لرفع مستوى أدائها. أيضا ليس هناك مال تجمعه لتستفيد منه لاحقا ، في وضع كهذا ما هو الشيء الذي تعتمد عليه اللعبة؟ اللعبة بشكل أساسي تعتمد على تفكيرك/مشاعرك و التي يجب عليك نقلها للعبة من خلال ضغطه زر، فلنفترض مثلا أنك تحقق مع مجرم ما و تحدث المجرم و أخبرك بأنه برىء ولم يفعل شيئا و ذرف الكثير من الدموع بشكل محزن، ستظهر عدة خيارات أمامك وكل خيار بجانبه الزر الذي سيطبق الحدث و هذه الخيارات مثل ( أنت كاذب / يبدو بريئا / سأسجنك / أكمل حديثك ). الخيار الذي سترسي عليه سيأثر بشكل كبير على ما سيحدث بعدها و أحيانا على تسلسل القصة و الأحداث. ماذا عن المواجهات هل هذا يعني بأن اللعبة التي أمامنا لا يوجد فيها أي قتال أو حدث حركي؟ بالعكس اللعبة مليئة بهذه الأحداث لكن ما عليك فعله هو المشاهدة و ضغط الزر باللحظه المناسبة ( الضغط المتسلسل السريع ). فالنفترض أن عدوك يحمل عصاة و يريد ضربك بها ستظهر على الشاشة علامه تدل على الأنالوج الأيمن و يطلب منك تحريكه تجاه اليمين خلال 3 ثواني، إن تمكنت من ضغطها في اللحظه المناسبة فإن شخصيتك ستتفادى الضربة تجاه اليمين، بعدها ستظهر علامة المثلث إذا ضغطها في الوقت المناسب فإن الشخصية ستضرب العدو في تلك اللحظة، و بهذا الشكل حتى تنتهي المعركة. طبعا هذا الأسلوب ليس فقط من أجل المعارك بل حتى في المطاردات و أوقات الهروب سيتوجب عليك الضغط السريع لتتمكن من إكمال الحدث بأفضل شكل ممكن. لا تقلق إذا أخطأت في ضغط أحد الأزرار خلال الضغط المتسلسل فكثيرا ما يتغير الحدث لكن لا ينتهي بإصابتك مثلا أو بشكل سلبي، فإذا فشلت في تفادي ضربه هذا لا يعني أن المعركة إنتهت ، كل مافي الموضوع هو أنك أصبت لكنك ستكمل القتال و هكذا بالنسبة للأحداث الأخرى.
أما الآن فلنتحدث عن عنصر الإستكشاف. الكاميرا ليست مشكلة بالنسبة للاعب فهي ستصور لك المنطقة من جانب واحد لكن في حالة وجدت صعوبة في الرؤية يمكنك بضغطة زر تغير مكان الكاميرة إلى زاوية أخرى تكون أوضح بالنسبة لك. خلال الفصول التي تركز علي الإستكشاف سيكون كل ما عليك فعلة هو الضغط على زر R2 للمشي و التوجيه بالأنالوج و إستكشف ما حولك. يمكنك أن تدخل إلى المطبخ مثلا و تشغل الإضاءة و تتوجه إلى الثلاجة و تخرج البيتزا الباردة و تضعها في المايكروويف و تسخنها و تعطيها لإبنك ليأكل. هناك خيارات كثيره تستطيع القيام بها ربما ليست مهمه ولن تفيدك في نهج سير القصة لكنك ستفعلها للمتعة، أحيانا الفضول سيدفعك لفتح أي درج أمامك و العبث به ليس لأن به شيء مهم لكن لشعورك بأن كل ما يحدث حولك حقيقي. كوانتك دريم نجحوا فعلا في جعل بيئة اللعبة تفاعلية و تمكنوا من محاكاة العالم الحقيقي لأقرب درجة ممكنة حتى تدفعك للتجول و الإستمتاع بكل ما حولك. إيضا هناك طريقة أخرى في التحكم تختلف عن الضغط المتسلسل، هذا النوع يدعى ( الضغط المتعدد )، فمثلا تريد تسلق مكان مرتفع، سيطلب منك ضغط زر المثلث و الإبقاء عليه ثم الضغط على زر المربع و الإبقاء عليه ثم الدائرة و الإبقاء على الثلاثة بنفس الوقت و ستقوم الشخصية بالتسلق مع كل زر تضيفة و إذا تركت أحد الأزرار فجأة فإن الشخصية ستفقد توازنها و تسقط و ستضطر لإعادة الكرة. بالطبع كلما تقدمت ستتنوع الأزرار و سرعة ضغطها و صعوبته. هناك أمر صغير قد يزعجك خلال الإستكشاف خصوصا لو كان المكان كبيرا نوعا ما و هو عدم مقدرة الشخصية على الركض ، هناك بعض الأماكن في اللعبة كبيرة المساحة و تتطلب وقتا حتى تستكشف كل ما بها فهنا ستضطر للمشي من أقصى اليمين الى اليسار و هذا ما سيأخذ منك بعض الوقت، على العموم هي لحظات بسيطة لن تشكل عيبا فعليا لكنها تجعلك تتسائل لماذا لم يتم إضافتها.
من الأمور المهمة في هيفي راين أنه يجب أن تكون يقظا خلال لعبك، فمن الممكن أن يحدث أي حدث فجأه و يطلب منك أن تضغطا زرا في لحظه معينه، و بسبب سوء تركيزك قد تغير الأحداث و هذا الأمر حدث لي مرتين في اللعبة. يجب أن تضع في عين الأعتبار عدم قدرتك على العودة الى الخلف و تصحيح خطأك، أهذا عيب؟ ربما للبعض ، لكن ديفيد كايج مطور اللعبة يقول أن هيفي راين عبارة عن قصة يفترض أن تكون قصتك، أنت لا تستطيع أن تعود للخلف و تصحيح خطأك أو قرار إتخذته و هكذا هي هيفي راين.
تقدم اللعبة تفاصيل استثنائية في الرسوم التقنية. التفاصيل الصغيره في ملامح الشخصية كالتجعدات الجلدية و الجروح الصغيرة و تغير لون الجلد من بقعة لبقعة تبدو مبهرة. أما فيزيائية الماء و تساقط الأمطار و التفاصيل الدقيقة في القطع الخشبية و لمعة الأرضيات الرخامية فستجعلك تقف متأملا في مناسبات كثيرة لروعتها. هيفي راين من الألعاب النادرة هذا الجيل و التي تهتم بهذا الكم الهائل من التفاصيل لدرجة أن البعض قارنها بأنتشارتد 2، ربما لم تصل فعلا لمستوى أنتشارتد بشكل عام تقنيا لكنها تظل مشروع ضخم كلف الفريق المطور الكثير من الوقت و المال و الجهد ليتمكنوا من إيصاله لهذا المستوى. اللعبة على الرغم من تطورها التقني إلا أنها تعاني من مشاكل تقنية بسيطة، كتوقف الصورة أحيانا و تصطعها خصوصا في الأماكن المزدحمة، إنقطاع الموسيقى فجأه و عودتها، أمور بسيطة كهذه كان من الممكن أن تكون أخطاء لا تغتفر لفريق التطوير لو كانت لعبه أخرى. لكن مع هيفي راين أنت لن تستغرب من وجودها نظرا لضخامة الإمكانات الرسومية فيها بل ستعذر الفريق و لن تلومهم أبدا، أو على الأقل بشكل كبير. من الناحية الصوتية أعجبت كثيرا بالموسيقى رغم أنها قد لا تكون الأفضل في عالم الألعاب، لكنها معبرة جدا و مناسبة لأجواء اللعبة الحزينة و الممطرة. نظرًا لأن هذه القصة حزينة ، نريد إرضائك على https://slotogate.com حيث يمكنك الحصول على مكافآت وقضاء وقت ممتع.
هيفي رين لعبة يجب أن يضعها في الإعتبار أي مالك لجهاز البلايستيشن3، سأذهب بعيدا لأقول أن حتى من لا يملك الجهاز يجب أن يفكر فيها. اللعبة ليست من النوع الذي نشاهده كثيرا في عالم الألعاب، فالأسلوب الخاص للعبة و الأجواء الدرامية في قالب تقني مبهر تستحق الثناء و التقدير من أي شخص يقدر منتجا راقيا.