بعد ثلاث سنوات من الغياب يعود ماريو مجددا لألعاب المنصات ثنائية الأبعاد وهذه المرة على جهاز ننتندو المحمول الـ3DS، منذ الكشف الأول عن اللعبة و أنا اترقب هذه التجربة بشئ من الحذر، فلم تعجبني الفكرة الجديدة التي تقدمها اللعبة بتجميع القروش الذهبية ولكن بكثير من الألعاب أشاهد أشياء لاتعجبني وتبقى التجربة النهائية للمنتج هي الفيصل بالموضوع وكثيرا ما أضع ثقة كبيرة بمنتجات شركة ننتندو مع إختلافي معها مؤخرا ببعض توجهات الشركة بالعاب مثل زيلدا وغيرها، إذا لنراجع لعبة New Mario Bros 2 ونجاوب على السؤال المطروح، هل كانت توقعاتي بمحلها أم تثبت ننتندو العكس هذه المرة وتقدم لنا تجربة ممتازة بكل المعايير.
نتفق جميعا أن الحديث عن القصة بلعبة منصات من ماريو أصبحت مضيعة للوقت فلا جديد هنا، قد ألوم ننتندو بعض الشئ انها أصبحت حتى لاتحاول بهذا الموضوع نهائيا، لا اطلب إضافة قصة لخطف الأميرة و لكن على الأقل بعض المشاهد المسلية التي تعطيني إنطباعا بأنني امام منتج تم بذل بعض الجهد عليه واخذ حيزا من التكلفة الإنتاجية مهما كانت بساطتها.
مباشرة سأتحدث عن الرسوم التي تقدمها اللعبة، ندرك جميعا أن قدرات الننتندو 3DS التقنية جيدة جدا ومقاربة للننتندو وي إن لم تتجاوزها ببعض النقاط، ولكن نتندو هنا لم ترد أن تعبث بما هو ناجح معها، فالجرافيكس الذي تقدمه اللعبة مشابه كثيرا لنسخة الوي مع تقليل ببعض التفاصيل بالخلفيات بشكل مجمل، ولكن سأتحدث قليلا عن “التقديم” باللعبة، حسنا لابأس أن نشاهد نفس العوالم المعتادة من العاب سلسلة ماريو بروس، هنا أتحدث عن عالم الغابة والماء والصحراء والبراكين والثلج ومافوق السحاب، 6 عوالم رئيسية و 3 سرية تقدمها اللعبة، ولكن المشكلة أن خريطة العالم وطريقة تقديم المراحل يمكن وصفها بأنها “قص و لصق” من اللعبتين الماضية بشكل جعلني أشك للحظات كثيرة بأنني أجرب لعبة جديدة! هل أتحدث عن تأثيرات البعد الثالث باللعبة؟ حسنا لايوجد شئ يستحق الحديث هنا على الإطلاق.
منذ العالم الأول ومشاهدة قصر الأميرة بالخلفية ستسأل نفسك هل فعلا قامت ننتندو بتطوير أي شئ باللعبة؟ نعم اللعبة تبدو “مسلية” كعادة العاب ماريو و أعود لمشكلة رئيسية بهذه اللعبة أنك لاتشعر أبدا بأن هنالك مجهود بذل فيها، فتصميم المراحل مشابه بشكل كبير جدا للجزء الماضي مع غياب كبير للإبداع الذي شاهدته بنسخة الوي.
لنتحدث قليلا عن ألحان اللعبة وهنا نعود لنفس المشكلة، لاتوجد ألحان جديدة تقدمها اللعبة، كل ماستسمعه هو مجموعة مطورة من ألحان الجزء الماضي فقط، أيضا لا اواجه مشكلة مع الألحان الماضية لانها ممتعة جدا وتجعلك تعيش الأجواء المرحة التي تقدمها اللعبة ولكن بكونها لعبة جديدة تحمل الرقم 2 بالعنوان فكان من الأجدر تقدم ألحانا مختلفة من حين لآخر كما هو الحال مع معظم العاب ماريو الماضية.
الجزئية الأهم بالنسبة لي عند مراجعة أي لعبة هي نظام اللعب، هنا تقدم اللعبة نفسها بشكل جيد من ناحية ومتوسط من ناحية أخرى، الجزء الجيد هو نظام لعب ماريو الكلاسيكي جدا بكل مافيه من قفزات وطيران و دخول المواسير السرية ومواجهة الزعماء وغير ذلك، هنا كل شئ ممتع، الجزء الآخر هو الفكرة الجديدة التي تم إضافتها بهذا الجزء وهي فكرة تجميع القروش الذهبية التي لم أعرها أي إهتمام ولم تقدم أي شئ يستحق الذكر للتجربة، بل وجدت نفسي بكثير من الأحيان أتجنب كثيرا بعض الأشياء التي تساعدك لتجميع القروش بكثرة مثل سلاح الزهرة الذهبية التي تحول كل شئ لذهب أو بعض المواسير التي تضربها بالزهرة النارية لتخرج لك اطنانا من الذهب وغير ذلك.
نعم استمتعت جدا بالحصول على القروش الذهبية الثلاثة السرية بكل مرحلة و بإكتشاف الطرق السرية للوصول إلى المراحل الخاصة التي أشاهدها على الخريطة وعلي بالبحث عن الطريقة للوصول لها، بيوت الأشباح التي ستجعلك تحك رأسك كثيرا لمعرفة كل أسرارها و مستوى الصعوبة الجيد الذي تقدمه المراحل الخاصة باللعبة و أيضا أعجبتني جدا فكرة مراحل المدفع التي تنقلك بين المراحل السرية فبدلا من دخول مدفع والإنطلاق به كما كان الحال مع الأجزاء الماضية هنا ستخوض مرحلة بسيطة تجري فيها من البداية للنهاية وعليك أن تحسب كل خطواتك بشكل موزون لكي لاتسقط بحفرة أو تصطدم بعدو.
6 عوالم رئيسية بإمكانك من خلالها إنهاء اللعبة بفترة لاتزيد عن الـ5-6 ساعات، ولكن جماهير العاب ماريو يدركون تماما أن إنهاء لعبة ماريو تعني محاولة الحصول على كل شئ فيها وهنا ستاخذ وقتا طويلا لفعل كل شئ، أيضا تقدم اللعبة طور الـCoin Rush ومن خلالها ستلعب ثلاث مراحل من كل عالم مع وجود عداد وقت لمدة دقيقة وعليك بجمع أكبر عدد من القروش خلال هذا الوقت ومنافسة أصدقائك بالستريت باس، أيضا تقدم اللعبة طور اللعب التعاوني بكامل اللعبة ولكن للأسف ستحتاج لنسختين من اللعبة لتجربة هذا الطور وهو مالم يكن متوفرا وقت المراجعة و أخيرا هنالك مهمة الحصول على مليون قرش للحصول على مفاجئة بنهاية اللعبة.