رغم أن الجزء الأول من سلسلة فاير إمبلم صدر في العام 1990 في اليابان، إلا أن اللاعبين في بقية أنحاء العالم لم يشهدوا صدور أي جزء من أجزائها حتى 2003، عندما صدر الجزء السابع على جهاز الجيمبوي أدفانس. وصلنا الآن إلى الجزء الحادي عشر، Shadow Dragon، وهو أول جزء من السلسلة على جهاز الDS، وإعادة صنع للجزء الأول الذي صدر على الفاميكوم قبل 19 سنة. هذا الجزء يشكل فرصة للاعبين خارج اليابان على التعرف على جذور السلسلة التي أنشأت نوعا جديداً من الألعاب: الRPG الاستراتيجية.
قصة مملة
تبدأ قصة شادو دراجون مع مارث، أمير “ألتيا” الذي يريد أن يسترد مملكته وأن ينتقم لأبيه الملك كورنيليوس، الذي قتل في المعركة بسبب خيانة حلفائهم له. ليفعل ذلك، على مارث أن يتحالف مع الدول الأخرى التي تأثرت باحتلال امبراطورية التنانين “دولونا” ليسترد سيف Falchion الذي فقده كورنيليوس عند موته، لأنه السلاح الوحيد الذي يستطيع أن يهزم ماديوس امبراطور دولونا. كما قد يكون واضحاً، القصة لا تبدو مميزة كثيراً وفي الحقيقة هي متوسطة ومعتادة جداً بمقاييس هذه الأيام. ولا يساعد القصة أنها تروى بالكامل بصور ثابتة، كعادة ألعاب فاير إمبلم (حتى وإن كان يتخللها بعض الصور المذهلة المرسومة باليد لبعض المشاهد المهمة). ولا يساعدها أيضا أن غالبية الشخصيات مقدمة بطريقة سطحية وغير جذابة على الإطلاق، عكس الأجزاء السابقة التي ركزت كثيراً على قصص وخلفيات جميع الشخصيات وعلاقاتهم ببعضهم البعض. صحيح أننا نستطيع أن نعذرها بعض الشي لأن اللعبة الأصلية كانت قد صدرت منذ أكثر من 18 سنة، ولكن هذا لا يعني أن كل من لعب الجزئين السابقين سيلاحظ فرقاً كبيراً من الصعب تجاهله.
استراتيجية مثيرة
نظام اللعب ليس غريباً على من لعب أي لعبة استراتيجية متعددة الأدوار: كل معركة في اللعبة تحدث على خريطة مقسمة إلى مربعات، وباستطاعتك تحريك الشخصيات لعدد معين من المربعات حتى تهاجم أعداءك، مع التركيز على قوة أسلحة معينة ضد أسلحة أخرى أو أنواع معينة من الشخصيات. اللعبة تحتوي على عدد كبير من الشخصيات، وهي مقسمة لعدة أنواع من الفرسان والمقاتلين والسحرة، وبإمكانك تغيير أنواع الشخصيات كما تريد، وأن تطور شخصياتك إلى نوع أقوى بعد وصولهم إلى مستوى معين، باستخدام الـMaster Seal. اللعبة مقسمة إلى عدة “فصول” متنوعة يحتاج كل منها إلى استراتيجية معينة، وستجد نفسك تبقى لفترات طويلة في شاشة الاستعداد للمعركة لتدرس الخريطة وتختار الشخصيات المناسبة للمهمة وتوزع الأسلحة بشكل مناسب للأعداء الذين ستواجههم. ولكن هناك العديد من المفاجآت الغير متوقعة التي قد تقلب موازين المعركة في صالحك أو ضدك، مثل انسحاب بعض الأعداء أو انضمام شخصية قوية لك أو وصول إمدادات قوية للعدو مع أسلحة مضادة لأقوى شخصياتك. عليك أن تهيء نفسك لمثل هذه الأحداث إن أردت أن تنتصر بدون خسائر كبيرة.
ولكن عليك أن تحذر: عندما تموت إحدى شخصياتك في اللعبة، ستفقدها للأبد. هذه إحدى النقاط المميزة لألعاب فاير إمبلم التي تضيف الكثير من التوتر والإثارة لنظام اللعب. وإذا فقدت إحدى شخصياتك المفضلة التي يصعب تعويضها، لديك خيار أن تعيد المعركة من بدايتها.. أو من إحدى نقاط التخزين الموجودة في خريطة المرحلة؛ إحدى الإضافات الجديدة في شادو دراجون. أما إذا فقدت شخصية غير مهمة بإمكانك أن تغير نوع شخصياتك الموجودة كما تريد لتعويض النقص الذي حدث. جدير بالذكر هو أن صعوبة اللعبة متوازنة جداً مقارنة بالجزء السابق البالغ الصعوبة، ولكن هذا لم يمنعني من إعادة الكثير من المعارك بعد فشلي في المحاولة الأولى. أيضاً اللعبة ليست طويلة كثيراً بالنسبة للعبة RPG، وستأخذ من معظم اللاعبين حوالي 25-30 ساعة لإنهائها (بدون حساب إعادة لعب بعض المعارك).
أدفانس وورز؟
رغم أن شادو دراجون هو أول جزء للسلسلة يصدر على الـDS، إلا أن إنتلجنت سستمز يعرفون كيف يستغلون ميزاته تماماً، خصوصاً بعد إصدار جزأين من سلسلتهم الاستراتيجية “أدفانس وورز” على الجهاز، واستغلال ميزات التحكم والشاشتين في شادو دراجون مطابق لما شاهدناه في أدفانس وورز تماماً. رسومياً، اللعبة تظهر بشكل جيد جدا، خصوصا خلال المواجهات المباشرة التي تظهر بشكل رائع وسلس (رغم أن البعض لن يحب التغيير من طريقة رسم الأنمي في هذه المواجهات إلى الـCG). استخدام الشاشتين عملي جداً لإظهار معلومات مفصلة عن الوحدات أو إظهار خريطة عامة لساحة المعركة. التحكم بشاشة اللمس يعمل بشكل ممتاز وقد يفضله الكثيرون، إلا أن معظم لاعبي الأجزاء السابقة سيرتاحون أكثر لاستخدام الأزرار. ولأول مرة في السلسلة هناك طور لعب عبر الشبكة يسمح للاعبين باختيار 5 شخصيات من طور اللاعب الواحد لمواجهة بعضهما البعض مع دعم التحدث الصوتي عبر مايكروفون الـDS، وأيضا بإمكان اللاعبين دخول متجر عبر الشبكة يحتوي على أسلحة نادرة.