ساعة الصفر ، المهمة المستحيلة . كلمات تعطيك إحساس الترقب الذي لازم متابعيي اللعبة لفترة طويلة و تحديدا منذ عرضها الأول في معرض E3 عام 2005 .اذا نظرنا لألعاب الطرف الأول من سوني لجهازها بلايستيشن3 في الفترة الماضية سنجد أن الكثير منها فشل في تقديم تجربة فريدة و خاصة تجذب للجهاز كما فعلت جيرز أوف وار هذا الجيل لمايكروسوفت. قد تكون مشكلة كيل زون أن الجزء الأول انتهى في آخر أمره كمحاولة متواضعة لتقديم هيلو أخرى الجيل الماضي. لكن رغم ذلك لم يمنع هذا سوني من المراهنة مرة أخرى على فريق Guerrilla لتقديم لعبتهم المنتظرة للجمهور الغفير. فيا ترى هل نجحت Guerrilla في تلبية رغبات سوني هذه المرة؟
نظرة جديدة لعالم ألعاب المنظور الأول
قبل أن نبدأ في الغوص في عالم الهلقاست “Helghast” يجب علينا أن نقف لما قدمه فريق Guerrilla Games من مجهود مميز في هذة اللعبة. فمن البداية سنرى أمامنا قدرات فيزيائية ، ورسومات وتفاصيل رائعة ، قُدمت بطريقة يملؤها الإصرار و الإرادة من فريق العمل لتقديم ما لم يستطع البعض تقديمه. فعند عرض المشهد السينمائي الأول للعبة في عام 2005 وضع فريق جوريلا تحدياً كبيراً أمامه بتقديم منتج ذا شعور سينمائي و إطلالة تميل للواقعية بشكل لم يقدمه الغير. ووقتها بدأ العمل على ذلك و ها نحن هنا أمام هذا الإنجاز. فكل ما حاول الفريق تقديمه للاعبين من بيئات مختلفة ذات إضاءة رائعة و عدة حرب منوعة من أسلحة أو دبابات حرب وضع بطريقة ممتازة جداً و وصل الفريق بها الى نتيجة تسكت بها المشككين الذين قالوا و كرروا أن ما عرض في 2005 لن يرى النور يوماً. ولكن ، فعلتها جوريلا!
ضيوفُ على عالم الهلقاست
قصة Killzone 2 لن تكون الثانية كما يشير إليه الرقم في عنوان هذا الجزء ولكن هي الإصدارة الثالثة في حرب البشر مع الهلقاست بعد إصدارة الـPS2 الأول ومن ثم إصدارة الـPSP. تبدأ اللعبة عندما تقرر قوى الـ”ISA” أن توقف الغزو الذي بدأه الهلقاست و أن تبدأ قواهم بنفس العمل وذلك بغزو هذا الكوكب أو بالأصح عالم “فيكتا”. الهدف الرئيسي من مهمتهم واضح، القبض على Visari و جعل قواته تعلن الاستسلام لهم. فرقة الـISA وصلت إلى الكوكب وسرعان ما اكتشفوا أنهم أمام ما هو أهم من مهمتهم هذه وهو “محاولة البقاء على قيد الحياة”. فالهلقاست في كوكبهم ظهروا بقوة أكبر و أعنف من ذي قبل، فهم يدافعون هنا عن كوكبهم و عن رئيسهم و هم هنا في أرضهم يحملون من الأسلحة والعتاد من ما لم يره البشر من قبل وذلك ليقضوا عليهم. فهل ستكون المهمة سهلة ؟
بطل هذة المعركة سيكون Sev، عضو فريق Alpha Squad ولن يكون Templar بطل الإصدارين السابقين. Sev مع أعضاء فريقه Garza و Natko تحت قيادة Rico العائد من الجزء الاول يشقون طريقهم في هاليغين في مهمات متواصلة ذات أهداف يجب عليك إتمامها. وتختلف تلك المهمات، فمنها ما يعتمد على القتال في الساحات الكبيرة التي ستتضمن قتال كبير بين جنود الـISA والهلقاست. ومنها ما سيكون محاولة الحصول على نقاط استراتيجية تغيير من مسار المهمة ككل. فأنت ستبقى في هذا التنوع في القتال في الممرات أو بداخل المنازل والمصانع. أو أن تقاتل باستخدام الدبابات أو الرشاشات الكبيرة لإسقاط الطائرات المقاتلة.
قصة هذا الجزء لا تعتبر رائعة جداً ولا تعتبر قصة سيئة أيضاً. فهي تحكي لك معاناة الحرب وكيف أثرت على جنود الـISA وهم الآن قادمون للانتقام من عدوهم في أرضه. فمجرياتها و ترتيب أحداثها من بدايتها وحتى وصولك إلى نهايتها يبقى في مستوى متوسط و قد ترى من ناحية أو أخرى ضعفاً في بعض أجزاء القصة ولكنه لا يعتبر بذلك الضعف الذي يؤثر في مسارها العام والذي يحمل الطابع الحماسي المراد في لعبة حرب.
هل لأسلوب تقديم اللعبة أثره الخاص ؟
هذا سؤال يجب طرحه. فتقديم اللعبة بهذه الطريقة يجعلك تعيش أجواء الحرب و كأنك في وسط المعركة. شعور بقوة سلاحك الذي تحمله وتطلق به على أعدائك يعيشك في أجواء الحرب ويسحبك معها في دوامة الإثارة الـ”لا” متوقفة. فريق جوريلا استطاع أن ينتج التحفة التي ستجعل التحدي كبيراً جداً لأي لعبة قادمة للـPS3 أو غيره من أجهزة. فالعرض السينمائي الداخل بأجواء اللعبة جعلها تظهر بشكل يتخطى كل ما كان يتوقعه الناقد قبل اللاعب. كل مهمة سترى فيها مشهداً يجعلك تشد الى شاشة التلفاز و في أهبة الاستعداد لأن تبدأ هذه المهمة. وما يتبع هذه المناظر من إثارة داخل اللعبة من احتراق لجنود الهلقاست بأسلحتك أو حتى قتلهم بالطرق المختلفة الموجودة باللعبة يجعل تجربتك تزداد إثارة بشكلٍ متواصل. الإضاءة في اللعبة من ناحية أخرى قُدمت بطريقة رائعة ومبتكرة وواقعية جداً، اختلاف المناطق بإضاءاتها و جعل التأثير من ناحية الصواعق و الرعد يؤثر على الجو العام للعبة كان له أثره الرائع في جعلك تشعر بواقعية ممتازة جداً. و أما الانفجارات التي تحصل من حولك وما يلحقها من تناثر للقطع الصغيرة والأدخنة التي تعتم المنظر تجعلك تقف وتتساءل، كيف فعلها فريق Guerrilla Games؟
نأتي لنقطة اخرى وهي تقديم الأعداء، فهنا نرى أنك ستكون أمام جنود الهلقاست طوال الوقت ولكن بأشكال مختلفة وقليلة جداً للأسف، يختلفون في مهامهم وطرق قتلهم. و أيضاً هنالك الأعداء الآليون. تصميم المناطق في عالم Killzone 2 كان المفاجأة بالنسبة لي، فتقدمك في المهمات لن يشعرك بوجود التكرار المُمل في العالم المحيط بك مما سيجعلك تبقى مستمتعاً في أجواء الحرب المختلفة سواء كانت في مناطق مظلمة ومحكمة التفاصيل أو في منطقة مكشوفة يملؤها الجنود و المباني المرتفعة البارزة المتقنة.
طريقة اللعب ونظام الحماية الجديد..
أولاً سأذكر لكم شعور أن تكون داخل المعركة وكيف تصبح غارقاً في حبه. فخلال تحكمك بشخصيتك سيكون لك مجال اختيار طريقة التحكم المفضلة لديك وهنا قدم فريق جوريلا العديد من الخيارات منها ماهو جديد ومنها ما هو كلاسيكي اعتاد عليه الكثيرون من ألعاب مختلفة. ذكرت في العنوان “نظام حماية جديد” وأنا أقولها هنا، نعم فـKillzone 2 قدمت للاعبين نظام حماية أو تخفي من الأعداء “cover system” مُتقن جداً وجديد على هذا النظام من ألعاب المنظور الأول. لا تخشى من أن يكون وقوفك في مكان معين حاجزاً لك من أن تطلق على أعدائك، فأنت تستطيع استخدام زوايا مختلفة وبدقة متناهية في التصويب على الأعداء، ولكن هذه المناطق لن تبقى دائماً فأغلبها قابل للتدمير من قبل أعدائك إلى أجزاء قد تستطيع البقاء فيها لفترة ولكن سرعان ما سيبدأ الهلقاست في التصويب عليك وهذا ما يميز جنود الهلقاست بذكائهم الإصطناعي الرائع في تقديمه، وذلك أدى إلى رفع معيار التحدي في اللعبة. فالجنود دائماً ما يبقون في مناطق بعيدة عنك لاستدراجك والاختباء وراء الجدران و الأعمدة لكي يباغتوك في أي لحظة.
وإن لم تكن أنت من يريد التقدم، فهم لن يكون في إنتظارك في مخابئهم. سيتقدمون إليك وسيحاولون قتلك بكل الطرق التي برمجوا عليها. اختلاف صعوبات اللعبة لن يجعل الأعداء أذكياء أكثر من ما هم عليهم ولكن سيجعلهم أكثر إصراراً على قتلك و سيزيد هذا من متعة تكرار اللعبة لدى البعض. مع مرور الوقت في المهمات قد يأتيك الإحساس باللعب في لعبة صممت لشخصين أو أكثر. ففرقتك الخاصة لن تفارقك في مهامك كثيراً وستبقى دائماً في جوارك لمساعدتك والتقدم معك نحو المهمة التالية. وهذا مما يجعل لهم فائدة في تغطية ظهرك أو القضاء على الاعداء الذين لم تستطع رؤيتهم من زاويتك.
طلقات الرصاص كما تريد أن تسمعها
أصوات الحرب من صيحات الجنود من حولك إلى طلقات الرصاص الواضحة والنقية والمميزة من سلاح لآخر. موسيقى اللعبة قدمت بتنوع مختلف بين الكلاسيكي المعتاد في أجواء الحرب وبين موسيقى الأوركسترا الهادئة، ولكن في النهاية تظل موسيقى لعبة حرب تبعد عن الدراما والرومانسية وتقترب من أجواء الحروب العاصفة والملتهبة. التمثيل الصوتي للشخصيات قدم بطريقة عادية ولكن يظل بالمستوى المطلوب أن يقدم به.
طور تعدد اللاعبين – خارج الشبكة
تجربتنا هنا اقتصرت على تجربة أطوار تعدد اللاعبين ولكن ضد الذكاء الإصطناعي. فأنت ستستطيع تجربة الأطوار المختلفة المخصصة لتعدد اللاعبين ولكن في طور الـSkirmish والذي سيقدم لكل تجربة الأطوار الثلاثة المختلفة Body Count أو ما يعرف بـ Team Deathmatch و طور Search and Retrieve المتعارف به باسم Capture the Flag. و أخيراً طور Capture and Hold. الفائدة هنا تعود للاعب، فأنت باختيارك لصعوبات متقدمة (نفس الصعوبات الموجودة بطور القصة ) ستستطيع التطوير في مهاراتك والتعرف أكثر على الأنظمة الثلاثة المختلفة والممتعة في 8 خرائط مختلفة اختيرت وصممت بعناية لجعل التجربة مع اللاعبين الآخرين أكثر متعة و إثارة.
خلال تجربتنا لطور تعدد اللاعبين في الشبكة والذي حصلنا على فرصة تجربته في مرحلة البيتا. كان لتعدد الأطوار و كثرة اللاعبين من حولك متعة أخرى، فأنت لك القدرة بان تلعب ضد لاعبين من جميع انحاء العالم في سيرفرات موزعة لأغلب مناطق اللاعبين حول العالم . و بإمكانكم إضافة لاعبين يديرهم الذكاء الإصطناعي لإكمال العدد و الحصول على المتعة المرجوة والتي شعرنا بها في وقت تجربتنا للعبة. لم يكن هناك أي وجود لتقطيع “Lag” خلال هذة التجربة، سوني أثبتت مجدداً أن ألعاب الطرف الأول متعددة اللاعبين يقل وجود التقطيع فيها إلى حد الإنعدام و ذلك كان واضحاً في العديد من المرات التي قمنا فيها بتجربة اللعب على الشبكة في تلك الفترة.
مرحباً بالإبداع
نعم فكل ما رأيته أمامي في هذه اللعبة يمثل الإبداع الذي انتظرناه خلال الثلاث سنوات الماضية. تقديم من العيار الأول، إثارة جديدة ورائعة، إبراز لتفاصيل كثيرة عجر الأخرون عن تقديمها. بإختصار تجربة للعبة سبقت جيلها الحالي بمراحل عديدة.
ملاحظة : تجربتنا للعبة اقتصرت على طور القصة وطور تعدد اللاعبين الفردي بدون الدخول لشبكة اللعبة المغلقة الآن من قبل سوني.