ليس من المنتشر أن نرى مصمم ألعاب يترك بصمته بوضوح على مشاريعه التي يعمل عليها، و Fumito Ueda عرف بكونه أحد المصممين الأقلة هؤلاء. لم يعمل Ueda على ألعاب عديدة ولكن اشتهر حول العالم بتوجهه الفني والساحر في الألعاب. نعرفه كمصمم Ico و Shadow of the Colossus و The Last Guardian التي لم تصدر بعد، وسنسلط الضوء عليه هذا الأسبوع في فقرة سيرة مصمم.
ولد Fumito Ueda في التاسع عشر من أبريل من عام 1970 في مدينة Tatsuno اليابانية. منذ طفولته، كان Fumito يحب الأشياء المتحركة. كان يهويو تجميع الحيوانات الصغيرة وأيضاً مشاهدة والعمل على الـAnimation. الفن كان أحد مواده المفضلة في المدرسة وقد قال بأنه إن لم يوفق بالعمل كمصمم ألعاب، كان في الغالب سيعمل كفنان كلاسيكي عوضاً عن ذلك. Fumito يعتبر العديد من الوسائط كالتلفزيون والسينما والألعاب كوسائط فنية.
تخرّج Fumito من جامعة أوساكا للفنون في عام 1993 وقرر بعدها بعامين أن يعمل في صناعة ألعاب الفيديو. كان يمتلك عدة أجهزة كمبيوتر من ضمنها Commodore Amiga A500 و Commodore Amiga A4000. تعلم عليها على عدة برامج تصميمية مثل Newtek Lightwave و Lightwave 3D لاحقاً وصمم عليها مبدئياً عدة نسخ بدائية من لعبة Ico التي كانت تشغل باله وقتها. كانت لعبة Another World التي عمل عليها Chahi Amiga هي ما ألهمته بفكرة Ico في تلك الفترة.
في الحقيقة، أنا فقط أحاول صنع لعبة جيدة. أحاول أن أعبر عن بعض الأشياء بطرق لا يمكن فعلها إلا عبر ألعاب الفيديو. ببساطة، أنا أحاول أن أبحث عما يستطيع هذا الوسط تقديمه.
لكن قبل أن يعمل على لعبته وقبل أن ينظم إلى Sony، عمل Fumito مع استوديوات WARP المفلسة حالياً كمسؤول عن الـAnimation في لعبة Enemy Zero التي صدرت في 1997 على الـSega Saturn. عمل Fumito في هذا الفريق تحت المخرج Kenji Eno ووصف العمل هناك بالشاق والمرهق حيث أن اللعبة كانت متأخرة عن موعدها وكان كل فرد في فريق التطوير موكّلاً بمسؤوليات عديدة. لكن بعد انتهاء العمل عليها وفي عام 1997، نجح Fumito بالانظمام إلى Sony Computer Entertainment كمطور طرف أول وعمل على Ico للـPlayStation. المشروع انتقل لاحقاً للـPlayStation 2 وصدر كاللعبة التي نعرفها ونحبها حالياً.
عمل Fumito بعدها على أكثر مشاريعه نجاحاً وأحد أكثر الألعاب المشاد بها في تاريخ الألعاب Shadow of the Colossus. اللعبة أحبها النقاد لكونها لعبة فنّية وملحمية جسّدت بشكل دقيق نظرة Fumito الفنية والروحانية. ألعاب المصمم اشتهرت بقلّة حواراتها وقصّتها القابلة للتفسيرات المتعددة. يحب Fumito كون بيئات ألعابه مضاءة بألوان قليلة حتى أصبحت هذه بصمته المعروفة. يصف Fumito هذا النهج والأسلوب بجملة “التصميم عبر الاقتطاع أو النقص”.
لم أكن منجذباً إلى فكرة اللعب تحت مجموعة من القوانين الموضوعة، بل إلى فكرة اللعب والتجربة والغمار خلال عالم حقيقي. عندما كنت طفلاً، ما شدّني أكثر من “متعة اللعب” هي المشاعر التي ترافق التجارب التي تقدمها الأعمال الفنية، والطريقة التي تقوم فيها هذه الأعمال بإحياء عوالمها وجعلها حقيقية.
اشتهرت ألعابه أيضاً بكون عمرانها ضخماً وكون بيئاتها شاسعة ومهجورة. كلا لعبتيه أيضاً لها قصص لا تعطي للاعب إلا القليل من الحوارات والمشاهد في البداية والقليل أيضاً في النهاية. جزء كبير من فلسفة Fumito في تصميم الألعاب هي ترك جانب كبير من القصة للاعب ليفسرها كيفما يشاء. القرار يعود للاعب في النهاية ليقرر منشأ الشخصيات ومعنى الأحداث التي تحصل أمامه.
من أجل أن تبتكر حبكة روائية من الممكن قبولها من أية شخص من أية مكان، من الأفضل أن تجعل اللاعبين يتخيلون جزءاً من القصة بأنفسهم.
Fumito Ueda يعمل حالياً مع فريق Team Ico على The Last Guardian. ذكرت اللعبة لأول مرة في مجلة Famitsu اليابانية في 2007 حينما قالت بأن Team Ico يعمل على لعبة جديدة للـPlayStation 3. كشفت اللعبة لأول مرة في 2009 تحت اسمها الرسمي The Last Guardian والعرض لمح كثيراً بوجود عوامل مشتركة ما بينها وبين Ico و Shadow of the Colossus وهذا ما أكده Fumito لاحقاً. صرّح المصم أيضاً في مقابلة صحفية عن نيته بتطوير لعبة تصويب من منظور الشخص الأول بعد أن ينتهي من العمل على The Last Guardian وذكر لعبة Half-Life 2 كمصدر إلهام له في هذه الفكرة.
في ديسمبر الماضي من عام 2011، صرّح Fumito رسمياً بتركه استوديوات Sony Computer Entertainment و Team Ico لأسباب لم يذكرها، ولكّن أكد أنه لا يزال يعمل على The Last Guardian كمطور خارجي حتى انتهائها.