فتحت الشركات الثلاث الكبرى المصنعة لأجهزة الألعاب بابا واسعا هذا الجيل أمام صغار الشركات المطورة و المبتدئة منها لإظهار قدراتها عبر الألعاب القابلة للتنزيل. تلك الشركات اللتي قد لا تستطيع تحمل كلفة صناعة لعبة كبيرة بميزانية ضخمة و لفترة طويلة من الزمن، ثم تتحمل مشقة إيجاد ناشر لها و ما إلى ذلك من العقبات اللتي تقف في وجه المستجدين اليوم. “ذات جيم كومبني” هي الآن شركة طرف ثاني مع سوني، و مسؤولة عن إنتاج ثلاثة ألعاب لشبكة البلاي ستيشن، و تعتبر فلاور هي ثاني هذه الألعاب بعد فلو؛ لعبة الفلاش الناجحة اللتي تم إعادة تصميمها لشبكة البلاي ستيشن.

يبدو واضحا من خلال تاريخ المطور بأن الهدف دائما هو صنع ألعاب بسيطة ذات مغزى روحاني مع التركيز على ضرورة جعل واجهة الاستخدام في أبسط شكل ممكن، و فلاور تسير على نفس هذا النهج. تكاد تكون اللعبة خالية من أي تعليمات استخدام، سوف تستنتج بسرعة أن كل ما عليك فعله هو التحكم عن طريق خاصية “سكساكسس” في جهاز التحكم ببتلة في بداية كل مرحلة، مع ضغط زر واحد لكي تحرك هذه البتلة عن طريق هب الرياح في صوبها، و تبدأ مهمة تشكيل طيف من البتلات عبر المرور بكل الأزهار اللتي يمكنك الوصول إليها، و الهدف النهائي لكل مرحلة هو إعادة إحياء المنطقة من قاحلة إلى خضراء زاهية.

لا يوجد توقيت محدد يجب عليك الالتزام به، أو أهداف رئيسية و ثانوية، أو أعداء و عداد طاقة، أو حتى قصة بارزة المعالم. إذن قد يتساءل شخص إن كانت هذه اللعبة تجربة أكثر منها لعبة قابلة للعب!؟ لحسن الحظ، و بالرغم من بساطة مفهوم اللعبة، لكن ذات جيم كومبني نجحت في إيجاد عنصر المتعة فيها، رغم أن المحك كان شعرة. فلاور تعطيك جوا كاملا للاسترخاء كهدف رئيسي لها، و التحدي يكاد يكون معدوما؛ “اللعبة” سهلة جدا، و رغم أنه بالإمكان إنهاء مراحلها الستة في غضون أقل من ساعتين؛ إلا أن هذه المراحل ليست حتى متنوعة بالشكل المقبول. فلاور لا تصل لذروتها و قمة عطائها إلا في المرحلة الأخيرة، و عندما يحدث ذلك تفاجأ – و قد تنزعج – بأسماء المطورين تظهر أمامك (و لو كان ذلك بطريقة مبهرة).

المكافأة البصرية اللتي تمنحها فلاور للاعب ليس لها نظير تقنيا و فنيا؛ عندما تنغمس في عالم اللعبة و تستمتع بالموسيقى التفاعلية اللتي تزداد رتما مع كل بتلة تقطفها ستكاد تشعر بنسمات الهواء المنعشة. اللعبة لها لحظاتها اللتي تعلق في الذاكرة، لكن للأسف باستثناء بعض التروفيز اللتي ستأخذ القليل من وقتك، فإن قصر اللعبة و شح مضمونها يقف عائقا من تنصيبها كلعبة كلاسيكية.

شارك هذا المقال