حققت اللعبة الجديدة الغريبة في اليابان نجاحا لا بأس به في العام 2001، مما أعطى الضوء الأخضر لتاكومي و فريقه بأن يصنعوا المزيد من ألعاب المحامي هذا! و بذلك واصل الفريق بحماس شديد العمل على السلسلة التي لم تخرج من الأراضي اليابانية حتى تلك اللحظة، و في الحقيقة يجب أن أذكر هنا بأن ألعاب القصص المصورة اليابانية تحديدا لا تمتلك سوقا جيدا خارج اليابان و من النادر أن تخرج هذه الألعاب خارج اليابان، هنا يدين هذا القطاع بأكمله إلى شو تاكومي الذي ساهم في تعزيز شعبية هذا النوع من الألعاب في أمريكا و أوروبا بشكل كبير ..

عندما قررت ننتندو أن تصدر جهازها المحمول الجديد اتجهت إلى الابتكارية مع الشاشتين و اللمس و المايك، وهنا قام تاكومي و فريقه بصنع ريميك لفينكس رايت الأصلية على الجهاز، حيث رأى الفريق بأن الإمكانيات الجديدة للجهاز بإمكانها أن تخدم اللعبة كثيرا، تم تحسين جودة اللعبة الصوتية و البصرية من أجل الجهاز الجديد بالإضافة إلى دعم التحكم باللمس لاختيار الأدلة مما سهل عملية اللعب كثيرا، كما قام تاكومي و فريقه بتصميم قضية جديدة خصيصا للعبة و هي القضية الأطول و الأضخم في السلسلة Rise from the Ashes و تم بناء هذه القضية خصيصا لاستعمال مزايا الجهاز الجديدة، بفضل هذه التحسينات في طريقة اللعب قامت كابكوم أيضا بإصدار اللعبة في الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا أملا في الوصول لأسواق جديدة بفضل إمكانيات الجهاز المميزة و طبيعة اللعبة المناسبة لذلك، و بالفعل و في عام 2006 نجحت فينكس رايت نجاحا كبيرا في أمريكا و أعيد طبعها أكثر من مرة و من هنا انطلقت حكاية الشهرة و النجاح !

قامت كابكوم بنقل الجزئين الثاني والثالث من السلسلة بشكل حصري آنذاك للننتندو DS أيضا ( بدون قضايا إضافية هذه المرة ) و نجحت السلسلة في صنع قاعدة عريضة من المعجبين في العالم الغربي، على أية حال قبل أن أنتقل إلى المحطة التالية من سرد مسيرة الرائع شو تاكومي أود أن أشير قليلا إلى بعض الملاحظات على طريقة تصميم ألعاب فينكس رايت و مدى اختلافها عن ألعاب الفيجوال نوفل الأخرى، و كيف كانت مصدر إلهام للكثير من المطورين الآخرين.

تتميز معظم ألعاب الفيجوال نوفل في اليابان ( إن لم يكن جميعها ) بوجود نهايات متعددة و خيارات كثيرة في القصة
فينكس رايت لا تقدم نهايات متعددة و لا خيارات أو مسارات قصصية، مما مكنها من تقديم قصة “مركزة” أكثر

تحتوي هذه الألعاب عادة على عدة شخصيات أنثوية يمكن للبطل أن يرتبط معهن بعلاقة رومانسية وتمثل قصة كل واحدة منهن مسارا من مسارات القصة، و يعرف هذا الأمر بالـ”هاريم”
مرة أخرى .. سلسلة ايس آتورني تتجاهل كليا هذا المبدأ أو الطريقة في صنع الفيجوال نوفلز، حيث تقسم اللعبة لقضايا ( أو ما يمكن اعتباره بحلقات متعددة ) منفصلة قصصيا أو يجمعها حدث رئيسي كبير، ولا وجود لعلاقات الهاريم و حتى أن فينكس رايت لا يمتلك علاقة رومانسية حقيقية في اللعبة

كما أن ألعاب الفيجوال نوفل عادة لا تقدم أي عامل لعب أو طريقة لعب حقيقية
بينما تمتلك ألعاب فينكس رايت عناصر البحث و الاستكشاف، حيث تتفحص الخلفيات و تحصل على وصف للعناصر الموجودة في الخلفية و قطع الأثاث و ما إلى ذلك بطريقة مشابهة لألعاب ريزدنت ايفل، بالإضافة إلى أن عنصر الألغاز و الذي يتمثل في معرفة الدليل المناسب الذي ينبغي استخدامه في قاعة المحكمة، مما جعل فينكس رايت تجربة أكثر إثارة و أقرب لمفهوم “لعبة فيديو” من غيرها

يمكننا أن نرى جيدا كيف بزغ نجم شو تاكومي بعد هذه النجاحات، حيث أمرت كابكوم الفريق هذه المرة بصنع لعبة جديدة من سلسلة ايس اتورني لجهاز الننتندو الـDS، إلا أن الشركة اشترطت شرطين على فريق العمل للعبة الجديدة، الشرط الأول هو عودة بعض الشخصيات السابقة المحبوبة في السلسلة، أو عودة فينكس رايت على الأقل، أما الشرط الثاني فكان يتعلق بالقصة و لم يكشف عنه فريق التطوير و لذلك لم أتكمن من معرفته أبدا، هذه المرة تم بناء الجزء الرابع من السلسلة من الصفر على جهاز ننتندو DS لتحمل اللعبة استخدامات رائعة لخواص الجهاز و تحقق نجاحا تجاريا كبيرا حيث تجاوزت حاجز النصف مليون نسخة في اليابان لوحدها عام 2007 أما أمريكا و أوروبا فقد كان عليهما الانتظار لعام 2008 للحصول على اللعبة. من الجدير بالذكر بأن تاكومي لم يقم بإخراج هذا الجزء مباشرة و إنما ترك عملية الإخراج لصديقه القديم إيندو واكتفى بتشكيل القصة الرئيسية بالإضافة إلى كتابة كلمات و تلحين أغنية Guitar’s Serenade.

بعد ذلك بدأ الرائع شو تاكومي بتصميم لعبة جديدة كليا لجهاز ننتندو DS و هذه المرة خرجت اللعبة عن نطاق الفيجول نوفل لتتجه إلى الألغاز بشكل رئيسي، و كعادته اقتحم تاكومي هذا النوع من الألعاب بفكرة لا تضاهى في غموضها و غرابتها لتحافظ على الأسلوب الغامض أو البوليسي الذي يهوى تقديمه، حيث يموت بطل اللعبة في الدقيقة الأولى لتتحكم بعد ذلك بشبحه الميت و عليك أن تعرف من قتله و لماذا ! حملت اللعبة اسم Ghost Trick وحصدت ثناء عالميا منقطع النظير و حصلت على العديد من جوائز “لعبة العام 2011” للأجهزة المحمولة، على الرغم من ذلك لم تنجح جوست تريك في تكرار النجاحات السابقة لسلسلة ايس اتورني حتى هذه اللحظة على الأقل، فهذا النوع من الألعاب ينتشر ببطء بفضل الانطباعات الجيدة من اللاعبين و لا ينطلق بقوة عادة، إلا أن اللعبة على كل حال كانت مخيبة للآمال تجاريا و لم تحصل على إصدارة مكملة مع الأسف، مع أنني شخصيا أعتقد بأن جوست تريك هي أفضل ألعاب تاكومي عبر مسيرته الطويلة .. ربما لا تكون أفضل من ألعاب فينكس رايت قصصيا لكنها حتما أفضل على صعيد اللعب مع الألغاز المذهلة و المفككة للعقول.

المشروع التالي ( كأغلب مشاريع تاكومي ) جاءت ولادته بطريقة قيصرية، حيث التمعت الفكرة في ذهن المصمم الكبير في كابكوم سابقا كيجي إنافون لإنتاج لعبة مشتركة تجمع بين فينكس رايت و سلسلة بروفيسور لايتون، دائما ما كان انافون ينظر إلى النجاحات الكبيرة في العالم الغربي و يأمل بأن تحقق الألعاب اليابانية لكابكوم نجاحات مشابهة، حيث أراد أن يدفع بسلسلة فينكس رايت إلى الأمام و رأى بأن التعاون مع ليفل5 سيكون مثمرا للغاية مع المبيعات الكاسحة للايتون خاصة و أن أكيرو هينو من محبي فينكس رايت و كانت مصدر الوحي الرئيسي للايتون ! لم يعارض هينو المشروع أبدا إلا أن إنافون كان يعتقد بأن تاكومي سيرفض المشروع، و بالتعاون مع هينو نجح الاثنان في إقناع شو تاكومي بصنع و إنتاج اللعبة الجديدة شريطة أن يمسك تاكومي شخصيا كتابة اللعبة الجديدة و هو ما كان، و حتى لحظة كتابة هذه السطور لم تصدر هذه اللعبة في الأسواق و لم تحصل حتى على إعلان غربي وهو ما أرجو أن يكون مسألة وقت فقط !

إلى هنا نختتم مسيرة المصمم العبقري شو تاكومي، فإذا خسرت كابكوم شينجي ميكامي و هيداكي كاميا و إينابا و أفراد فريق الاستوديو الأسطوري رقم 4، فهي لا زالت تملك هذا المصمم الرائع الذي لا زال يتحفنا بألعابه الواحدة تلو الأخرى، حاملا إلينا عبق الماضي العريق و أملا في مستقبل أفضل !

ألعاب شو تاكومي في سطور :

Resident Evil 2 DualShock ( مخطط )
Dino Crisis ( مخطط – مخرج مساعد )
Dino Crisis 2 ( مخرج )
Phoenix Wright Ace Attorney ( مخرج – كاتب السيناريو )
Ace Attorney Justice for All ( مخرج – كاتب السيناريو )
Ace Attorney Trials & Tribulations ( مخرج – كاتب السيناريو )
Apollo Justice ( كاتب السيناريو )
Ghost Trick ( مخرج – كاتب السيناريو )
Professor Layton vs Ace Attorney ( كاتب السيناريو )

شارك هذا المقال