بحثا عن أي تطوير ملحوظ في اللعبة لايمكن إلا القول أن هذا الجزء يتبع مسار الجزء السابق، مع بعض التحسينات على ذكاء الأعداء الإصطناعي وحالة الطقس التي تغير من حالة المضمار، فيوم مشمس جميل يجعل حركة السيارة أفضل بكثير ولكم أن تتخيلوا مايحدث حين يكون العكس، العمل على هذا الأخير يبدو أفضل والأجواء ستتغير كلما تغيرت حالة الطقس يوم السباق، اللعبة تحاكي سباقات الـF1 وعليه فإن أكثر مايمكن القيام به هو التحكم بما تقوم به السيارة، تسرع، تخفض السرعة وتستدير، في حين يمكن أن تقلل المتاعب وتختار نمط اللعب السهل، أن تفعل خيارات المساعدة وتجعل رفع السرعة وتخفيفها أتوماتيكيا، كما أن هذا الخيار يجعلك تحصل على كل المساعدات الممكنة، خط على طول المضمار ومايشبه طيف سائق يشبهك يسبقك على الطريق أثناء التدريب، خلاصة القول لك كل شيئ لتربح فإن لم تفعل فما عليك سوى رمي اللعبة على الرف لأن النوع لايناسبك.
رغم ذلك كله ذكاء المنافسين الإصطناعي يتباطؤ أحيانا جاعلا منهم سائقين يفكرون في تخطيك في المنعرجات والمسارات ذات المنعطفات الثنائية والنتيجة إصطدام مباشر فإما أن تتحول من المرتبة الأولى للأخيرة في ثوان معدودة وتعيد السباق من الأول أو أن تستسلم وتأخد سيارتك للمخزن غير راض عن النتيجة، ذاك يبدو من دون شك محاكاة لألعاب السباق لكن أحيانا ولنركز معا على كلمة أحيانا يخطئ المتسابقون تحديد الوقت المناسب لتخطيك، غير ذلك فالتحدي الذي يطبعونه داخل المضمار أفضل من الجزء السابق، وحديثا في نفس السياق فرغم أن اللعبة تعرض صعوبة لكل لاعب بين المبتدئين والمحترفين إلا أن هناك قبسًا زائدا، فأحيانا توجب عليكم تخطي عدد كبير من السائقين في دورات صغيرة محدودة بعد أن تنطلقون في أخر المراكز، الصعوبة تبدو أحيانا مبالغا فيها وغير واقعية البثة، لذا أفضل الإختيارات يبقى مابين السهل والصعب، حينها ستبدو اللعبة لعبة ممتعة لا تحديا صعبا يجعل الكل يرمي وحدة التحكم وينصرف، غير ذلك فالعمل على تطوير جزء أفضل واضح والإهتمام بأسلوب اللعب يغني التجربة، لايمكن قول ذلك لباقي أنماط اللعب للاسف مع نسخ ولصق لسابق الأجزاء مع أنماط إضافية تختلف في الإسم لاغير.
مع مظهر أبسط في مايخص القوائم الرسومات أضحت أفضل بقليل، وربما لن يستطيع أحد رؤية الفرق بين نسخة 2011 و 2012، لايمكن القول بأن هذا الجزء تخطى حاجز الجيد كثيرا فلم تتحرك شوكة العداد سوى لسنتمرات قليلة، كل مضمار في السباق حضي بعناية خاصة إلا أن البعض منها يبدو وكأنه صمم على السريع ويفتقر لبعض التفاصيل، السيارات عكس ذلك هي مايمكن القول أنه حضي بساعات العمل الشاق، العجلات تبدو حقيقية وسيحدث أن تلتصق بعض الأشياء بها حين تخرجون عن المسار وبعد مدة تعود لوضعها كما كانت، إنعكاس الضوء على هيكل السيارات اللامع يضفي طابعه الخاص ولمسته السحرية لجمال مركبات الـF1، تغير الكاميرا أثناء اللعب يجعلك تحصل على زوايا رؤية مختلفة ولعل أفضلها النظرة من قلب السيارة، الإحساس بالسياقة والسرعة يبدو حينها أفضل وأفضل بكثير، التصميم الخاص بكل المركبات ممتاز رغم بعض الجوانب التي توجب صقلها، أما الكل فحافظ على جودته من الأجزاء السابقة وخاصة الأخير، لايمكن الأن تحديد الأبهى والأروع من ناحية الرسومات كون الإختلاف لايظهر حقا، اللعبة تتضمن بعض العروض التي يمكن القول عنها أنها زينة اللعبة لاغير وسواء كانت جيدة أو سيئة فلاهم، المهم كيف تشعر حين تصبح خلف المقود.
إعطاء لمسة واقعية لسيارات اللعبة يعني إعطاء بعض الإهتمام للأصوات، لايمكن قول الكثير عن هذا الجانب فحين تلعب لعبة من هذا النوع كل مايمكن أن يلتصق بأذنيك هو صوت المحركات المزعج الشبيه بطنين دبور عملاق، الإختلاف بين أصوات المحركات موجود لكن عادة سيارات الـF1 تصل لسرعة تجعل الصوت المسموع يصبح واحدا، ولك أن تتخيل نفسك وأنت تتجاوز أحدا بسرعة كبيرة أو العكس، فذلك لن يتغير سواء تقود سيارة فيراري حمراء أو ميرسيدس رمادية، مركبة برتغالية أو عربة سريعة إسبانية، أسواء تقود على مضمار في أبو أظبي أو في أوربا، الأصوات لم تكن على المطورين مهمة صعبة لكن لكي لانكون ظالمين، الأصوات جيدة إلى ممتازة والتأثريات التي ترافق كل سباق تخلق التجربة التي ينتظرها اللاعبون.
من يبحث عن تجربة جديدة بالكامل سيخدل، أما من يبحث عن تمديد هوسه بألعاب الـF1 فهذا الجزء خيار جد مناسب، للوافيد الجدد نصيب الأن وللمحترفين الأشداء كذلك، سواء كان الأمر مقتصرا على قضاء بعض الساعات في طور اللعب الحر أو قيادة نجم صاعد ضمن مسار معين، من يهوى ألعاب السباقات الواقعية سيسر بتلقي هذا الجزء، حتى وإن كان يحمل كما قليلا من الأشياء الجديدة إلا أنه حافظ على الوصفة الناجحة مع بعض المقادير الإضافية المرحب بها وبشدة، Codemasters مجددا قدم لعبة سباقات ناجحة، نأمل أن يكون اللقاء القادم أفضل بكثير، والمعنى لايخص التجديد على مضامير السباق أو إضافة وجوه معروفة وإنما إضافة مايمكنه إثارة الإنتباه.