واحد من أكثر المشاريع الطموحة والمتعترة، بعد العديد من الأفكار الجيدة والجديدة في عالم ألعاب الفيديو لم يكن مقدرا لإسم Of Orcs and Men الظهور كما كان مقررا له أين يظهر والساحر الذي كان ينوي أن يفتن عقول الكثيرين إكتفى ببعض الحركات البسيطة والخدع القليلة، فليس كل يوم نسمع عن تعاون أستوديوَي تطوير لإنهاء عمل توقف لمدة وعاد من جديد، رغم ذلك Of Orcs and Men ينجو بأعجوبة من السقوط في الهاوية بفضل بعض المحاسن.
دام التخطيط لـOf Orcs and Men كثيرا، وتم إعتماد سيناريو موزون مع قصة تتمع ببعض الفرادة، لكن كثيرا مع تقع أستوديوهات التطوير في مشاكل مالية كبيرة تجعلها توقف العمل نهائيا أو تغيره، هو ذا حال لعبة الـRPG/مغامرات الغربية هته، ومدة التطوير كما التكلفة تقلصت ما جعل المطورين يحذفون الكثير ويسّرعون الكثير للخروج بلعبة كان بالإمكان أن تكون أفضل وأفضل بكثير، فريق Spiders رغم ذلك حاول تقديم أكثر مايمكن الوصول إليه بالوقت والتكلفة الممنوحين إليه رفقة أستوديو Cyanide، في حين تولت Focus عملية توزيع اللعبة.
كونها تتمع بأطول الأعمار (مدة إنهاء اللعبة) فألعاب الـRPG تبقى النوع المناسب لتصريف أكبر عدد من الأفكار داخل السيناريو، كما تعتبر النوع الذي يحتاج حقا لقصة مثيرة تستطيع إبقاء اللاعب أمام شاشته طول مدة اللعب من أول المهام حتى النهاية، Of Orcs and Men تحسن تقديم محتوى مشرف من هذه الجهة مع فصتها المختلفة عن المعتاد.
ألعاب كثيرة عرضت الغيلان (Orcs) كمقاتلين أشداء وأعداء ضخام تقودهم الضغينة والغضب، وكالعادة الإنسان بكل ماتحمله طبيعته من غريزة البقاء وكل الأشياء الفظيعة التي يمكن أن يقوم بها للقاء حيا هو الجانب الطيب، لكن حان الوقت لنقلب الساعة الرملية ونشاهد الأمور من نظرة مختلفة بالكامل، ففي زمن يعيش فيه الجنس البشري في رغد وينام على قطع الذهب تعيش باقي الأجناس تحت رحمته، طمعا في خلق إمبراطورية ضخمة تم إستعباد جنس الغيلان (Orcs) لقوتهم وقتل جنس العفاريت (الأقزام الخضراء-Goblin) باعتباره الجنس الأقبح والأحقر والأخبث، وقام البشر ببناء جدار يعزل ذوي اللون الأخضر عنهم، على الأقل من تبقى منهم…
…حينها تتكون “المقاومة” من الجنسين وبالتحديد من الغيلان ومايسمون أنفسهم بالـ”Bloodjaws”، وسيتم التخطيط لوقف العبودية والمجزرة القائمة في العالم من خلال مهمة إنتحارية يشارك فيها ذوي الجلدة الخضراء لقتل الإمبراطور المتحكِم الأكبر بأراضي البشر، والشخص الموكلة إليه هذه المهمة هو أشرس الغيلان، المسمى “أركايل” وسيرافقه العفريت الذكي والمتحايل “ستيكس” والذي يمثل لمسة كوميدية للكل.
كما يبدو عليه في أغلب الإنتاجات التي تحضر فيها شخصيتين فواحد يكون ضخما وقويا في حين يكون الأخر صغيرا وخفيفا، فلنعتد على الإسمين من الأن لنسهل الأمر، الأول هو “أركايل” (الغول)، الثاني هو “ستيكس” (العفريت-القفزم الأخضر)، بداية اللعبة ستكون بالأول وبعد تعلم نظام القتالات في اللعبة وبعض الأساسيات سينضم الثاني لكم، كل ماتوجب عليكم بعدها هو التعاون لبلوغ الهدف، وبالإمكان في أي وقت من اللعبة التغيير بين الشخصيتين حتى أثناء القتالات بضغط زر واحد (Y، نسخة الـXbox، مثلث في نسخة الـPS3)، غالبا مايكون الأمر مشابها في ألعاب كثيرة مايجعل الذكاء الإصطناعي يتحكم بالشخصية المرافقة وتحركاتها لكن السيئ هنا أن اللعبة بالكامل موجهة للعب الفردي، وفي حين كنا نأمل رؤية نظام لعب تعاوني (CO-OP) سواء على نفس الشاشة أو عبر الشبكة فالتجربة تجربة الشخص الواحد، رغم أن اللعبة كان بالإمكان أن تبدو أجمل بتشارك أكثر من شخص واحد هذه المهمة النبيلة.
اللعبة من أولها لأخرها لاتحمل جديدا يذكر بخصوص القتالات إلا النظام الذي تحتويه، ما إن تدخلون في مواجهة العدو يتم تفعليه (لايمكن توجيه الضربات دون حضور عدو)، يتم تحديد الأهداف أتوماتيكيا كما يمكن أن تغيروا من واحد لواحد بأنفسكم، أين التفرد إذا ؟ حتى إن كانت اللعبة شبيهة بألعاب الـRPG الغربي وبمقدوركم التنقل داخل أرض المعركة بحرية فتوجيه الضربات للأعداء يتم عبر قائمة دائرية خاصة بالضربات، أخرى بالضربات الخاصة وواحدة إضافية للضربات المشتركة، نظام القتالات يعمل بشكل تتابعي، في أسفل الشاشة هناك أربع خانات دائرية فارغة، كل واحدة منها تعني خطوة، الدائرة الأولى هي ماسيقوم به البطل كخطوة أولى، الثانية هي خطوته الثانية وهكذا…
…ماعليكم فعله هو فتح قائمة الضربات الدائرية، إختيار هجوم معين والضغط عليه، حين تفعلون سينضاف الهجوم لواحدة من الخانات الدائرية الأربع في أسفل الشاشة، يمكن اختيار هجوم واحد يبقى البطل يكرره على الأعداء بشكل أتوماتيكي حتى تفكرون في تغييره، سأوضح أكثر، مثلا باختيار الغول يمكنكم توجيه ضربات باليد أو بالسلاح، فتح قائمة الضربات يسمح بالإختيار بينها، فلنقل أنكم تريديون أن يضرب البطل ضربتين بيده وضربتين بالسلاح، كل ماعليكم فعله هو إختيار الضربة والضغط عليها لإضافتها للقائمة في أسفل الشاشة، وتدعون الباقي على شخصيتكم، حيث سيتبع ترتيب الضربات حسب الخانات، سيكون الأمر على هذا النحو، الخانة الأولى بها ضربة باليد، إذا البطل سيضرب بيده، الخانة الثانية بها نفس الضربة، إذا سيعيد نفس الضربة، الخانة الثالثة والأخيرة فيها هجوم بالسيف، إذا سيهجم مرتين بالسيف.
الأمر قد يبدو معقدا من هنا، لكن أسلوب القتالات في اللعبة شيئ جديد ومتفرد رغم أنكم ستأخدون وقتا للحصول على هجمات جديدة تفعلونها بنقاط الخبرة التي تحصلون عليها، كل ضربة أو هجوم يسبب أضرارا معينة وتختلف حسب الأعداء أيضا، مع العلم أنه هناك هجمات مشتركة، كأن يلقي الغول بالقزم الأخضر على الأعداء، أثناء القتالات يمكن تبطيئ حركة الأعداء لإختيار ترتيب الضربات بشكل يناسبكم، بالإمكان حذف أموار الهجمات القادمة من الخانات لتعطيلها، كما يمكن وضع حركة دفاعية بذل هجمة، إلا أن الملاحظ أن الدفاعات غير ناجحة البتة والأعداء يهاجمون بشكل جماعي ومتتابع أحيانا جاعلين الغول الذي يأخد كل وقته لتفيذ ضربة واحدة يلغي ضربته ويجهز لأخرى مايجعل القتالات صعبة أحيانا، المشكل الأخر أنكم ملتصقون بالأرض فلا يمكن القفز ولا التدحرج ولا التفادي مايجعلكم تتلقون ضربات كثيرة من كل صوب دون أي طريقة لتفاديها، ستيكس أيضا يعاني نفس المشاكل، حتى إن كانت حركاته أسرع وأخف إلا أنه غير قادر على تفادي ضربات الأعداء، ميزته الوحيدة أنه قادر على الهجوم من بعيد الشيئ الذي ستستعملونه كثيرا للقضاء على الرماة على الأسطح، في حين يصبح أركايل أكثر نفعا مع الأعداء الضخام ومن يحملون الدروع.