Playdead المطور الجديد على عالم الألعاب استغرق سنتين في تطوير لعبة الآركيد Limbo. خلال التطوير كان هدف المطور الأول هو الحفاظ على رونق وأجواء اللعبة كما يريد، حيث لم يخضع لطلبات الناشر أو للنصائح الخارجية. برأيي لقد نجح المطور في فعل ذلك. خرجت لنا Limbo كواحدة من الألعاب المحافظة على مستواها طوال اللعب. لمن لا يعرف Limbo فهي لعبة ألغاز على شبكة الـXbox LIVE Arcade و ستكون موضوع حديثنا في هذه المراجعة الشيقة.
تتمحور اللعبة حول ولد غير مسمى يستيقظ في وسط الغابة المظلمة ويبدأ البحث عن أخته الضائعة. اللعبة ثنائية الأبعاد و مظهر اللعبة خالي من الألوان تماماً، ستعيش جو الظلام والظلال طوال اللعبة. اللعبة تحتوي العديد من الألغاز والأفخاخ طوال الطريق، البعض يصنفها من نوع trial-and-error أي أنك ستضطر للموت عدة مرات لمعرفة الحل حتى أن معظم الأفخاخ لن تكتشفها إلا بعد فوات الأوان. الألغاز ذات صعوبة متوسطة نوعاً ما، بالتأكيد لا تصل لصعوبة ألغاز Braid على سبيل المثال لكنني واجهت لغزين أو ثلاثة جعلتني أبحث عن الحل مراراً وتكراراً. قصة اللعبة غامضة جداً، لا يعلم اللاعب أي شيء مما يدور حوله سوا أن الولد يريد البحث عن أخته. حتى النهاية كانت غامضة جداً، لكن المطور ذكر أنه يريد من كل لاعب أن يتخيل ويفسر لب ومغزى اللعبة حسب ما يريد، وربما نهاية اللعبة الغامضة تلمح إلى مشاريع مستقبلية، الله أعلم.
كما ذكرت سابقا بيئة اللعبة خالية من الألوان، لن تشاهد في اللعبة سوى الظلال والسواد، وهو شي إيجابي حيث يعطيك جو الوحدانية والخوف من المجهول. يندر أن ترا أناساً غيرك في اللعبة، لكن إن حدث ووجدت غرباءً في طريقك، فإنهم إما سيهربون في الحال أو أنهم سيقاتلونك. خلال اللعبة ستمر بأكثر من نوع من البيئات. ستبدأ في الغابة، ثم بعد فترة ستنتقل إلى نوع من الحضارة والمباني ولاحقاً ببعض التروس المعدنية والمجسمات الميكانيكية. الألغاز متنوعة في اللعبة وذات أفكار ذكية. في البداية الألغاز ستعتمد على أشياء بدائية مثل الصناديق والكرات، وفي المراحل المتقدمة ستجد أشياءً أخرى مثل الأزرار المغناطيسية، وحتى التحكم بالجاذبية. بجانب الألغاز تتنوع الأفخاخ في أشكالها، هنالك المناشير، الأفخاخ الحديدية، الأسلحة النارية، والأراضي المكهربة. هنالك بعض الأشياء الإضافية التي تضفي تحدياً على أسلوب اللعب. على سبيل المثال، بعض الأحيان ستلتصق بك دودة صغيرة من نوع ما تجبرك على المشي في إتجاه إجباري ولا تمكنك من المشي في الإتجاه المعاكس. مثال آخر هو عنكبوت ضخم يلاحقك ويضيق عليك في أكثر من مناسبة.
نأتي الآن للناحية التقنية للعبة. الموسيقى في اللعبة نادرة. معظم ما ستسمعه في اللعبة هي مؤثرات المشي وحفيف الأشجار، وربما بعض مؤثرات الأصوات الكئيبة. مظهر اللعبة رائع للعبة ثنائية الأبعاد. خليط الظلال والضباب وفتات الصخور والأعشاب ونور القمر يجعل اللعبة تبقى في ذاكرة اللاعب لفترة طويلة. فيزيائية اللعبة أيضاً إحدى الجوانب الإيجابية . ربما لن يلاحظها اللاعب في البداية، لكن سيتضح ذلك لاحقاً حين يمر ببعض الألغاز التي تعتمد على التلاعب بالجاذبية.
حسناً، سأتحدث الآن عن النقطة التي ينتظرها أغلبكم، عمر اللعبة. للأسف اللعبة قصيرة للغاية، شخصياً قمت بإنهاء اللعبة في أقل من ساعتين ونصف. كان بإمكان المطور أن يقوم بإضافة المزيد لطور القصة خصوصاً أنه يمتلك محركاً جاهزاً تحت أنامله، لكنه اكتفى بما صنع. هنالك العديد من ألعاب الآركيد القصيرة لكن ما يجعل قصر Limbo أمراً سلبياً هو سعرها. في الحقيقة أرى أن 1200 نقطة أو 15$ (56 ريالا) سعر أكبر مما تقدمه اللعبة. ربماً كان الوضع أفضل لو كانت اللعبة بـ800 نقطة.
إن كنت تريد لعبة ألغاز ممتعة ولا تمانع كونها قصيرة، قم باقتناء اللعبة. أما إن كنت تستطيع الانتظار، فأنصحك بأن تصبر إلى أن ترى اللعبة معروضة بسعر أقل من سعرها الحالي.