لطالما كانت Tomb Raider أحد أهم الأسماء التي تمتلكها Eidos Interactive البريطانية. مر الاسم بفترات وفترات. حيث بدأت السلسلة بثلاثية رائعة، لحقتها بعض الأجزاء المخيبة. بعدها قامت Crystal Dynamics بالاستحواذ على تطوير السلسلة وإنعاشها بمحركٍ جديد وإعادة تصميم لـLara في Tomb Raider: Legend وبعدها في الرائعة Tomb Raider: Anniversary. في العام الماضي، قام عملاق اليابان Square Enix بشراء الأستوديو البريطاني. نتج عن ذلك مشروع Lara Croft and the Guardian of Light الذي يعتبر أول جزء في السلسلة لا يحمل اسم Tomb Raider. أراد بذلك المطور أن يفصل ما بين اللعبة وبين السلسلة الرئيسية، لأن اللعبة كانت ذات مضمون مختلف إلى حدٍّ ما عما عهدناه.
Lara Croft and the Guardian of Light هي لعبة بلاتفورم وآكشن من المنظور العلوي، كما هو الحال في سلسلة Diablo على سبيل المثال. اللعبة فريدة من نوعها، فهي تحتوي على عناصر من البلاتفورم، والألغاز والأكشن. اللعبة صممت وبنيت من الأساس لتدعم طور اللعب التعاوني، لكن للأسف اللعبة لا تدعم هذا الطور عن طريق الشبكة في الوقت الحالي. لن يكون بوسعك سوى لعبها لوحدك، أو مع صديقك بيد تحكم ثانية على نفس الجهاز. اللعبة تحتوي تنوعاً ممتازاً في البيئات والمناطق، العديد من الألغاز البسيطة، والأفخاخ، وأنواعاً هائلة من الأعداء والوحوش ابتداءاً بعناكبٍ صغيرة وإنتهاءً بزواحفَ عملاقة!
القصة مشابهة كثيراً لما اعتدناه في سلسلة Tomb Raider، لكن ما أود الحديث عنه هنا هو ميكانيكية اللعب. طريقة التحكم والتصويب عملية جداً. ستعتمد في ذلك على عصا الأنالوج للتصويب وزر RT أو R2 لإطلاق النار. هنالك أيضاً أزرار أخرى لتغيير الأسلحة، التفادي، القفز، ورمي حبل التسلق. هنالك أيضاً عدّاد للذخيرة. كل سلاح له نسبة استهلاك معينة للعدّاد، وتعتمد تلك النسبة على عوامل منها قوة السلاح وسرعة إطلاقه. هنالك بالطبع أيضاً عداد للطاقة كما اعتدنا. كذلك ستجد “نوافيراً” للعلاج وأيضاً مخازن للذخيرة تفيدك خلال لعبك. اللعبة بشكلٍ عام مبنية لطور اللعب التعاوني. سيقوم اللاعبان بالتحكم بـLara و Totec، أحد المحاربين المحليين. كل شخصية لها ميزة تميزها عن الأخرى مما يوجب على اللاعبين أن يساعدا بعضهما. Totec يمتلك رمحاً ذهبياً يمكن استخدامه كسلاح، ولكن ما يميز هذا الرمح هو إمكانية استخدامه للتسلق، حيث يمكن للاعب رمي الرمح على الجدران كي يسمح لـLara بالتسلق لأماكن لا تستطيع الوصول إليها بالطرق العادية. و Lara تملك ترسانة الأسلحة وحبل التسلق الذي تستطيع أن تلصقه في أماكن معينة بحيث يستطيع Totec المشي عليه وفتح الطريق للفريق. كلا اللاعبين يمتلكان قنابل يدوية غير منتهية يمكنهم إلقائها وتفجيرها عن بعد. لا تحزن إن لم تكن تملك أحداً تستطيع اللعب معه، فإن اللعب الفردي لا يشعرك بأي نقص في اللعبة على الإطلاق. سواءً لعبت لوحدك أم مع صديقك، اللعبة ممتعة جداً بكل تأكيد!
اللعبة ذات عمر طويل. تمكنت من إنهاء طور القصة فقط في 7 ساعات، وهو شيء أكثر من رائع بنظري خصوصاً أنها لعبة قابلة للتحميل. فوق ذلك، أمامك كمية لا بأس بها من القطع الأثرية المخبأة منك كي تجدها، وأيضاً مجموعة من الأسلحة القابلة للتجميع. تتنوع الأسلحة من مسدسات يدوية, إلى الرشاشات الأوتوماتيكية، قاذفات القنبل والصواريخ ونافثات اللهب. كل منها يتميز عن غيره في القوة وسرعة الإطلاق ونسبة استهلاك الذخيرة. كما تتنوع الأسلحة، يتنوع الأعداء. مما أعجبني في اللعبة هو كثرتهم وتنوعهم، فهنالك الصغير والكبير، القوي والضعيف. ليس فقط ذلك، هنالك بعد الأعداء الذين لا تؤثر فيهم أنواعٌ معينة من الأسلحة على عكس أنواعٍ أخرى. بعضهم يحتاج أن تفجره بالقنابل كي يتوقف عن الرجوع للحياة. بعضهم الآخر يمتلك دروعاً تحميه وهكذا. الزعماء كذلك ذوو صعوبة ممتعة. العديد منهم يمتلكون فكرة معينة لهزيمتهم، وهذا شيءٌ يحسب لصالح اللعبة. استمتعت كذلك ببعض الـ”سينمائية” في بعض المناطق، مثل الجسور التي تنهار خلال تقدمك والمباني والأعمدة المتساقطة، خصوصاً كيف أنهم تمكنوا من توظيفها في لعبة ذات منظور أيزومتري كالذي في اللعبة. لن أنسى كذلك الزعيم الأخير في اللعبة الذي كان من أروع اللحظات التي قضيتها مع اللعبة!
أيضاً من النقاط التي أعجبتني هي كثرة نقاط الCheckpoints بين المناطق. كذلك شبه إنعدام أوقات التحميل. بمجرد أن تبدأ مرحلةً معينة، ستتمكن من المرور بها كاملة دون الحاجة لظهور شاشة التحميل (إلا في بعض المراحل القليلة). أيضاً، الأجسام والكرات التي تستعمل في حل الألغاز وأيضاً الرماح الذهبية المعلقة على الجدران ستبقى دائماً في مكانها مهما ذهبت في المرحلة، حتى وإن قمت بمغادرة المنطقة بكاملها. أعجبني كذلك تنوع البيئات في اللعبة. لن أذكر ماهية هذه البيئات لكم كي أترك لكم فرصة الاستمتاع بها بأنفسكم، لكن أستطيع القول بأنهم تمكنوا بإعطاء كل جزء معين من اللعبة “جوّهُ” الخاص به. بجانب أهدافك الرئيسية في طور القصة، ستجد أحياناً بعض الغرف الجانبية أو “mini dungeons” كما يسميها بعض اللاعبون، حيث تحتوي على بعض الألغاز الإضافية التي تخفي قطعاً أثرية تستطيع الكشف عنها و تجميعها. هنالك بعض التحديات الإضافية في كل مرحلة تعتمد على العناصر التي تحتويها تلك المرحلة. على سبيل المثال، هنالك تحدي إضافي يطلب منك أن تقوم بتكسير جميع الأعمدة في المنطقة، أو أن تقوم بتفجير جميع السيارات، أو أن تقوم بإنهاء لغز او جزء معين من المرحلة تحت وقت معين وهكذا.
للأسف يبدو أن المطور لم يبذل جهداً كبيراً في إصلاح ومعالجة المشاكل التقنية. لا أرغب بأن “أصنع قبّةً من الحبة” كما يقال. لكن للأمانة، واجهت عدداً من المشاكل والأخطاء التقنية خلال لعبي. على سبيل المثال، تأتي فترات يقف فيها العدو تماماً وسط الساحة دون أن يتحرك. وفترات اخرى لا تقوم الشخصية بالتسلق من الزاوية التي توجهت إليها. واجهت موقفاً في إحدى المراحل، حيث استطعت، عفوياً، أن أقوم بحبس نفسي تماماً في داخل منطقة صغيرة. بعد ثلاثين دقيقة من الذهاب والرواح بحثاً عن أي طريق للخروج، لم يكن بوسعي سوى أن أقوم بإعادة المرحلة بالكامل. عموماً، ما ذكرته هي مجرد سلبيات سطحية تماماً لا تؤثر على متعة اللعب. ربما كان سببها التطوير السريع للعبة.
على أية حال، أستطيع بكل تأكيد القول بأن Crystal Dynamics تمكنوا من وضع أسسٍ قوية لسلسلة جديدة أرى -وأتمنى- أن تستمر.