تعالوا لنستمع و نقرأ هذه الحكايا و الخربشات دعونا نترك قليلا شبكة الإكس بوكس لايف أو البلاي ستيشن نتوورك ، ضعوا سماعات البلوتوث المفسدة للسمع هذه جانبا و انضموا إلينا فلعبتنا التي نتكلم عنها اليوم مختلفة كثيرا ، ليس هناك جنود لتطلق النار عليهم و لا مصاصي دماء و مذؤوبين لتمزقهم بسوطك المحبب ، فقط هناك بطلنا الهادىء كايل هايد و الذي تدور معه هذه المغامرة قبل 30 عاما في المبنى المعروف بـCape West و الذي كان فندقا بالأصل و تحول إلى شقق سكنية ، و هي مكان السكن المفضل لكايل هايد و الذي يقضي كثيرا من أوقاته في “مقهى الحظ” التابع للمبنى وهو يحتسي القهوة اللذيذة ، إلى محبي الألعاب الروائية و محبي لعبة هوتل دسك و تحية وداع إلى فريق Cing نقدم هذه المراجعة .
فريق Cing قدم لعبة Trace Memory الرائعة على جهاز ننتندو DS في بداياته ، تريس ميموري كانت لعبة مغامرات مميزة و تدمج بين السرد الروائي الجيد و المغامرة المثيرة و قد تمت مراجعة هذه اللعبة من قبل هنا على صفحات ترو جيمنج بحلته القديمة ، و من ثم اختار الفريق التركيز على النمط الروائي و قدم لنا لعبة هوتل دسك و إحقاقا للحق فهوتل دسك كانت رائعة للغاية و منحتني الكثير من الذكريات الجميلة و هي المغامرة الأولى لبطلنا كايل هايد المحقق السابق ، لكن هوتل دسك أيضا افتقدت لحس المغامرة المميز المتواجد في لعبة تريس ميموري و للأسف لم تحقق اللعبة نجاح تجاري يذكر ، خاصة و أن هذا النوع من الألعاب و المرتكز على القصة و المحادثات بالدرجة الأولى لا يلاقي شعبية كبيرة ، فريق سينق دخل في مشاكل مالية وأعلن إفلاسه بعد إصدار لعبته الأخيرة و هي لعبة “النافذة الأخيرة” التي نراجعها لكم اليوم .
أحداث هذه اللعبة تدور في عام 1980 و بعد أعوام قليلة من أحداث هوتل دسك الأولى ، اللعبة تقدم طابع غربي مميز ستلاحظ الطراز المعماري القديم للشقق و طريقة تصميم الأثاث و الأدوات الكهربائية القديمة ، اللعبة تحاكي أجواء عام 1980 بشكل متقن حتى من ناحية الموسيقى ، كايل هايد محقق سابق أطلق النار على شريكه السابق في شرطة لوس أنجليس LAPD و من ثم ترك الخدمة ذلك بعد أن اكتشف خيانة صديقه ، الان Ed وهو محقق قديم أيضا و يدير شركة صغيرة تدعى Red Crown قد ضم إليه كايل للعمل كمندوب مبيعات متجول ، و ربما لا تكون هذه الوظيفة مناسبة تماما لكايل لكن الحقيقة أن شركة ريد كراون الصغيرة تخفي خلفها الكثير أيضا فهي تقوم ببعض النشاطات الخاصة و تبحث عن أشياء مفقودة و تقوم بتسليمها للزبائن و هذه هي وظيفة كايل الحقيقية .
في مبنى Cape West تصل رسالة من مجهول إلى كايل تطلب منه البحث عن ما يعرف بـScarlet Star ، و من المفترض ان البحث عنها ( و هي قطعة ثمينة من المجوهرات ) سيصل بكايل إلى معرفة حقيقة مقتل والده في جريمة وقعت قبل 25 عاما ! و هكذا تبدأ لعبتنا هذه ، تدور أحداث اللعبة بأكملها في مكان واحد وهو الفندق السابق كيب ويست و مكان سكن الشخصية الرئيسية للعبة ، حيث يتعرف كايل إلى قاطني المبنى و يبدأ باكتشاف أسرارهم و معرفة الماضي الداكن خلفهم ، و يكتشف أيضا الكثير من الحقائق و الخبايا حول هذا المكان و الجرائم السابقة التي حصلت فيه ، فلعبة النافذة الأخيرة ( كما كانت هوتل دسك من قبلها ) لعبة قصصية بوليسية بالمقام الأول .
حسنا كيف تلعب لاست ويندو ؟ طريقة اللعب الأساسية باللعبة بسيطة للغاية ، و هي تعتمد على إجراء المحادثات مع “جيرانك” في النزل و حل الألغاز ، ستتعرف أكثر إلى شخصيات اللعبة عندما تحادثهم و عندما تعرض عليهم بعض الأشياء التي تقوم بجمعها ستصبح لديهم قابلية أعلى للحديث ، طاقم الشخصيات يبدو متنوعا بشكل جيد فهناك الأرملة الجميلة ماري التي قتل زوجها قبل عدة أعوام ، ماري هي أكثر شخصية أعجبتني في اللعبة بشكل عام و كانت تمتلك قصة رائعة حقا ، و هناك الموسيقي العصري توني وولف و بالتأكيد مالكة الفندق السيدة مارجاريت باتريس أو “ماجز” كما يطلق عليها ، هناك أيضا المزيد من غريبي الأطوار كـ ديلان وهو احد السكان و المسؤول بنفس الوقت عن أعمال الصيانة في المبنى ، على أية حال سأقول بأنني أحببت الطاقم المتواجد في هوتل دسك أكثر من لاست ويندو لسببين : السبب الأول هو التنوع الأكبر في الشخصيات فلدينا طفلة مع والدها و لدينا طالب مراهق و عجوزة و شخصيات متعددة و مختلفة تماما ، بينما لا يبدو طاقم لاستو ويندو على نفس الدرجة من التنوع و الأصالة و الواقعية ، و السبب الثاني ربما .. أن اللعبة لا تقدم نفس مستوى التحدي في اكتشاف قصص النزلاء و هذا أمر غريب للغاية أزعجني كثيرا بهذه اللعبة ، الحصول على شاشة game over أصبح محدودا للغاية و لم يعد مهما ما تختار من أسئلة لتطرحها على الشخصيات الأخرى ، حيث تم استبدال هذا النظام بنظام آخر أكثر إزعاجا حتى حيث أنك ستخسر اللعب في حالة التصرف بشكل خاطىء في بعض المواقف ، و لذلك فسترى شاشة النهاية في لحظات و مواقف غريبة و غير متوقعة و مزعجة للغاية .