لا بد و أنكم تشعرون مثلي بالشوق الشديد لقنفذ سيجا الأزرق ذو الأشواك المدببة الحادة. ليس لأنه لم يظهر بأي لعبة منذ زمن طويل، و لكن لأنه لم يظهر بلعبة “جيدة” منذ سنوات. نعم فريق سونيك تيم تخبط كثيرا في الآونة الأخيرة حيث أن السلسلة أصبحت أشبه بمستنقع تجارب لأفكار لم يفلح منها شيء. كان هذا قبل أن تعلن سيجا عن مشروع جديد و غامض باسم “بروجيكت نيدل ماوس” وهو ذات الاسم الكودي الذي تم إطلاقه على سونيك الأولى عندما تم تطويرها للمرة الأولى على جهاز سيجا جنسس. حسناً هذا الإعلان كان مثيراً للحماس بالتأكيد وانتهى المطاف بسيجا لتكشف و تقدم سونيك4 المنتظرة أخيراً و التكملة الحقيقية لألعاب سونيك على جهاز الجنسس! و ها هي أخيرا بين أيدينا و ها نحن نراجعها لكم.
تصميم المراحل
ربما تكون هذه النقطة من أكثر النقاط أهمية و التي ينتظر الجميع معرفتها. كيف جاء مستوى تصميم المراحل في سونيك 4 و هل يرقى إلى مستوى أجزاء الجنسس؟ الجواب بكل بساطة سيكون “يعتمد”. لن أقول نعم أو لا بالتأكيد و لذلك سأبدأ الحديث عن مستوى التصميم في عوالم اللعبة الأربعة بالتفصيل.
العالم الأول Splash Hill Zone ربما يكون الأكثر شبهاً بالأجزاء القديمة و الجزء الأول خصوصاً، إلا أنه لم يكن بالجودة التي توقعتها و هو خالي من أية أفكار جديدة تقريباً لدرجة أنني شعرت بأنه مجرد ريميك أو إعادة تصميم لذات العالم من الجزء الأول بدلا من كونه مرحلة جديدة. اللعب في سبلاش هيل زون لم يكن ممتعاً بما يكفي بالرغم من كونه مثيرا للذكريات و ستنجح في إنهاء المراحل الثلاث في دقائق معدودة. العالم الثاني Casino street Zone مستوحى بوضوح من أحد عوالم الجزء الثاني، و بينما تم تقديمه بإتقان و بطريقة تثير الكثير من الذكريات لدى جمهور السلسلة القديم، إلا أنه أيضا يفتقر إلى التشابك و التعقيد في تصميم المراحل و أنا متأكد بأنني لم أنهي مراحل الكازينو القديمة بهذه السرعة سابقا! لكن المرحلة الثالثة كانت رائعة و مبتكرة حقا و هي أول مرحلة في سونيك 4 جعلتني أشعر بأنني ألعب لعبة جديدة في الواقع و ليس المزيد من المراحل القديمة برسوميات أجمل فقط.
لننتقل إلى Lost Labyrinth Zone وهو العالم الثالث و قبل الأخير في اللعبة. هنا شاهدنا الكثير من الأفكار الجديدة. المراحل أصبحت مليئة بالمنصات و القفزات، المرحلة الأولى مليئة بالصخور المتحركة المتساقطة، أما المرحلة الثانية و هي الأروع فستجعلك تلعب في ممرات من الظلام الدامس و انت تحمل مشعلا ينير لك الطريق. بينما تعود المرحلة الثالثة إلى أجواء مراحل الماء الكلاسيكية في ألعاب سونيك، لكن المرحلة لم تكن مصممة بشكل يجبرك على اللعب بسرعة و بحذر و إذ أنني لم أخسر او أتوقف أبدا في هذه المرحلة على عكس المراحل المشابهة في الألعاب القديمة و التي كانت تضطرني إلى الهرب من الماء بكل ما أملك من سرعة و براعة حتى لا أتعرض إلى الغرق! لننتقل بالحديث إلى العالم الرابع .Mad Gear Zone حسنا هذا هو العالم الأفضل في اللعبة بأكملها هنا شعرت بأنني ألعب لعبة سونيك حقيقية من عصر الجنسس فعلاً! اللعب كان مليئاً بالمنصات و الفخاخ المميتة الكثير من القفزات و المناطق التي تحتاج منك إلى توقيت مثالي و بأجزاء من الثانية لتنجح في النجاة و العبور ، و كم كنت أتمنى لو كانت اللعبة بأكملها بهذا المستوى التصميمي! و في الحقيقة فهذا العالم رفع من مكانة اللعبة بأكملها عندي و جعلني متحمسا الآن للحلقات القادمة.
من الواضح أن مستوى التصميم في اللعبة قد عاد إلى طريقة الأجزاء القديمة و ستجد الكثير من المنصات و الفخاخ المميتة (ربما ليس بالقدر الكافي الذي تمنيته) و لكنه أفضل بالتأكيد من الألعاب الأخيرة التي تحولت إلى “ألعاب للركض” فقط لا أكثر ، هذه المرة سونيك تعود كلعبة بلاتفورم من جديد. نقطة بسيطة أود إثارتها: شعرت بأن الأماكن التي وضعت بها صناديق الحماية و صناديق السرعة لم تكن جيدة إذ أنها دائما بطريق اللاعب و العثور عليها لا يوجد به أي تحدي. و في الأصل لم أشعر أنني بحاجة إليها و كنت أفضل لو تم تصعيب الحصول عليها بشكل أكبر تماماً كما كان سابقاً (أو زيادة صعوبة المراحل على الأقل).
اللعب
كما ذكرت قبل قليل ، اللعب أصبح مليئا بالقفزات و المنصات تماما كما كان في الأجزاء السابقة لن تجد هنا أي مرحلة من نوع (أركض و استمتع)، سونيك يقفز، يتدحرج و يمتلك خاصية جديدة أيضاً و هي خاصية الـhoming attack القادمة من سونيك أدفنتشر. و للأسف فإن هذه الخاصية التي تعمل على التعيين على الأعداء أو الأدوات و من ثم القفز عليهم بشكل أوتوماتيكي تساهم في جعل اللعبة أكثر سهولة. و حتى أكون صريحا لم تعجبني كثيرا بالرغم من أن التطبيق بحد ذاته لم يكن سيئاً.
حسناً هل يعني هذا بان سونيك 4 تقدم نفس المستوى من اللعب كما كانت الأجزاء السابقة؟ في الواقع فإن الجواب هو: لا و السبب بسيط للغاية. سونيك4 هي لعبة أقل من متوسطة من ناحية الفيزيائية و التحريك. حركة سونيك تبدو مختلفة كلياً عن السابق، بداية سونيك أصبح بطيئا للغاية في مرحلة التسارع حيث أنه يأخذ ثوان طويلة للوصول إلى سرعته القصوى مما يبعث على الضيق. ليس هذا فحسب، فهنالك أخطاء فيزيائية واضحة في اللعبة و لم تكن موجودة مسبقا من قبل، أحياناً ستجد سونيك يتسلق على الحوائط العامودية “ماشياً” و حتى أن دحرجة سونيك (أو الـspin) غير متقنة على الإطلاق. على العموم هذه النقطة هنا لم تهدم اللعبة و لكنها منعتها من الحصول على شعور مطابق لألعاب الجنسس. و أتمنى بشدة أن يتم تحسين اللعبة في هذا الجانب مع الحلقات القادمة.
التقديم العام
مثالي إلى حد بعيد. الرسوميات و الأسلوب الفني رائعة و خلابة و تقتبس توجه ألعاب سونيك الجنسس تماماً، إلا أنني تضايقت فقط من عدم التجديد في الأسلوب الفني الذي ظهر عليه عالم سبلاش هيل زون حيث أنه بدا مطابقا للجزء الأول تماماً. بينما كانت تقدم السلسلة دائماً تصميماً متجدداً للمراحل. و يمكنك أن ترى بأن مراحل التلال الخضراء مختلفة في المظهر إلى حد بعيد في جميع أجزاء السلسلة تقريبا و حتى سونيك رش قدمت طريقتها الخاصة. إجمالا تبقى سونيك 4 لعبة جميلة للغاية معدل الإطارات ثابت و ناعم تماما و موديل سونيك يبدو مذهلا حقيقة. أما من ناحية العمل الموسيقي فالسيد جن سينو قدم عملا رائعا هذه المرة ستستمع إلى ألحان تعيد إلى الأذهان الأيام الذهبية لهذه السلسلة العريقة. اللحن المفضل لدي باللعبة هو لحن المرحلة الثالثة من Mad Gear Zone لحن يمنحك الشعور بالأمل و التفاؤل بقرب القضاء على الدكتور ايجمان و مخططاته الشريرة و بنفس الوقت يجعلك تشعر بالخطر. من الجدير بالذكر أن الألحان في هذا الجزء تم تقديمها بطابع موسيقى التكنو إلى حد ما. و على العموم هناك مراحل قليلة لم تعجبني ألحانها و لكن العمل بشكل عام مرضي تماما .
بعد أن أنهيت اللعبة وجدت نفسي راضياً عنها بشكل عام، و حتى راضياً بأن تحمل اسم سونيك 4 بالرغم من بعض العيوب هنا و هناك حيث أن اللعبة أيضا جاءت قصيرة و عندما تشعر بأنك بدأت تندمج حقا مع الأجواء و المراحل ستجدها قد انتهت. و ربما يكون التحدي الأكبر الذي سيواجه الحلقة الأولى و الحلقات اللاحقة من سونيك 4 هي أن تتغلب على شعور النوستالجيا أو طابع الذكريات المصاحب للأجزاء الماضية. ليس من السهل أن تتقبل لعبة جديدة من سلسلة مضى عليها أكثر من 15 عاما حيث أن اللاعب متشبع تماما من الأجزاء القديمة و قم بالإجهاز عليها عشرات المرات. أشعر بأن سونيك4 ستحتاج إلى بعض الوقت لتصنع أيضاً ذكرياتها الخاصة مع اللاعبين و هي بحاجة إلى المزيد من الحلقات أيضا لتحقق ذلك. و إن كنت أتمنى أن أرى الكثير من التجديد في اللعبة القادمة. سونيك تيم ما زال أمامك الكثير من العمل .