يهل علينا هذه الأيام جيل جديد من ألعاب الفيديو، و بوصول البلايستيشن الرابع نجد نفسنا اليوم نخوض تجربة لعبة الإطلاق الرئيسية للجهاز، و هي إصدارة جديدة من سلسلة كيلزون التي أصبحت ذات شعبية على أجهزة البلايستيشن. بالنسبة لي لم يكن غريبا اختيار سوني لهذه اللعبة لتكون أحد ألعاب يوم الإطلاق للجهاز، فسلسلة كيلزون لطالما كانت أحد الإمتايازات التقنية لسوني و اللتي استعرضت كثيرا قدرات الهاردوير الخاص بالشركة. أيضا لعبة كيلزون لعبة من منظور الشخص الأول، و لها طور جماعي واسع سيساعد سوني على استغلال قدرات الشبكة أيضا. منذ كشفها و كيلزون شادو فول تبدو رائعة، لكن ليست كل لعبة تبدو جميلة منظرا تكون كذلك مضمونا. لذلك دعونا نخوض تجربة كيلزون الجديدة و نرى ماذا تقدم لنا خلف ذلك القناع الأنيق.
الحرب الباردة
بعد دمار كوكب Helghan تم السماح باللاجئين منه للعيش على كوكب Vekta. الآن كوكب فيكتا أصبح مقسوم الى نصفين، يعيش في جانب منه شعب Vekta الأصلي و في الجانب الآخر يعيش الـHelghast. بالتأكيد لا أحد من الجانبين يستطيع نسيان الماضي بسهولة، و هناك حرب باردة قائمة بينهم تدور على التجسس و المراقبة. انت تقوم بدور شخص واجه أحداث صعبة في طفولته مما دفعه الى التحول الى Shadow Marshall و القتال تحت اسم شعب Vekta. الأحداث ستأخذك عبر تفاصيل مختلفة و ستتعرف عبرها على خفايا عدة. القصة بشكل عام غير مثيرة للإهتمام، و شخصية البطل تبدو ثانوية أكثر من رئيسية. لكن هناك جوانب جميلة من القصة مثل بعض التسجيلات التي تجدها في الطريق، و قدم تقديمها بشكل جميل و خلفها تمثيل صوتي ممتاز، و ستعمل هذه التسجيلات على سماعة سبيكر خاصة في يد البلايستيشن 4، و هي أحد خصائص الجهاز الجديدة.
عالم مفتوح… و لكن!
عندما تبدأ اللعب، ستشعر بتلك الحساسية الثقيلة للتحكم كما عهدنا من السلسلة. المناطق الأولى من اللعبة ستضعك أمام مناظر جميلة، خصوصا أنها مناطق مفتوحة واسعة و سترى مدى قدرات الـPS4 هنا في عرض الجرافيكس. هذه المناطق المفتوحة تؤثر أيضا على اللعب، فأنت هنا ستجد طرق كثيرة للتقدم، و يجب أن تعرف مكان مهمتك بالتحديد و يجب أن تنتبه جيدا للأعداء فهم موزعون بشكل عشوائي. هنا تأتي أحد بالفائدة لك أحد الإضافات الجديدة في اللعبة، و هو طائر آلي يسمى OWL. التحكم في هذه الطائرة الصغيرة يتم عن طريق زر L1 لتوجيه الأمر، لكن هذا الطائر يستطيع تنفيذ مهام مختلفة تستطيع التنقل فيما بينها عن طريق سطح اللمس الجديد على يد PS4. هذا السطح يعمل بشكل مشابه لما رأينا على ظهر PSVita، حرك باللمس في إتجاهات مختلفة لتغيير وظيف الـOWL. تطبيقيا استخدامها هنا هو كأزرار إضافية فقط، و بعض الأحيان يكون مزعجا الإنتقال اليها لأنك تخرج من وضعية مسك اليد المعتادة، و هذا ليس عمليا في لعبة FPS. لننسى التحكم على كل حال، و لنتحدث عن كيفية استخدام OWL.
في البداية هناك خاصية تسمح لك باستخدام حبل للهبوط من أماكن عالية، في الحقيقة لن تضطر لاستخدامها الا في مرات قليلة تعد على الأصابع في اللعبة. خاصية أخرى تتيح لك استخدام OWL لينعشك بعد سقوطك، تستطيع استخدامها مرتين كحد أقصى قبل أن تضطر لجمع item معين. أيضا تستطيع إرسال OWL لمهاجمة جنود عن بعد و دون أن يروك شخصيا، أو تستطيع استخدامه لإرسال موجات تقوم بفتك الدروع الخاصة ببعض الأعداء. هناك أيضا تهكير البوابات و تأدية بعض المهام التقنية المختلفة. اللعبة ايضا تتيح لك القيام بمسح للمنطقة في أي وقت، و هو مهم لمعرفة أماكن الأعداء خلف الجدران. كما ذكرنا سابقا الأماكن الأولى في اللعبة تعطيك شعورا أن كيلزون لعبة عالم مفتوح الى حد ما، لكن لاحقا تنتقل و تتغير تماما الى ممرات ضيقة و طرق واضحة. و في كل الأحوال هناك أعداء قليلون في اللعبة، و لن تواجه تحديا حقيقا في أي وقت من الأوقات. و ربما المزعج أكثر من ذلك أن الأعداء في اللعبة لا يملكون ذلك الذكاء الذي يساعد على صنع التحدي، يمكنك خداعهم بسهولة و أيضا لن تضطر للحركة كثيرا حتى تحصل على المكان المناسب لقتلهم.
فريق العمل حاول تقديم تنوع في الجيمبلاي في مناطق مختلفة من طور القصة الفردي. في بعض الأحيان ستجد نفسك وحيدا بلا أعداء، و عليك إيجاد حل للغز بسيط كي تكمل طريقك، ما أعجبني هنا في اللعبة أنها لا تحاول مساعدك و لكن تدفعك لحل اللغز بنفسك. في بعض الأحيان هناك مهمات تحوم فيها في فضاء أثناء انعدام الجاذبية، لم تعجبني إطلاقا بسبب التحكم السيء و كونها غير ممتعة بكل الأحوال. في بعض الأحيان هناك مهمات تجسس أو قنص، و قد استمتعت فيها كثيرا. للأسف لا يوجد قتال زعماء في اللعبة أكثر من العادة، هناك قتال واحد فقط و هو مخيب و سهل جدا.
هنا البلايستيشن 4
إن كان هناك شيء واحد ثابت في روعته أثناء التنقل بين الفصول المختلفة في القصة، فهو جمال تصاميم البيئة و ما حولك. هناك تفاصيل كثيرة، و كل شيء يبدو جميل، من المناطق المفتوحة الواسعة الى الممرات الضيقة و البيئات المظلمة. أكثر ما يميز هذا الجيل عن سابقه هو استخدام الإضاءة بشكل رائع، و فريق تطوير كيلزون استغلها بشكل جميل جدا في كل المناطق، لكن في بعض الأحيان قد تكون عائقا خصوصا عندما تواجه مصدر الضوء بشكل مباشر. المؤثرات بشكل عام تلعب دور رئيسي في تألق مظهر اللعبة، في المناطق الأولى ستجد بنايات و ناطحات سحاب تقوم بعكس صورة جميلة على الزجاج الكثير الذي يحيط بها. في الممرات الضيقة هناك البخار و الدخان و الماء الذي يلمع على أسطح الأرض. بشكل عام لم يقصر الفريق في تقديم بيئات متنوعة و جعل كل منها يبدو بأفضل شكل ممكن، اللعبة تجعلني أتعجب مما يمكن أن نراه في ألعاب الطرف الأول من سوني خلال السنتين القادمتين.
