ماذا يحصل عندما تموت بشكل كبير جداً في منطقة واحدة من أي لعبة لأسباب قد تكون تافهه و غبية؟ الجواب المنطقي هو أنك ستسأم منها و تتركها لبعض الوقت و تعود لها من جديد في وقت لاحق بعد أن هدأت أعصابك قليلاً، و المطورين في العادة لا يرغبون بأن يخوض اللاعبين هذه التجربة في ألعابهم خوفاً من ضجرهم من هذه المسألة، لكن هناك بعض المطورين الذين يرغبون بتحدي اللاعبين بشكل كبير من خلال جعل موتهم في لعبتهم تجربة لوحدها! و من هؤلاء المطورين إستديو From Software الذي قدم لنا في الأيام القليلة الماضية الجزء الثاني من لعبتهم المعروفة Dark Souls، و التي ستنحدث معكم هنا عن تجربتنا لها و الرحلة الطويلة معها، إذاً هيا بنا.
السلسلة بشكل عام عرفت لدى الجميع بصعوبتها الشديدة و أي شخص لم يختبر أي جزء منها، فعليكم معرفة شيء واحد و هو أن اللعبة لا ترحم و كل شيء له عواقبه، و هذا ما أحببناه في الأجزاء الأولى من السلسلة فلقد كانت تتحدى صبرنا و مستوانا كلاعبين في كل منطقة أو مرحلة فيها، و كانت معارك الزعماء تقدم لنا تجارب خرافية لن ننساها أبداً! إذا ماذا عن Dark Souls 2؟ في الحقيقة كانت لدي الكثير من التخوفات حول مستوى اللعبة، خصوصاً بعد قرار بانداي نامكو بأن اللعبة بحاجه إلى دم جديد و غيرت مخرجها Hidetaka Miyazaki ليمسك المشروع المخرجين Tomohiro Shibuya و Yui Tanimura.
هذه المخاوف أزيلت تماماً في الساعات الأولى من اللعبة بل في المنطقة الأولى و خصوصاً بعد أن مت للمرة الأولى فيها! فهذه اللعبة على عكس الألعاب الأخرى فكل مرة تموت فيها تزيدك رغبة في إنهائها و إزالة كل الوحوش مهما كان الثمن، و الزعماء كما إعتدنا في كل جزء كل منهم له صعوبه و أفكار معينة، بعضها رائع جداً و صعب للغاية إن لم تكن مستعداً (يتذكر معركة الـLost Sinner)، و البعض الآخر سهل لدرجة البكاء و لا يمثل أي تحدي يذكر، و هنا في هذا الجزء ستواجه عدد أكبر من الزعماء من أي جزء مضي. لكن مع الأسف بالرغم من التحديات الكبيرة التي يقدمها الزعماء هنا، فلقد كانوا في الأجزاء الماضية يقدمون تحديات أكبر و أفكار أفضل خصوصاً في جزء Demon Souls الذي كان الأفضل في هذه الناحية.
حقيقةً لا أعتقد أن أي شخص يلعب هذه السلسلة من أجل القصة، بل من أجل طريقة اللعب و التحديات الكبيرة الموجودة فيها، لكن هذا لا يمنع أن نذكرها هنا و كيف أنها في هذا الجزء كانت أوضح من الأجزاء الماضية. أنت هنا تلعب دور شخص مصاب بلعنه و ترغب في إيجاد علاج لهذه المصيبة، و تنجذب أنت لدولة Drangleic المعروفة بالأمور الغريبة جداً التي تحصل بها محاولةً منك لإيجاد حل لمشكلتك، و عندما تصل هناك ستتعرف على مجموعة كبيرة من الشخصيات كل منهم لديه ماضي مترابط بشكل ما مع أحد الشخصيات الأخرى في اللعبة، و لمعرفة قصتهم جميعاً عليك محادثتهم حتى يبدأوا بإعادة حديثهم من جديد، و هذه الحركة ليست فقط من أجل معرفة القصة بل أنهم في أغلب الأحيان يعطوك أدوات معينة أو يدخلوك أحد الكوفينينت في اللعبة، و حاول من وقت إلى لاحق بالحديث معهم لأنهم في بعض الأحيان يغيروا حديثهم و يعطوك أدوات جديدة.
نظام اللعب في هذا الجزء لم يتغير كثيراً عن الأجزاء الماضية و حصل على بعض الإضافات القليلة، مثل إضافة أداة العلاج الجديدة Lifegem، و تغيير أداة الهويمانيتي المعروفة و التي كانت ترجعك لشكلك البشري في الجزء السابق لتصبح Human Effigy، و بعض الأدوات المختلفة الأخرى. كما أنها شهدت تغيير في أنميشن الحركات القاضية من الخلف و الأمام في أغلب الأسلحة، و تعديل في ذكاء الوحوش و صعوبتهم. كل هذه الأمور جيدة لكن اللعبة حصلت على أمور سهلتها قليلاً مثل أنك عندما تبدأ في قتل مجموعة من الوحوش بشكل متكرر من أجل الحصول على أرواحهم يختفون بعد فترة، ليصبح لك الطريق خالياً من أي أحد تقتله، و لعلاج هذه المسألة يجب عليك وضع أداة معينة في الـBonfire تجعل كل الوحوش يرجعون مع الزعماء و يصبحون أقوى من ذي قبل مع وجود وحوش جديدة.