ألعاب المغامرات ستأخذ مساحة كبيرة هذه السنة، ولارا تحضر لرحلة صعبة جديدة في الجزء الثاني من إعادة الإطلاق (ريبوت) الناجحة التي حملت إسم Tomb Raider، الجزء السابق كان ناجحا وكان أداة اختبار في الوقت نفسه لتقديم تجربة أكثر نضجا وواقعية من السابق ومراقبة انطباعات اللاعبين الذين جربوا اللعبة من البداية أو خاضوا المغامرة لأول مرة، باب جديد قد انفتح واللاعب مدعو بأخذ المشعل واكتشاف عوالم جديدة في Rise of the Tomb Raider.
في الجزء السابق الأمور كانت شبيهة بأحجية كبيرة تتشكل أجزاؤها لتُحَل بعدها في النهاية، لارا لم تكن جاهزة لواحدة من أكبر تحديات حياتها والمغامرة كانت رحلة عناء للبقاء على قيد الحياة من البداية حتى النهاية، أما الآن فالبطلة أصبحت أقوى وتملك تجارب كثيرة تجعل منها مغامِرةً تلقي بنفسها نحو المخاطر للوصول لأهدافها، التجربة هي نفسها هنا مع اللمسة الواقعية التي حصلت عليها اللعبة لكن مع أشياء جديدة تجعل هذا الجزء أفضل.
تكمن روعة الريبوت في أنه ليس تجربة منفصلة كما كانت التجارب السابقة، فالجزء الثاني تابع للأول ولارا تتطور كلما تقدمت في مغامرتها حاملة ندبات جسدية (متعلق بتصميم الشخصية) ونفسية (متعلق بالقصة) كما وضح عرضها الأول في معرض E3 الماضي، ما واجهت في الجزء السابق في Yamatai (بيئة اللعب) حمل أسئلة كبيرة ورحلتها الجديدة ستكون في سبيل حلها، ذلك سيقودها لبيئة سيبيريا الثلجية رفقة Jonah Maiava للبحث عن سر الخلود ومدينة Kitezh المنسية، ذلك يقودنا لطرح سؤال مهم، هل البيئة واحدة؟ الإجابة هي لا، فريق التطوير يحرص على العمل على أكثر من بيئة مختلفة بالإضافة للبيئة الثلجية من الغابة للكهوف بالإضافة لبيئات مختلفة ومتنوعة، البيئة الثلجية ستكون العلامة المميزة لهذا الجزء لكنها ليست الوحيدة.
أسلوب اللعب يحمل الكثير من التغييرات هنا، لارا ستحصل من البداية على عدة خاصة لهذه البيئة لكن عليها أن تصنع المزيد من الأدوات حسب الظرف الذي تمر به، فمثلا بطلة اللعبة ستستخدم أدوات التسلق من البداية ولا حاجة للبحث عنها أو صنعها، لكنها ستحتاج مثلا لصناعة القنابل أو معدات آخرى تجعل تقدمها أسهل، اللاعب مطالب بالبحث عن الموارد وجلود الحيوانات وغيرها لجعل أدواته وأسلحته أكثر كفاءة، ذلك بعيدا عن كونه قادرا على تطوير أسلحته وجعلها أفضل، كما يمكن أن يختار بين أكثر من سلاح ونوع لكل إيجابياته وسلبياته، الأسهم المشتعلة أكثر فاعلية كمثال، لكن التسلح بها أبطأ واللاعب يختار الأنسب له ولطريقة لعبه.
لارا ستواجه الكثير من المخاطر، من البيئة كالإنهيارات الثلجية والعواصف، إلى الحيوانات كالذئاب والدببة التي تعيش في أماكن مختلفة وتغادر وكورها في أوقات مختلفة، فالبحث عن الذئاب في وقت عاصف قد لايكون فكرة مناسبة، المطورون يرغبون بمضاعفة التحدي بتغيير تصرفات الكائنات من حولكم بتغير الطقس، فكرة جيدة نحتاج لرؤية تطبيقها لنتأكد من أنها تعمل بالشكل الصحيح، خاصة أن بعض الحيوانات ستكون نادرة وسيحصل منها اللاعب على ترقية لأسلحته بشكل أفضل من صيد حيوانات آخرى وعليه الإنتباه للوقت الذي يظهر فيه هذا الحيوان ومطاردته. نعلم أيضا بتواجد منظمة Trinity الغامضة والتي كان لها تواجد خفي في الجزء السابق، لذا من المفترض أن تكون هي الآخرى تحديا إضافيا للارا واللاعب الذي يتحكم بها، كما ستساعد على الاحتفاظ بغموض القصة بشكل أكبر.
بما أن الكثير من اللاعبين إنزعجوا من ندرة الألغاز في الجزء السابق، فإن المقابر والألغاز ستأخذ مساحة أكبر هنا لتدفع اللاعب ليفكر أكثر قبل التقدم، من الجيد أن نعلم بذلك بما أنه سيساعد على تمديد عمر اللعبة، الألغاز ستعتمد على حلول منطقية وواقعية كما في الجزء السابق باستخدام الرياح مثلا لدفع جسم ما صوب جسم آخر، يجب أن نعلم أن اللعبة أخذت منحنى واقعيا أكثر من أي جزء سابق وتوجب على الفريق العمل بجد لإبتكار ألغاز لا تبدو دخيلة على العالم الذي للإشارة سيحتوي بعض الأشياء الخارقة والخيالية، ليس بالأمر الجديد على السلسلة لذا لن يكون مفاجأة.
التجربة السينيمائية جزء مهم من اللعبة ولن يتم التخلي عنها، إلا أن البيئة الواسعة ستسمح للاعب بالاستمتاع بشكل أكبر للوصول من نقطة لآخرى، تسلق الأشجار أو المرتفعات، السباحة والقفز عبر المنصات ليست سوى مثال للأشياء التي ستحاول اللعبة إعادتها للواجهة من خلال هذا الجزء، قدرات البطلة تعطي اللاعب فرصة الهجوم بشكل تكتيكي على مواقع العدو باستخدام أكثر من خطة، ويمكن للاعب التبديل بين الأماكن للحصول على زوايا أفضل وإصابة العدو بشكل أسرع وأسهل، قنابل الغاز أو الأسهم المشتعلة يمكن أن تكون هدايا مجانية غير مرغوب فيها من العدو ووسلية ناجحة للقضاء عليه بسرعة، اللاعب غير مطالب بقتل الكل ويبقى الإختيار أمامه للقتال أو محاولة الهرب.
نختم الإستعراض بالحديث قليلا عن عالم اللعبة، العالم مترابط وسيكون بإمكان اللاعب تجاوز بعض الأماكن وعدم حل بعض الألغاز، لكن لاشيء يمنعه من العودة لنفس المكان من جديد لمحاولة حل لغز أو الحصول على كنز، ذلك ليس كل شيء بما أنه أحيانا اللعبة ستمنعك من الوصول لمكان معين قبل الحصول على أداة معينة، نفس الشيء كان حاضرا في الجزء السابق، الجميل هنا أن اللاعب قادر على زيارة نفس المكان في أوقات مختلفة وفي طقس مختلف أيضا، ما يمكنه مثلا من صيد حيوان كان عاجزا عن إيجاده في وقت سابق.
Rise of the Tomb Raider تكمل على نفس المسار الذي اتبعه الجزء السابق وتضيف العديد من الأشياء الجديدة أو تحسن البعض الآخر، ولارا الضعيفة أصبحت ماضيا حل مكانه حاضر حيث لارا أقوى وأكثر شجاعة، ورحلة البقاء تحولت لرحلة لإستكشاف عالم مليء بالمفاجآت.