في العام الماضي اخترنا لعبة هورايزن لجائزة أفضل لعبة في معرض E3 بعد رؤية فريق العمل يلعبها أمامنا خلف الأبواب المغلقة. لكن منذ ذلك الوقت، و حتى رغم رؤيتنا لمقاطع من اللعب، لا نكاد نصدق أن لعبة بهذه الضخامة و المنظر المبهر و ميكانيكية اللعب الرائعة يمكن أن تكون لعبة حقيقية، حتى قمنا بتجربتها في آخر ساعات اليوم الثاني من معرض E3 في البارحة ضمن عدد مختار فقط من الإعلاميين.
في اللعبة هذه المرة رأينا قرية و تكون بطلتنا تتجول فيها و تتحدث مع الشخصيات، و كما يبدو يمكن أن تقوم ببعض المحادثات معهم و تنفيذ بعض المهمات لهم. أمور معتادة في ألعاب الـRPG، لكن أيضا رأينا خيارات للمحادثة، و دعونا نجاوب السؤال البديهي نقلا عن المطورين، لا لن تؤثر خيارات المحادثات على قصة اللعبة، و لكن ستؤثر فقط في علاقتك مع الشخصيات نفسها، حيث يمكن أن تحصل على مهمات منهم أو مساعدة مستقبلا بناء على إجاباتك.
في داخل المدينة يمكنك زيارة بعض المتاجر، و هنا ستجد مجموعة كبيرة من الخيارات و الأسلحة. مثل ما رأينا في ألعاب RPG أخرى فيمكنك شرائها بالعملة لكن بعضها سيتطلب بعض القطع اللتي يجب جمعها من بعض الآلات المتوحشة، و هنا نرى عدة أنواع منها مصنفة حسب ندرتها. بالتأكيد كل سلاحه و زي له مميزاته، مثل زيادة قوتك بنسبة 10% أو زيادة مقاومة النار بنسبة 5%، أو ربما يأتي بعضها بعامل سلبي بدل من إيجابي و يقلل مقاومتك لعنصر معين مثلا.
لنخرج الآن من القرية و نتحدث عن تجربتنا لنظام اللعب، حيث تم إعطائنا مقطع صغير من الخريطة الضخمة مع بعض المهمات البسيطة لتنفيذها. التحكم في الشخصية سلسل جدا، و بعد شرح بسيط لنظام التحكم وجدت نفسي متمكنا منه بشكل سريع جدا، و هذا مؤشر إيجابي رائع. في الخارج ستجد أنواع عدة من الآلات، و يمكن معرفة المزيد عنها بعملية مسح بجهاز تملكه، يقوم بإخبارك بإسم الآلة و نقاط ضعفها و قوتها، بالإضافة لمعلومة مهمة، و هي مسار حركتها على الأرض، و هذا مهم إن أردت تجاوزها بهدوء أو معرفة التوقيت الصحيح للإنقضاض عليها.
في الديمو تم إعطائها عدة مهمات، أحدها تثبيت أحد الآلات اللتي يمكن ركوبها على الأرض و برمجته. كما نعلم يمكن للبطلة برمجة بعض أنواع الآلات و الركوب عليه و استخدامه للتنقل السريع. في البداية أظهرنا عجلة الأسلحة و اخترنا السهم الخطاف المربوط بالحبل، و أطلقناه على هدفنا، هذا قام بتثبيته بالأرض لكن لأن المسافة بعيدة فلا تزال دائرة حركته كبيرة و يمكن أن يكون مزعجا. لذلك اقتربنا أكثر منه و أطلقنا نفس السلاح ثانية، ليصبح مربوطا بالأرض بقطر أصغر، و هنا سقط على الأرض فاقتربنا منه و ضغطنا زر مثلث لبرمجته حتى أصبح أليفا، و قمنا بركوبه و التجول به.
المهمة الثانية طلبت من أن نقوم بقتل أحد الآلات الصغيرة المتواجدة في بداية اللعبة لكن بأسلوب التجسس. هنا يمكننا أن نختبيء بين الأعشاب، و يظهر لنا على الشاشة مؤشر مهم يخبرنا عن مدى ظهورنا للأعداء و إن كنا مختبئين بشكل جيد أم لا. يمكن أن ننتظر في العشب إن كان مسار الوحش يمر بنا، لكن هذا لم يكن الحال. فما فعلناه هو أننا بدأنا بالزحف و الدحرجة حتى أصبحنا هلف الآلة، و عندها ظهر لنا خيار القتل الصامت، و قمنا به بكل سهولة و بضغطة زر.
في المهمة الأخيرة يطلب مننا أن نقاتل أحد الوحوش المتقدمة، و هذا الوحش يملك درعا يستطيع أن يحميه من الأمام بشكل كبير. بالتأكيد هنا سيصبح علينا التصويب أصعب بالأسهم، لكن لحسن الحظ فهناك خاصية في اللعبة تسمح لنا بالتصويب مع تبطيء الشاشة لمدة ثوان معدودة. هذا الأمر سيكون مهما خصوصا عندما تحارب بعض الأعداء الضخام، و اللذين يملكون نقاط ضعف صغيرة الحجم على أجسامهم تتطلب التصويب بدقة عالية.
هورايزن لعبة أتقن فيها نظام اللعب بشكل كبير جدا، حيث يمكن للشخص أن يختار أسلحته و ملابسه بطريقة تناسب أسلوبه. فبعضنا سيتوجه للصدام المباشر و يقاتل الأعداء دائما وجها لوجه، و البعض الآخر سيستخدم أسلوب التجسس و يباغت أعدائه و ينهي عليهم بصمت. التنوع اللذي رأيناه في اللعبة و الإحتمالات اللا نهائية، بالإضافة للإتقان الكبير في نظام اللعب و مستوى الجرافيكس المذهل يجعلنا بحق نجدد كل الثقة في اللعبة، و أيضا نجدد ترشيحنا لها ضمن جائزة أفضل لعبة في المعرض للسنة الثانية على التوالي.