علامة الذئاب “Mark of the Wolves” هي العنوان الأخير الذي حصلت عليه لعبة Fatal Fury أيقونة شركة SNK قبل إفلاسها بالعام 2000، اللعبة هي متممة لأحداث إصدارة Fatal Fury: Wild Ambition التي كانت تمثل إعادة تصور للسلسلة “ريبوت” والتي لاقت العديد من الإنتقادات التي جعلت SNK تعيد النظر بالجزء الثاني منها “الذي نتحدث عنه اليوم” وتطلقه بمنظر مختلفٍ بالكامل وأقرب لسلسلتها الأخرى الناجحة The King of Fighters، لكن بالإحتفاظ بأفكار السلسلة الرئيسية وأخرى جديدة. نتحدث اليوم عن آخر عملٍ خالص لعملاق صناعة ألعاب الفيديو القتالية وما قدمه لينال الإعجاب والتقدير بوقفتنا المتواضعة هذه
تدور أحداث اللعبة بعد 10 أعوام من أحداث وايلد أمبيشن، حيث عاد الهدوء للمدينة الجنوبية بعد سقوط زعيم المجرمين Geese مخلفاً خلفه ابنه الصغير بالسن Rock Howard’s، فيتكفل تيري برعايته ليكون حامي العدالة الجديد من بعده ونجم هذه الإصدارة. في هذه الأثناء ظهر رجل غامض يدعى Kain R. Heinlein ليسيطر ويحكم المدينة الجنوبية أسوةً بالمجرم Geese، لذا يعود تيري وهذه المرة برفقة الشاب روك هاورد حليفه الجديد لتلبية الواجب وإعادة الأمان للمدينة الجنوبية، فمن هو Kain وما شأنه بإمتلاك حقوق Geese والد روك، وهل سيتمكن الثنائي من إيقافه ؟ اللعبة ستحمل لكم الإجابات المثيرة ولن نفسد ذلك عليكم
أولى نقاط الإعجاب هنا بأن اللعبة قدمت طاقماً جديداً كلياً من الشخصيات بإستثناء “Terry” وهذا ما يُعتبر جرأة حقيقية من مطوري اللعبة خاصة وأن الشخصيات السابقة هي بمثابة أيقونات الشركة اللامعة ويكفينا ذِكر Andy Bogard, Billy Kane و Mai Shiranui لإدراك ذلك. نسبة خسارة معجبيك هي الغالبة بهذه الحالة لكن بنفس الوقت هي فرصة لتوسعة عالم اللعبة للمعجبين بالمزيد من القصص والشخصيات وربما بالتغلب على جميع إنجازات السلسلة السابقة. ومن يدري، قد تكون هذه طريقة المطورين لإبقاء الصورة الجميلة التي حفظها اللاعبون عن شخصيات اللعبة كون اللعبة أحداثها تقع بعد عدة أعوام وقد لا يُفضل المعجبين رؤية شخصياتهم المحبوبة وهي كبيرة بالسن.
الجانب التقني والمراحل والألحان
رغم صدورها بالعام 1999 إلا أنها تمتلك جانباً تقنياً مبهراً ليومنا هذا من ناحية التحريك والمؤثرات والألوان التي قدمتها برسومها البكسلية ثنائية الأبعاد، تحريك الشخصيات مثلاً مصممٌ بعناية فائقة تصل لدرجة المبالغة. مجرد رؤية الشخصية وهو يُسرح شعر رأسه بعد إطلاقه لضربته النارية يُشعرك بالحماس ! إضافة لكون كل شخصية تملك مشية خاصة بها سواء بالتقدم للأمام أم للخلف تُشعرك بمدى الحيوية المبثوثة بشخصيات اللعبة من قبل المطورين، وعلى عكس أغلبية ألعاب القتال الأخرى التي تحتفظ شخصياتها بوضعية مشيْ واحدة وكأنها مجرد دمى تتحرك حين تتلقى الأوامر لذلك.
مراحل اللعبة تمتاز بتصوير حقبة تسعينيات القرن الماضي حيث لن نجد مرحلة بمنطقة صناعية متطورة وكأن الأحداث انتقلت من الأرض للفضاء، بل المراحل متقيدة ببيئة تلك الحقبة الزمنية قدر المستطاع وتعطيك الشعور المتوقع بذلك سواء كانت المرحلة تقع في مدينة، غابة، ميناء، جبال … الخ. أيضاً تتسم بتصاميم فنية جميلة تجعل منها صورة فنية لا تنسى بسهولة ويصعب المفاضلة بينها لتكون حلبة النزال. كما هو متعارف لعشاق ألعاب القتال الكثير يركز على هذه النقطة الكمالية وبلاشك “علامة الذئاب” ستتيح لهم أفضل الخيارات بمراحلها.
ألحان اللعبة لم تقدم أداءً متميزاً نطري عليه عن باقي إصدارات السلسلة، لكن من ناحية المؤثرات الصوتية فالأداء ممتاز جداً وهو كما عودتنا شركة SNK بألعابها. والآن لننتقل للقسم الذي أثار الحماس لكتابة هذه الوقفة وهو .. أسلوب اللعب وما يتعلق به