تقديم جزء جديد من سلسلة لا تحظى بالكثير من الشعبية قرار صعب ويتطلب الكثير من الجرأة في صناعة الألعاب وهو الأمر الذي قام به فريق التطوير البولندي CI Games مع لعبة التصويب والتسلل Sniper Ghost Warrior 3 والتي وعدت بتجربة أفضل وأكثر إثارة من الإصدارات السابقة في السلسلة ونتعرف على المستوى الذي قدمته اللعبة في هذه المراجعة.

قصة اللعبة تتحدث عن الكابتن Jonathan North وأخيه Robert في القوات الأمريكية واللذان يقومان بأداء مهمة على الحدود الروسية الأوكرانية لتدمير منشأة مهجورة تحوي مخزونا من الأسلحة البيولوجية قبل أن تتمكن مجموعة من الإرهابيين من الإستحواذ عليها، مع نجاحكم في المهمة ومحاولتكم للهرب يتم محاصرتكم وينتهي الأمر بضرب Johnathan وطرحه أرضا ثم إعتقال أخيه Robert وأخذه كرهينة.

بعد سنتين من أحداث المهمة الأولى ستقبلون مهمة جديدة تأخذكم إلى جورجيا بغرض القضاء على جماعة إنفصالية تحارب الحكومة والتي حصلت على تمويل عالي من طرف مجهول والسبب الحقيقي لقبولكم المهمة هو بسبب الشائعات التي تشير إلى أن أخاكم قد ظهر في المنطقة وهنا تبدؤون بالسماع عن جندي خارق يدعى Armazi وجماعة سرية تدعى 23 Society والأحداث تتوالى من بعد ذلك، القصة مع الأسف مبتذلة جدا وأكثر أحداثها متوقعة والحوارات ما بين الشخصيات فارغة ومستخدمة لملئ الفراغ القاتل في السيناريو لا أكثر ولجعل الامور أسوأ فاللعبة ستقدم لكم نهاية سيئة وقصيرة للقصة حتى أنكم لن تصدقوا أنها إنتهت بهذا الشكل حتى.

الأن نأتي إلى الجانب التقني وهو خيبة أمل كبيرة في اللعبة حيث أن فترات التحميل طويلة وتستغرق ما بين الـثلاث إلى خمس دقائق وتدور أحداث اللعبة في عدة خرائط وأحيانا تنتقلون مباشرة لخريطة أخرى عند قبول مهمة جديدة لتظهر لكم شاشة التحميل المزعجة، المستوى الرسومي للعبة متفاوت جدا وهو أقل من متوسط في أفضل الأحوال وفي بعض المناطق يصبح سيئا وبالرغم من أن فترات التحميل طويلة إلى أن العديد من عناصر البيئة قد تظهر وتختفي فجأة وخاصة عند قيادتكم للمركبات، أيضا فبالرغم من عمل اللعبة بمعدل 30 إطارا وعدم تقديمها لمستوى رسومي عالي فالإطارات تعاني في الكثير من الاحيان من الهبوط المتكرر.

الأنيمشين أو حركة الشخصيات هي الأخرى مخيبة للأمال مع الكثير من التقطيع في الحركة وأحيانا يبدو كأن الشخصية عالقة نوعا ما في حركتها والأمر ينطبق على حركة الأعداء أيضا ولا يمكن مدح اللعبة من الجانب التقني بأي شكل ولعل الألحان الصوتية التي تأتينا بلغات وألحان أوروبا الشرقية هي أجمل مافي اللعبة حقيقة.

لنتحدث عن نظام اللعب، لديكم سلاح أساسي وهو القناصة وسلاح جانبي قد يكون بندقية او رشاشا أو أي نوع من الأسلحة التي تعتمد على الإلتحام المباشر وأخيرا لديكم سلاح خفيف وهو المسدس، اللعبة تقدم لكم ثلاث طرق للعب وهي القناص حيث تقومون بالقضاء على خصومكم بالقناصة من المسافات البعيدة ولدينا الشبح حيث تقتلون الأعداء دون إحداث أي ضجة ودون ترك أثر بإخفاء الجثث ووضعها في مكان لا يمكن رؤيتها فيه وأخيرا المحارب حيث تنطلقون إلى ساحة المعركة مرسلين الرصاص في جميع الإتجاهات.

كل طريقة للعب لديها عداد الخبرة الخاص بها وعند وصولكم إلى ألف نقطة خبرة تحصلون على نقطة تطوير لشخصيتكم وكل أسلوب لعب يمكن تطوير 9 مهارات خاصة به كجعل الضجيج أقل عند الركض أو القدرة على حمل المزيد من المعدات وغيرها من المهارات الإضافية، كل سلاح تملكونه يمكن وضع تعديلات عليه ككاتم الصوت للقناصة والمسدس أو مشط رصاص أكبر للرشاش مثلا ويمكنكم أن تحملوا عدة متنوعة من سكاكين أو قنابل غازية أو متفجرة وكل سلاح يمكن شراء نوع مختلف من الرصاص له كالرصاص المتفجر أو المخترق للدروع مثلا.

يمكنكم أن تستخدموا الـDrone لإستكشاف المنطقة من حولكم ووسم الأعداء لمعرفة أماكنهم ولكن هذه الخاصية لا تعمل بالشكل المطلوب في كثير من الأحيان فقد تستمرون في النظر إلى أحد الجنود ولكن الوسم لا يظهر عليه ونفس الأمر ينطبق على القناصة ومشكلة الـDrone هو الإهتزاز المبالغ فيه للألية عند الحركة لإضفاء الواقعية ولكنكم قد تنتهون بالشعور بنوع من دوار الحركة ودون وسم الأعداء فأنتم غير قادرين على معرفة مكانهم ومن المؤسف أيضا أن الوسم الذي يظهر على الأعداء أو الذي يشير إلى المكان الذي تتعرضون للرصاص منه غير دقيق في الكثير من الأحيان قد يشير الوسم إلى كون العدو يبعد عنكم 100 متر فرضا ولكنكم خلفه مباشرة!

إستخدام القناصة يقدم معه تفاصيل أكثر للعملية حيث تقومون بتعديل الإرتفاع على حسب المسافة بينكم وبين العدو وعليكم أن تقوموا بمراعاة إتجاه حركة الرياح والذي يتسبب في إنحراف الطلقات ولديكم القدرة على حبس أنفاسكم لتظهر لكم دائرة صغيرة في المنظار الخاص بكم لإصابة الأعداء بشكل دقيق وتستهلك من عداد الـStamina أو التحمل الخاص بكم ولديكم قدرة الإستكشاف والتي عند تفعليها ستقومون بوسم أي عدو في مجال رؤيتكم وستستخدمونها في بعض الأحيان للبحث عن الادلة وتقفي الأثار والفكرة جيدة ولكنها غير مطبقة كثيرا في التجربة وعند تطبيقها فهي ليست مستغلة بالشكل المناسب والتجربة ممتعة عندما يتعلق الأمر بقنص الأعداء أو القضاء عليهم بحركة إغتيال صامتة عندما لا تواجهون التقطيع أو الإنخفاض في الإطارات.

اللعبة تتكون من 4 فصول ما بعد المهمة الاولى وكل فصل يندرج تحته مجموعة من المهمات وهناك بضعة مهمات وتحديات جانبية يمكنكم القيام بها كإغتيال الأهداف عالية القيمة والتي لديها مكانة ضمن القائمة السوداء الخاصة بالإستخبارات الأمريكية ولكن خارج المهمات فاللعبة لا تقدم أي تجربة أخرى خاصة مع تأجيل إصدار طور اللعب التعاوني لوقت لاحق من العام الحالي فاللعبة تقدم تجربة محدودة جدا وفي حال تم إصدار طور اللعب التعاوني مع تقديمه لنفس المشاكل التقنية التي يحويها طور القصة فلن يكون قابلا للعب فعليا.

تجربة القصة ستتطلب ما بين 6 إلى 10 ساعات تقريبا وقد تقومون بعد إنهاء القصة بإغتيال الأهداف ضمن القائمة السوداء أو إيجاد بعض التحديات الجانبية، بالرغم من كون الجوهر الخاص باللعبة ممتع عندما يتعلق الأمر بتجربة اللعب إلا أن الأخطاء التقنية المزعجة وفترات التحميلة الطويلة وإنعدام الأطوار في اللعبة يجعلها تجربة محبطة ولا ينصح بها لمن يبحث عن تجربة القنص والإغتيال وعلى فريق التطوير أن يفكر جديا في مستقبل السلسلة خاصة مع كون نهاية القصة قد تشير إلى الرغبة في تطوير جزء جديد.

تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة مراجعة للـXbox One تم توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.