قد لا يعير الكثير منا الإنتباه اللازم لعادة التصفح بالمواقع الإلكترونية وهي عادة أصبحت جزءً من حياة غالبية البشر منذ ثورة الهواتف الذكية إنطلاقاً من العام 2010 ليومنا الحاضر ولسنا بحاجة لدراسة تفصيلية لمعرفة أن أعداد المتصفحين بإزديادٍ هائل سنوياً وتتضمن مختلف الجنسيات والفئات العمرية، وبمجرد معرفتنا بأننا بصدد الدخول وسط إزدحام سكاني فعلينا أن نتوقع بأن يصحبه ضجيجٌ عالي على أقل تقدير قد يحمل الكثير بطياته من نقاط إجابية أو سلبية، فما الغرض من هذا المقال الإرشادي ؟ سنتعرفُ ذلك اليوم من خلال سطوره، ولنبدأ على بركة الله
الغرض من حديثنا اليوم هو توعية أنفسنا بالأضرار التي من الممكن أن تبذر منا أثناء تصفحنا بالمواقع الإلكترونية بقصد أو دون قصد ونحن الآن بموقع ألعاب لكن الحديث يشمل عامة المواقع بلا إستثاء طالما كان هنالك مكانٌ لإستضافة الزوار فيه وتوفير وسيلة التواصل بينهم وهي “قسم التعليقات”. قد يتبادر للبعض بأن حل المشكلة يكمن بتجنب قسم التعليقات بشكل كلي والإكتفاء بقراءة الخبر لكن هذا ليس حلاً على الإطلاق، فهنالك عشرات الآلاف وربما الملايين ممن يدخلون هذه الأقسام سنوياً لأول مرة بحياتهم ولن ينتهي الأمر بمجرد خروج أحدنا لذا الحل ليس بالتجنب التام بل بالتوعية.
قسم التعليقات بالنسبة لمتصفح المواقع الإلكترونية هو بمثابة المرافق العامة بحياتنا الحقيقية التي تزدحم بالسكان فلا يمكننا تجنب الصعود لطرق المواصلات بسبب عدد من الأشخاص المعينين أو الإمتناع للذهاب للمجمعات التجارية لقضاء بعض الحاجات الشخصية على سبيل المثال ولذات السبب، الأمر ذاته ينطبق على قسم التعليقات فهو جزءٌ من الموقع الذي يتم إرتياده من قبل المتصفحين ولا يمكن الإمتناع عنه بالسهولة التي قد يظنها البعض مهما حاولوا سواء بالمشاركة أو بقراءته فقط، وإن كان هنالك من يستطيع فعل ذلك حقاً فلنعلم بأنها فئة نادرة وإستثنائية والمقال يعفيهم عن المتابعة.
“إحرص على التمسك بمن تكون دائماً”
تذكر عزيزي المتصفح بأن قسم التعليقات يمثل شخصيتك الحقيقية، الإنسان المتعلم، المتفوق، المجد بوظيفته، المُحاط بالمحبين والقادر على شراء جهاز ذكي يدخله لمواقع الإنترنت، فلا تسمح لنقاشك مع شخص أو لتصرفٍ ما في هذا القسم بأن يعكس صورة مغايرة لذلك المُتعلم الذي انتهينا من وصفه للتو وذلك ربما بسبب تشاحنك مع شخص من فئة عمرية قد لا تعيرهُ أي إهتمام بأرض الواقع. ما نود قوله بأن من السهل بأن تختار من تناقش بالحياة الحقيقية والعقلية التي تريد مخاطبتها لكن بعالم الإنترنت فأنت لا تعلم من يٌناقشك ومن أي عُمرٍ هو لذا لا تسمح لشيءٍ بأن يُغير من حقيقة من تكون.
إحرص على التمسك بشخصيتك فالمواضيع التي لم تتصور بأن تكون جزءً منها بيوم من الأيام قد تصادفك بأي لحظة أثناء القراءة لذا هنا يبرز دورك بكيفية التصرف هل ستتجنب أم ستشارك بالنقاش أم هل ستستمع فقط لما يدور خلاله بغض النظر عن نوعيته سواء أكان حديثاً على مستوى عقلية الأطفال أم العلماء، ويمكنك إتخاذ قرارك ببساطة بقياسه على حياتك الواقعية عندما تصادف الكثير من الناس في المقاهي أو المتاجر أو المرافق العامة لمدينتك فهل تخوض الحديث مع كل جماعة تصادفها بطريقك مكونة من أطفال، مراهقين، عجزة … الخ ؟ مؤكد الإجابة هي “كلا” لكن بحياة الإنترنت تكاد نسبة تجنب الوقوع بهذه المواقف شبه معدومة لذا عالجها بشخصيتك ولا تتقمص عقلية مغايرة لفعل ذلك، لأنه قد يكون السبب الأول لحدوث شجار أو ربما كوارث بقسم التعليقات.