لعبة AER استطاعت أن تطير من بين العمالقة، وتصدر دون أن تحظى بالكثير من الاهتمام، هي واحدة من تلك الألعاب التي تُصنف “كتجربة” فكيف كانت هذه التجربة؟ منعشة لحدٍ ما، محدودة أيضا، هادئة وبفكرة يُمكن أن يُبنى عليها مستقبلا.
الأجهزة: PC/MAC/Linux/XOne/PS4 | حالة الصدور: متوفرة
إن لم تنتبه للحوارات في اللعبة وأنت تلعب فقد أضعت القصة كاملة، لكن يُمكن أن تختصر الأمر فليس هنالك الكثير ممَا يمكن أن نقوله، العالم انفصل لأجزاء صغيرة، وعالم “الآلهة” أصبح منسيا، وكل شيء يسير نحو الفناء بتواجد تهديد متخفٍ في الظلام، وطبعا دوركم إنقاذ ما تبقى من هذا العالم الذي أصبح أشلاءً طائرة شبيهة بالجزر.
من الواضح أن القصة جاءت لتخدم فكرة اللعبة، ستتحكمون بواحدة من أخر “المتحولين” أشخاصٍ لهم القدرة على تغيير شكلهم لطائر، وستطيرون من مكانٍ لمكان لمقابلة حيوانات أسطورية، لحل بعض الألغاز في مغارات مهجورة ومعابد منسية، والبحث على طريقة لوقف الشر الذي يُهدد العالم.
عالم اللعبة مفتوح، عالم صغير مُكون من مجموعة من الجزر الطائرة، كل شيء مفتوح من البداية، الخريطة التي تمتلكون تكون فارغة، وعندما تكتشفون مكانًا جديدا سيظهر عليها، اللعبة تمتلك فكرة جميلة، هنالك مكان رئيسي ستعودون له للتحدث لبعض الشخصيات التي ستخبركم بالهدف المقبل، لكن لا يُوجد إطلاقا أي إشارة تُحدد لكم الطريق، لا توجد على الخريطة نقطة تؤشر على المكان، أو سهم أو بوصلة، الشخصية التي ستتحدثون إليها ستخبركم أنه عليكم تفقد المعبد في المكان ألف شمالا، أو جنوبا، أو في الشمال الشرقي، وتعرفون البقية، افتحوا الخريطة، حددوا الشمال أو الجهة التي يقع فيه المعبد، طيروا هناك وابحثوا عن المكان المقصود، غيروا شكلكم مُجددا وابحثوا على طريقة لفتح المعبد ودخوله، اللعبة قصيرة (3 ساعات) وهذه الفكرة ساعدت بلا شك على تعزيز عنصر الاستكشاف. أحببت كيف أن الحوارات مُلونة، والأمكان إذا ذُكرت تكتب بلونٍ أخضر، لذا إن لم يكن للاعب اهتمام في الحوارات أو قرأها ويعيد فعل ذلك لمعرفة الطريق فقط فالعملية سهلة، وجدت أنه من الأفضل أيضا فتح الخريطة لمعرفة الوجهة، البوصلة قد تكون مُشتِتة في الغالب.
للانتقال بين الجزر هنالك طريقة واحدة وهي الطيران، ومن حسن الحظ أن التحكم في وضعية الطائر سهل وسلسل، التحول لطائر يتم عبر زر القفز، وبنفس الزر يمكن التحول للوضع الطبيعي مُجددا، ذلك يتم في أي وقت والتحكم بالطائر ممتع، من السهل الانسلال بين الفراغات في الجزر، من السهل التحليق بسرعة بضرب جناحي الطائر، كما يملك اللاعب تحيرك كل جناحٍ بشكل مستقل لتغيير الاتجاه بلطف، أو الابطاء والتوقف في السماء لمعرفة أين بالتحديد يمكن النزول، من الخسارة رغم ذلك أن الطيران يبدو بدون نفعٍ، فباستثناء الطيران من نقطة لنقطة والاستمتاع بالتحليق بين الغيوم أو الاسراع بالدخول في التيارات الهوائية، لا يُوجد أمر آخر يُمكن أن يجعل الطيران ممتعا، ويُمكن حقيقة بتحكم بهذه السلاسة بناء لعبة بطريقة أفضل.
بالتحليق في العالم ستظهر لكم بعض الأماكن المضاءة، اللعبة ترغب بأن تتفادى تيه اللاعب، لذا حتى وإن لم تكن تُقدم لكم أية إشارة للمكان الذي عليكم الوصول إليه فإنها تُساعدكم على معرفة أنكم في الموضع الصحيح بإنارة “مفاتيح” المعابد، لأنه نعم، قبل الدخول للمعابد، عليكم تفعيل بعض المفاتيح، الأمر سهل في الغالب وليس سوى عملية إبطاء للاعب قبل فتح المعبد ودخوله، من الضروري الانتباه لما تقوله الشخصيات لمعرفة مكان المعبد، وبالوصول له ابحثوا قريبا منه، الجزر الصغيرة من حوله ستحتوي على لغزٍ بسيط لفتح بابه.
بالدخول للمعابد الهدف يكون في النهاية فتح بابٍ رئيسي لملاقاة واحدٍ من “الآلهة” المنسية، المعابد بحجمٍ كبير وستتطلب منكم معرفة طريقة حل الألغاز فيها، لا تُوجد مساعدات، عليكم معرفة كيف يعمل اللغز وحله، لا خوف من التعقيد، اللعبة سهلة والألغاز بسيطة، هي في الغالب عبارة عن عملية تفعيل بعض المفاتيح لفتح الأبواب بترتيب معين، أو محاولة إيصال الضوء لباب معين، ومُجددا، ذلك ليس بالأمر الصعب.
اللعبة تتلقى ضربة تُضعفها بسبب محدودية اللعب، لا يُوجد الكثير للقيام به، والقفز النادر بين المنصات بلا صعوبة أو موت أو خطر لا يُقدم للاعب أي تحدٍ يُذكر، عنصر الاستكشاف محدود أيضا، شخصية اللعب تمتلك قنديلا تُفعل به المفاتيح، لكنه يكشف عن أرواح من عاشوا هنا قبلا، يُمكنك باستخدامه كشف الغموض، إن وجدتم مثلا مدينة مهجورة، فستجدون بعض الأرواح تُظهِر الوضعية التي كان فيها بعض من عاشوا هنا، وهذه هي الآخرى فكرة جميلة لم تُستغل بشكل كبير، واحدة من المرات دخلت معبدا، وبالاقتراب من بعض الحطام كشفت عن روح شخصٍ يتسلق الحطام، ما يعني أن المكان كان كما هو عليه الآن حينها، لكن يبقى ذلك محدودا ولا يفيد في شيء غير توليد بعض الغموض ربما أو كشفه.
بدون موتٍ أو قتالات، لا يأتي شيء ليُغير من طبيعة اللعبة الهادئة، العالم رغم أنه صغير إلا أنه جميل وبه من التفاصيل ما يكفي ليجعله حيا لدرجة ما، بعض الخراف، الثعالب والطيور وحيوانات آخرى تعيش في العالم دون تفاعل حقيقي مع اللاعب، العالم فارغ أيضا، هنالك استثناء بسيط بمحاولة إضافة بعض الكهوف والمغارات، لكن اللاعب يعلم أنه لن يحصل منها على شيء، سوى على بعض المخطوطات التي يُمكن قراءتها، أو أرواح من عاشوا هنا، ووجدت أنني أفضل البحث والوصول للهدف الرئيسي خاصة أن حركة الشخصية بطيئة وهي على الأرض وتُعاني من حركة طافية، حركة (الأنميشن) الشخصية وهي على الأرض ليست بجودتها وهي في السماء.
الموسيقى تتكرر في العالم المفتوح، تتغير حسب المكان الذي تصلون له، جميلة وهادئة، أمَا داخل المعابد فتتغير بشكلٍ كامل لموسيقى مُشكلة بشكل كبير من نوتات منخفضة وبعض المُؤثرات الصوتية التي تُحاكي ما يُستخدم للحفاظ على التركيز على التأمل وأثناء ممارسة اليوغا، استخدام ممتاز لها في العالم بما أن اللعبة تُحاول أن تغزز هذا الجانب الروحي في الأماكن التي يدخلها اللاعب.
العالم وما فيه ثلاثي الأبعاد، واللمسة الفنية تقع في مكان ما بين التصاميم الثلاثية الأبعاد والفوكسل (Voxel) ما يجعلها خفيفة على الحاسوب، وتعمل بلا مشاكل، تصميم الأماكن متفاوت بشكل كبير، بعض الأماكن جميلة، بعضها عادي جدا، سأقول رغم ذلك أن تصميم الشخصية جميل، أعلم أنه بسيط، لكنه لا يبدو سيئا إطلاقا بما في ذلك شكل الطائر، أي أشياء آخرى لفتت انتباهك ياخالد؟ لا أظن.
اللعبة بنت ميكانيكية طيرانٍ ممتازة، هذه أكبر نقاط القوة، كان بالإمكان استغلالها بشكل أفضل، ربما في حل الألغاز أو التفاعل مع العالم بشكل ما، ربما أضيف لذلك الكشف عن الأرواح باستخدام القنديل، هي لعبة تُمضغ على مهل لأنها سريعة الذوبان، 3 ساعات كافية لانقاذ العالم، وستكون مناسبة لمن يبحث عن لعبة يفصل فيها بين الألعاب الضخمة ويُريد إراحة أذنيه من أصوات الرشاشات.