لا يخفى على أحد أن شركة Nintendo اليابانية هي أقدم مُصنع للأجهزة من بين الشركات الحالية، و هي الوحيدة التي نجحت في البقاء و المنافسة على صعيد الأجهزة المنزلية من شركات الثمانينات مثل Atari و Sega و NEC و غيرها، إلا أن دخول سوني لهذا السوق في التسعينات كان مؤثراً جداً، حيث حضرت إمبراطورة الإلكترونيات (آنذاك) سوني لترمي بكل ثقلها في هذا السوق و لتدخل في منافسة طاحنة ضد ننتندو و سيجا.
منذ صدور البلايستيشن الأول الذي كان أول جهاز منزلي يبيع 100 مليون جهاز و سوني تتزعم سوق الأجهزة المنزلية بصورة عامة، الكثير من اللاعبين الحاليين عرفوا عالم الألعاب من خلال جهاز البلايستيشن و لذلك ترسخت لديهم فلسفة عمل سوني و وجهة نظرها في هذا السوق أكثر من البقية، لكن شركة ننتندو هي الأخرى نجحت في البقاء و الاستمرار طوال هذه السنوات بفلسفة عمل مغايرة و في كل جيل تنجح في الوصول إلى قاعدة لاعبين عامة تُقارب المئة مليون.
ننتندو و سوني شركتان عملاقتان في مجال الألعاب بتوجه مختلف و رؤية مغايرة لسوق الألعاب، و نحن هنا نستعرض و نُحلل لكم أبرز 5 اختلافات جوهرية بينهما:
1- فلسفة اللعب ضد السرد القصصي
حتى نفهم سبب الاختلاف لا بد من العودة إلى الجذور، ننتندو بدأت تطوير الألعاب قبل أكثر من 35 عاماً، ننتندو تبنت فلسفة قائمة بالكامل على جودة التصميم، الأفكار و ميكانيكيات اللعب، و هذه هي الفلسفة التي غرسها شيجيرو مياموتو في شركة ننتندو، كما كان هذا هو التوجه السائد في عالم الألعاب آنذاك و الذي كانت تسمح به قدرات الأجهزة سواء الآركيد أو الأجهزة المنزلية.
سوني أتت إلى عالم الألعاب بتوجه مُغايرٍ كُلياً، سوني شركة كبيرة و لا يُمكن أن ترضى باستنساخ نموذج المنافسين، كما أن سوني شركة لديها باع طويل في عالم الوسائط المرئية، فهي ضليعة في السينما العالمية كما أنها تمتلك قسماً ضخماً للإنتاج الموسيقي، سوني تمتلك خبرات متعددة في هذا الجانب و قد قامت الشركة بتكريس خبرتها في المجال السينمائي إن كان على صعيد التقنيات أو على صعيد التسويق و الاعتماد على الإبهار للوصول إلى جمهور اللاعبين.
ننتندو و سوني كلاهما ظلّ مُحافظاً على فلسفته المختلفة عن الآخر و التي تُمثل نقاط قوته ككيان، سوني تسرد قصصاً أفضل بكثير من محاولات ننتندو الخجولة في هذا المجال كما تتفوق في جانب الإبهار و الجانب التكنولوجي، لكن ننتندو تمتلك التصميم الأفضل للمراحل و ميكانيكيات اللعب و تنوع الأفكار.