Days Gone هي الإصدار الرئيسي من شركة سوني للنصف الأول من العام لجهاز البلايستيشن4 بعد الكثير من التأجيلات بلعبة عنوان جديد بالكامل تقدم معها تجربة العاب الاكشن والعالم المفتوح بعالم مابعد الدمار وبمواجهة أسراب كبيرة من الأعداء “الفريكيرز” وبقصة مثيرة للإهتمام ولكن هل قدمت اللعبة نفسها بشكل جيد بعد كل هذا الإنتظار؟ هل هي فعلا الإصدار المذهل الجديد من إستديوهات سوني المبدعه والتي ستنافس على جوائز لقب لعبة العام؟ اليوم نقدم مراجعة اللعبة بعد ساعات من خوضها وتجربة كل ماتقدمه.
لنبدأ الحديث عن قصة اللعبة، لعبة Days Gone أو أيام مضت تحملنا بمغامرة مشوقه بعالم مابعد الدمار، ظهور وباء يحمل معه الكثير من الأسرار كانت نتيجته تحول البشر إلى مخلوقات أقرب للزومبيز ولكن بإسم “فريكرز” ومن خلال المغامرة سنلعب بقصة شخصية Deacon St. John الذي تحول لصائد للجوائز بالعالم الجديد بعد أن فقد زوجته ببداية أحداث اللعبة مع بداية إنتشار الوباء، Deacon مازال يملك الأمل بأن زوجته لم تفقد حياتها ومازال يبحث بهذا العالم الممتلئ بالوحوش على حقيقة ماحدث بذلك اليوم وكيف إفترق عن زوجته كل هذه السنوات ولكنه مازال يؤمن بأنها على قيد الحياة حتى وهو يرى كل شيئ حوله بالعالم كان طاله الدمار.
اللعبة تقدم معها قصة مثيرة جدا للإهتمام وخصوصا مع تقدمك بالأحداث فيها ولكن المستوى الإخراجي لها لم يكن بالمستوى المطلوب، فمنذ مشهد البداية الأول نلاحظ فارقا كبيرا بطريقة إلقاء القصة مع ألعاب أخرى من سوني على سبيل المثال مع God of War أو لعبة The Last of US وطريقة تمثيل المشاهد وإختيارها وقد تكون المشكلة الأخرى أن القصة طويلة وسنضطر لقضاء ساعات طويلة لإنجاز مهمات جانبية حتى نحصل على مهمات مخصصه للقصة الرئيسية بما يمكن وصفه بالـ”تمطيط” بالأحداث وهذا الأمر يقتل كثيرا من حماس معرفة أحداث القصة الرئيسية وخصوصا ان النصف الأول من اللعبة لم يكن ممتعا بالقدر الكافي وكانت الأحداث فيه بطيئة بشكل كبير قبل أن يزداد الحماس ووتيرة اللعب بالنصف الثاني من اللعبة.
لننتقل الأن للحديث عن اللعبة بجانبها التقني، هذه اللعبة تستخدم محرك التطوير Unreal Engine 4 وعلى عكس العاب سوني الرئيسيه الأخرى التي تستخدم غالبا محركها الخاص للتطوير، بهذا الجانب يمكن إمتداح اللعبة بطريقة تصميم عالمها الواسع والمتنوع جدا من حيث البيئات ولاننسى الإبداع الكبير بتأثيرات الطقس وتغيره بين المناطق و دوره باللعبة أيضا فمخلوقات الفريكرز لايحبون الضوء كثيرا وهو أفضل وقت للقضاء عليهم بينما تزداد قوتهم أثناء المساء وأيضا يلعب الطقس دورا مهما بالتخفي باللعب فعند الأمطار يصبح التخفي أسهل في ظل إعتماد الفريكرز على الأصوات بشكل أكبر لمعرفة مكانك وصوت الأمطار هو مشوش لهم، تصاميم الشخصيات جيده جدا ولكنها تفتقر للإبداع نوعا بينما مخلوقات الفريكرز تأتي بتصاميم مشوهه للبشر وهي ليست مرعبه ولكنها ستثير قلقلك بطريقة إندفاعها و تجمعاتها الكبيرة.
اللعبة على المستوى الرسومي تعاني من بعض المشاكل، هنالك تراجع واضح بسرعة عمل اللعبة بالمشاهد “نباطئ بالإطارات” حتى يصل بعض الأحيان لتقطع الصورة، أيضا هنالك بعض المشاكل التقنية الأخرى التي قد تواجها واحدثها ظهر لي بواحده من مشاهد الفيديو التي وجدت فيها شخصية ديكون “بطل اللعبة” وهو يطير لأعلى الشاشة ثم يعود لمكانه الصحيح وأعتقد ان هذه الأخطاء سيتم حلها مع تحديث اليوم الأول، على صعيد الرسوم بشكل عام يمكن القول بأن اللعبة تقدم خليطا من الجيد بعالمها الواسع المميز للإستكشاف وأسراب الفريكرز وتقلبات الطقس و الليل والنهار و مابين الضعيف بمشاكل سرعة الإطارات والاخطاء التقنية وظهور الأشياء وإختفائها.
على مستوى الصوتيات يمكنني هنا إمتداح اللعبة بشكل كبير، فمنذ لحن المقدمه الرئيسي الذي نسمعه ندرك تماما بأن اللعبة حصلت على جهد كبير جدا بتقديم الصوتيات، هنالك العديد من الألحان المميزة باللعبة مع تمثيل صوتي قوي للشخصيات، أيضا اصوات الفريكرز سترزع فيك القلق عند المواجهة وخصوصا مواجهة الأسراب الكبيرة مع الموسيقى الحماسية التي تأتي بحسب الموقف، مابين أصوات الطبيعه و الاكشن من طلقات وتفجيرات فهذه اللعبة تقدم نفسها بشكل مميز على صعيد الصوتيات وهي واحده من أقوى نقاط اللعبة.
لعبة Days Gone بتصنيفها الرئيسي هي لعبة أكشن بقاء وعالم مفتوح بالمنظور الثالث، من خلال هذه المغامرة سنلعب بدور شخصية Deacon St. John وبالطريقة المعتاده من هذه الألعاب بإمكانية خوضها بالأكشن المباشرة مواجهة الأعداء بتهور أو محاولة التسلل والقضاء عليهم من الخلف أو زراعة ألأفخاخ ومحاولة جلبهم وهنالك تنوع كبير بأنواع الأسلحة و الأدوات فكل شيئ بالعالم هو شيئ يمكنك الإستفاده منه سواء ببناء القنابل أو المولتوف عبر العثور على الكيروسين و زجاجات البيره أو صناعة الرصاص والأسهم وحتى العلاجات التي ستحتاجها كثيرا بهذه اللعبة خصوصا عند مواجهتك للفريكرز الذين لن يضيعوا وقتا قبل الهجوم عليك وباعداد كبيرة منهم.
بالنصف الأول من اللعبة لن تواجه الكثير من الفريكرز وسيكون التركيز على المواجهات الفرديه معهم أو بأعداد محدوده منهم ويزداد الأمر مع تقدمك بالاحداث حتى تبدا بمواجهة الأسراب وهنا عليك بإستخدام كل شيئ للقضاء عليهم من إصابة خزانات البنزين لتفجيرها على سبيل المثال والقضاء على أكبر قدر منهم أو الخيار الأسهل وهو الهروب و مواجهتهم بوقت آخر، هذا هو الجانب الاكثر متعه بهذه اللعبة التي تعتمد على نظام إنجاز المهمات للتقدم بالاحداث، هنالك مهمات رئيسية بالقصة ومهمات جانبية لها أهداف مختلفة، البعض منها لبناء الثقة مع المستعمرات البشريه المتبقية وكلما زاد مقدار الثقة مع مستعمرة ما يصبح بإمكانك الحصول على أدوات أفضل من أسلحة وتطويرات بهذه المستعمره.
ولك الخيار بالتعاون مع المستعمره التي تراها أكثر ملائمة لك، بالنسبة للمهمات نفسها فهي تتنوع مابين محاولة تفجير مستعمرات الفريكرز من منطقة ما او محاولة تشغيل محطة ما وإعادة الطاقة لها أو القضاء على مجموعة من البشر الذي تغيروا و باتو أقرب لكونهم وحوشا من بشر بطريقة تعذيبهم لنفسهم وأشكالهم التي أصبحت أقرب للفريكرز منها للبشر وترغب بضم الجميع لهذه الجماعات المجنونه وهم عنصر رئيسي بالقصة ستواجها كثيرا بإطلاق الرصاص عليهم ومحاولة محاصرتهم لك بالمحطات المختلفة.
عالم اللعبة واسع جدا ولذلك ستعتمد كثيرا على دراجتك الناريه للتقدم وعليك دائما بصيانتها وتطويرها و أيضا ان تتذكر اماكن وجود البترول لضمان عدم وقوعك بمشكلة السير لمسافات طويلة بهذا العالم، هنالك إمكانية الإنتقال السريع بخريطة اللعبة ولكنه يعتمد أولا على “تنظيفك” للمناطق من الفريكرز ولذلك يصبح من المهم إنجاز المهمات الجانبية بالقصة بالقضاء على الفريكرز وبناء مناطق آمنه منهم سواء للحصول على إمكانية الإنتقال السريع أو للحصول على اماكن آمنه إجمالا لأنك ستحتاج لها كثيرا عند التنقل فالفريكرز لن يدعونك وحدك أبدا خصوصا بالمساء وعند مشاهدتك تقود مركبتك ستجدهم يهجمون عليك بمحاولة الإنقضاض وإسقاطك من مركبتك للحصول على وجبة العشاء لهم وانت هو الطبق الرئيسي.
لاتقدم اللعبة معها تنوعا كبيرا بالمهمات التي سيتطلب عليك إنجازها، وبينما تبدأ الأحداث بالقصة تزداد سخونه ستجد نفسك مرتبط بإنجاز مهمة تتطلب منك صيد الحيوانات وتجميع اللحوم! بينما تجد مهمات أخرى تجبرك على إنقاذ شخص ما محاصر من الفريكرز او البشر المجانين وتقتصر أغلب مهمات القصة خصوصا بالنصف الأول منها بمحاولة التسلل خلف إحدى المنظمات لمحاولة معرفت ماجرى بهذا العالم دون وجود المواجهات أو الأكشن، بإمكان Deacon إستخدام الأسلحة وكذلك إستخدام الضربات اليدويه “الميلي” بإستخدام أي شيئ يجده ببيئة اللعبة مثل الفأس و قطع الخشب والعصى ولكن لكل هذه الأشياء طاقة عليك ان تكون حريصا بأن لاتكسرها بوقت سريع وبعدها ستعود للسكين “الذي لايملك طاقة” وهو السلاح الأضعف بالقضاء على الأعداء.
اللعبة على مستوى اللعب جيده جدا، لايوجد شيئ مبتكر بطريقة اللعب فيها فكل شيئ نراه بهذه اللعبة قد خضناه من قبل ولكنها تنجز المهمة بالأشياء الرئيسية بأسلوب اللعب بشكل جيد فلن تعاني على سبيل المثال بتصويب سيئ أو الموت الخاطئ او غيرها من الأمور، كل شيئ متقن بأسلوب اللعب ولكنه يفتقر للإبداع والتجديد، لاننسى الحديث عن فترات التحميل التي تقدمها اللعبة فهي طويلة جدا جدا عند تشغيل اللعبة وحتى الوصول لإمكانية خوضها ولكن بداخل اللعبة لاتوجد فترات تحميل حتى أن تفقد حياتك وبعدها عليك بإنتظار فترات التحميل الطويلة مجددا، تعتمد اللعبة كثيرا على تطوير مهاراتك وقدراتك عبر محطات تجد فيها نوع من الدواء الذي تحقنه بنفسك ويعطيك الخيار مابين تطوير طاقتك او لياقتك وغيرها من الأمور ويعتمد ذلك على طريقة خوضك للعبة.
Days Gone تقدم معها تجربة لعبة ممتعه بالكثير من عناصرها ولكنها تفتقد للصقل و للإبداع والتجديد، ساعات طويلة تقدمها اللعبة بقصتها الرئيسية وإن كنت من محبي تجميع كل شيئ بالألعاب فهذه اللعبة حافلة جدا بذلك مع العديد من المهمات الجانبية والتطويرات التي تتيحها لك، لاشك ان المنتج النهائي لهذه اللعبة جاء بمستوى أعلى من توقعاتي بعد تجربتي لها لأكثر من مره سابقا بمعارض E3 بالسنوات الماضية ومع بعض التعديلات الإضافية ربما بالأجزاء القادمه قد تكون اللعبة هي واحده من عناوين سوني المميزة الأخرى ولنا بسلسلة انشارتد مثال على ذلك بعد جزء أول كان متوسطا ولكنها تحولت السلسلة بعد ذلك إلى عنوان قوي جدا ولعبة Days Gone تذكرني كثيرا بذلك.
تم مراجعة هذه اللعبة على جهاز البلايستيشن4 بنسخة مراجعه حصلنا عليها من الشركة الناشرة.