عندما تبدا الموارد بالنفاذ وتواجه البشريّة عواقب إستهلاكها المفرط لما تقدّمه الأرض من خيرات، هل من مصدر بديل للطاقة؟ وهل هذا المصدر مستدام؟ هذه هي الخلفيّة التي إتّخذتها لعبة التشويق والخيال العلمي Deliver Us The Moon لقصّتها لتأخذنا في رحلة جديدة إلى القمر في سبيل إعادة الأمل للحياة على الأرض وإنقاذ البشريّة من خطر الإنقراض فهل تنجح القصّة في جذب الإهتمام؟ ستتعرفون الإجابة من خلال هذه المراجعة.
عام 2030 عانت البشريّة من أزمة في إنتاج الطاقة مع تدنّي الموارد على الأرض ممّا قاد العلماء للنظر إلى الأعلى وإستهداف القمر كموقع البحث التالية عن المصادر وهنا تم تأسيس وكالة الفضاء العالميّة أو World Space Agency لبدء جهود البحث عن مصادر الطاقة على القمر، البشريّة تمكّنت من بناء مستمعراتها على القمر عام 2032 مع إكتشاف الهيليوم-3 وهو مصدر فعّال للطاقة متواجد بكميّات ضخمة في القمر لحسن الحظ، العلماء تمكّنوا من إبتكار وسيلة لإرسال الطاقة إلى الأرض من خلال موجات المايكرويف Microwave Power Transmission أو MPT إختصاراً، المصدر الجديد ساعد في توفير الطاقة للأرض لسنوات عديدة بينما يحاول البشر إيجاد حل لأزمتهم ولكنّ إرسال الطاقة إنقطع عام 2054 دون سابق إنذار والإتصال فقد مع المنشأة على القمر.
قصّة اللعبة تبدأ فعلياً بعد 5 أعوام من إنقطاع الإرسال، مع فقدان المصدر الرئيسي للطاقة أصبح الوضع على الأرض أشبه بعوالم ما بعد الكارثة مع تسارع عمليّة التصحّر وإنتشار العواصف الخطيرة في مختلف أنحاء العالم، مجموعة مستقلّة من روّاد الفضاء والعاملين السابقين في وكالة الفضاء العالميّة يحاولون إرسال رائد فضاء أخير إلى القمر لمحاولة إعادة إرسال الطاقة ومعرفة ما حصل في المنشأة خلال هذه العمليّة، القصّة يحفّها الغموض وتقودكم إلى طرح العديد من الأسئلة بداية وصولكم للمنشأة التي تكاد تكون فارغة من أي أثر لتواجد البشر عليها ومع مضي الوقت وتجوّلكم في المنشأة سترتسم الصورة الكاملة عمّا حدث.
قصّة اللعبة مثيرة للإهتمام بفضل الصورة السلبيّة التي ترسمها عن مستقبل البشريّة والصراعات العديدة التي يقود إليها هذا المستقبل وبالرغم من كون التجربة تدعّي بأنّها تركّز على الخيال العملي إلاّ أنّنا وجدنا بأنّها تركّز أكثر على البعد الإنساني والصراعات التي تفرضها مثل هذه الظروف على الأفراد والمجموعات وبحكم كونها من تلك الألعاب التي تركّز على القصّة وتجعلها هي الجزء الأساسي من التجربة فإنّ Deliver Us The Moon نجحت في تقديم قصّة مثيرة وتوضيح تفاصيلها بالشكل الملائم.
على الصعيد التقني فاللعبة متواضعة بحكم قدومها من مطوّر مستقل ولكنّها كانت لتستفيد من الصقل الإضافي، تفاصيل ومعالم البيئة تبدو مضلّعة في العديد من الأحيان وبعض التفاصيل منخفضة الدقّة بشكل غريب مع ظهور التفاصيل في البيئة المحيطة بشكل متأخّر في بعض الأحيان، واجهنا أيضاً مشاكل تقنيّة منعتنا من التقدّم في البيئة والحل الوحيد كان بالعودة إلى القائمة الرئيسيّة وإعادة التحميل بضع مرّات، على المستوى السمعي فاللعبة تقدّم بعض الألحان التي تؤدّي الغرض لا أكثر وحتّى هذه الألحان عانت من بعض المشاكل التقنيّة مع تقطّع الصوت بشكل مزعج في بعض المناسبات ولعلّ أكبر سلبيّة ستواجهونها مع Deliver Us The Moon هي مشاكلها التقنيّة العديدة.
كما ذكرنا فهذه التجربة تعتمد على السرد القصصي في المقام الأوّل وهي من تلك التجارب التي تقدّم تجربة لعب محدودة، شخصيّتكم قادرة على الحركة والقفز ويجدر الإشارة إلى حركة الكاميرا البطيئة جداً والتي تصبح مزعجة جداً مع مرور الوقت ومن الغريب عدم توفير الخيار للتعديل من سرعتها، للتقدّم في القصّة ستقومون بحلّ العديد من الألغاز أو البحث عن كلمة السر لأحد الأبواب وستقابلون المساعد الآلي ALEX خلال رحلتكم والذي يمكنكم التحكّم به للوصول إلى أماكن يصعب الوصول إليها كما أنّه قادر على فتح بعض الأبواب ومساعدتكم على حل بعض الألغاز أيضاً وقد قدّمت اللعبة تنوّعاً جيداً في الألغاز والعوائق بالرغم من محدوديّة نظام اللعب.
كما ذكرنا فأنتم تكتشفون ملابسات القصّة وتفاصيلها أثناء التقدّم في التجربة وفي حال رغبتم في التعمّق أكثر في التفاصيل فبإمكانكم التجوّل في البيئة المحيطة وإستخدام الماسح الضوئي الخاص بكم لإستخراج المعلومات من بعض الأدوات أو قراءة الرسائل وفي حال قمتم بذلك فالتجربة ستأخذ منكم وقتاً أطول لإنهائها وهو ما قمنا به، في النهاية تمكّنا من إنهاء Deliver Us The Moon خلال 5 ساعات ونصف قمنا فيها بمحاولة الإطّلاع على أكبر قدر ممكن من التفاصيل وفي حال تغاضيتم عن تلك التفاصيل وقمتم بالتركيز على حل الألغاز وتفاصيل القصّة العامّة فقط فقد تكون 4 ساعات كافية لإنهاء التجربة، Deliver Us The Moon تقدّم قصّة مثيرة عن المستقبل الذي قد تواجهه البشريّة وهي تجربة موجّهة لمن يبحث عن القصّة في المقام الأوّل دون ممانعة تجربة اللعب المحدودة والمشاكل التقنيّة التي تعاني منها اللعبة.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة Xbox One حصلنا عليها بعد صدور اللعبة.