يعودُ فريق التطوير الذي أصبح مثل العلامة المُسجلة للألعاب الكلاسيكية Inti Creates مع لعبة جديدة بطابع تُراثي، هذه اللعبة ليست إلّا Bloodstained: Curse of the Moon 2. منذُ ظهورها و سلسلة Bloodstained تلعب دور الوريث الروحي لسلسلة Castlevania من كونامي ببراعة، و Bloodstained: Curse of the Moon 2 تلعب دورها في مواصلة البناء على ما كانت تُقدمه ألعاب كاسلفينيا الحركية القديمة، فكيف جاءت النتيجة؟
Bloodstained: Ritual of the Night هي الوريث الروحي لألعاب كاسلفينيا المتشابكة ذات عناصر تعاقب الأدوار من المُصمم الشهير “كوجي إيغاراتشي”، أما Bloodstained: Curse of the Moon بجزئيها هي الوريث الروحي لألعاب كاسلفينيا الحركية بالأبعاد الثنائية و التي بدأت مشوارها على جهاز ننتندو NES أو كمبيوتر العائلة كما عُرِفَ في الكثير من المناطق حول العالم، فريق التطوير Inti Creates هو دائمًا فريق التطوير المتخصص في محاكاة الألعاب الكلاسيكية و ها هو يُقدم الجزء الثاني من هذه المغامرة.
استبدلت Bloodstained دراكولا و مصاصي الدماء في كاسلفينيا بالخطر الشيطاني و خطر الـDemons في طرحها القصصي للحفاظ على ذات الطابع السوداوي و الغرائبي للسرد القصصي و لعالم اللعبة، و نعودُ من جديد إلى المُغامرة بشخصية السيّاف Zangetsu برفقة 3 شخصيات أخرى. في الحقيقة تبرزُ هذه الميزة إلى السطح من البداية، لعنة القمر 2 هي لعبة تُقدم الكثير من التنوع في المراحل و الكثير من التنوع في خيارات اللعب بفضل الشخصيات المتعددة و مزاياها.
Zangetsu لا يملك مدىً طويلًا للضربات إلا أنه يملك عدادًا مرتفعًا للصحة مما يُمكنه من النجاة لفترة أطول، دومينيك الشخصية الجديدة و التي تستخدم الرمح هي أقوى بوضوح من زانغتس، إذ إنّ مدى ضرباتها أبعد كما أنها تستطيع توجيه الضربات للأعلى و هذا يصنع فارقًا ضخمًا في لعبة تعتمد على توزيع الأعداء و أنماط هجوماتهم المتكررة كهذه اللعبة، حتى على صعيد القدرات الجانبية السحرية فهي تملك قدرة مثيرة جدًا و هي إمكانية رمي ثمرة علاجية و بالإمكان استخدامها لعلاج شخصية أخرى عن طريق تبديل الشخصية بضغطة زر واحدة، أو حتى إعادة الشخصيات الخاسرة إلى الحياة.
نعم بإمكانك التبديل بين الشخصيات الأربع فور انضمام الجميع إليك بضغطة زر واحدة و لكل شخصية طريقة لعب و مزايا مختلفة، الشخصية الثالثة التي ستنضم إلى اللاعب هي شخصية روبرت الذي يستخدم الأسلحة النارية مما يمنحه المدى الأبعد بين جميع الشخصيات إلا أنه يملك عداد الصحة الأقل، كما أنه يستطيع القفز على الجدران و الحبو للعبور من الممرات المنخفضة، أما الشخصية الرابعة و الأخيرة Hachi فهي شخصية تركب ما هو أشبه بالآلي المُدرع (ميكا) و هو يملك أعلى عداد صحة من بين الشخصيات الموجودة و قابلية تدمير عالية بضربات ذراعه الحديدية.
Bloodstained: Curse of the Moon 2 هي لعبة رائعة بكافة المقاييس، المراحل مُنوّعة في التصميم و تضم اختصارات و تفرعات ستستمتع باكتشافها و العودة إليها مرة تلو الأخرى، اللعبة تدعم اللعب الجماعي حتى لاعِبَين أيضًا و هي إضافة جديدة، و هناك مستوى صعوبة أسهل لمن لا يُحب أن يتسبب لنفسه بارتفاع ضغط الدمّ أثناء اللعب، مستوى الصعوبة الأسهل يمنح اللاعب عددًا لا نهائيًا من مرات الإعادة في حال الخسارة. اللعبة مُصممة لتُشجع إعادة اللعب و حتى القصة لن تكشف عن كافة خباياها و أسرارها إلا عند إنهاء اللعبة أكثر من مرة.
Bloodstained: Curse of the Moon 2 تتألق في توزيع الأعداء أيضًا و تُقدم مجموعة ممتعة من الزعماء و هنا تتجلى الخبرة الكبيرة لفريق التطوير Inti Creates في مثل هذا النوع من الألعاب و الذي بات مُتمكنًا و محترفًا للغاية في تطويرها، و مع ذلك فإن لدينا نقطتين لنشتكي منهما: الأولى أن ألعاب Inti Creates تُعطي إحساسًا متشابهًا بعض الشيء لمن لعب بعض الألعاب الأخرى من الاستوديو، نعم ما زال التحسين على الخلطة مستمرًا لكن الجوهر لم يتغير كثيرًا. النقطة الثانية تتعلّق بالقفز! الغريب أن اتجاه القفز في اللعبة يجب أن يتم تحديده في نفس لحظة القفز و لا يُمكن تغيير الاتجاه بعد ذلك مما تسبب لنا ببعض المشاكل، قمتُ بتشغيل لعبة Shovel Knight بعد ذلك لأتأكد إن كانت على نفس المنوال أم لا، و وجدتُ أنني أستطيعُ تغيير الاتجاه أثناء القفز بسهولة، حقًا قرار تصميمي غريب تجاه القفز بهذه اللعبة من فريق التطوير.
نحنُ على دراية أن رسومَ اللعبة و أسلوب 8-بت الرسومي ليسا بعامل جذب للاعبين و بالأخص الجمهور الجديد من اللاعبين الذي لم يُعاصر الأجهزة القديمة، لكن من يتمنك من تجاوز هذا الحاجز سيغوص في مغامرة رائعة و مُتقنة التصميم، و سيتمتع بموسيقى جميلة و جذابة خاصة عند قتال الزعماء. Bloodstained: Curse of the Moon 2 هي ليست لعبة تشتريها للاستمتاع بذائقتها الفنيّة إلا أنها لعبة تشتريها لتستمتع و لن تُخيب ظنّك.
سلسلة Bloodstained ما زالت ماضية في الاتجاهين، اتجاه المترويدفينيا مع السلسلة الرئيسية و اتجاه ألعاب الأكشن القديمة مع الإصدارات الفرعية من فريق التطوير Inti Creates، السلسلة باتت تضم 3 ألعاب ممتازة و Bloodstained: Curse of the Moon 2 لا تخيب الآمال، هذه واحدة من أفضل الألعاب ذات الطابع الكلاسيكي التي يُمكن شراؤها على أي جهاز.
حصلنا على نسخة المراجعة على جهاز Switch من الناشر.