من أقل الرياضات شعبية في الوطن العربي و بالرغم من ذلك تنتشر ملاعب الجولف في بعض البلدان العربية في الإمارات العربية المتحدة، مصر، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان و غيرها. لكن عالمياً الرياضة تستمتع بإنتشار واسع جداً، بالنسبة للبعض إسم Tiger Woods لا يقل مكانة عن أسماء مثل مايكل جوردن أو الظاهرة رونالدو و أساطير الرياضات الأخرى. إسم تايقر وودز اقترن أيضاً بألعاب الجولف السابقة من شركة EA حتى أعلنت 2K بالحصول على حقوق مسمى PGA Tour من الأولى في أغسطس من العام 2018. PGA Tour 2K21 هي أول ألعاب الشركة بعد حصولها على المسمى العالمي لجولة الجولف للمحترفين.
تواجد ألعاب الجولف على منصات ألعاب الفيديو يعتبر خجلاً نوعاً ما، مع تطور التقنيات و عتاد الأجهزة المنزلية و أجهزة الحاسب بدأت الشركات تعتقد بأن من المفترض أن تركز على الناحية الرسومية من اللعبة أكثر مما قد يجعل الألعاب قابلة للعب، فلماذا أهدر مالي على لعبة لا تلعب؟ أو لا تقدم لي أبسط ما من المفترض تقديمه؟ الكثير منا يتذكر حينما حاولت ألعاب كرة القدم تقديم الرسوميات على أسلوب اللعب و هذا ما ظل يحدث مع ألعاب الجولف منذ أكثر من عقد.
يبدو أن هذا الشيء قد يتغير قريباً، 2K استحوذت على فريق التطوير HB Studios المسؤول عن تطوير لعبة The Golf Club و قدمت له الاسم الأكبر و الأهم في عالم الجولف لعلها تساهم في إعادة شعبية ألعاب الجولف مرة أخرى، لكن هل استثمرت 2K بما فيه الكفاية؟
في البداية تقدم اللعبة عدد أطوار محدود، الطور الرئيسي فيها هو طور المهنة أو الـ Career Mode و الذي يتيح لك اللعب في جولة الهواة قبل التقدم فيها والوصول لجولة المحترفين PGA Tour، من خلال إنهاء البطولات المختلفة ستحصل على نقاط و مبالغ نقدية بإمكانك إستخدامها لشراء الملابس و المضارب المختلفة. حصلت 2K على حقوق بعض الماركات العالمية المعروفة لإنتاجها معدات وملابس الجولف مثل (كالواي، أديداس، ويلسون) و غيرهم. قبل بداية طور المهنة سوف يتعين عليك تصميم شخصيتك الخاصة و بإمكانك إما اختيار شكل مسبق أو تصميمه من الصفر. إعدادات التصميم دقيقة و بإمكانك تخصيص شكل الشخصية بشكل واقعي جداً لحدِ ما.
عند تشغيل اللعبة لأول مرة ستوفر لك HB Studios فقرة تمرينية كما هو الحال مع بعض الألعاب الرياضية الأخرى و ستطلب منك إختيار طريقة التحكم بحيث إن كنت تفضل التلويح بالمضرب بإستخدام عصا التحكم سواء R3 أو L3 (على البلايستيشن 4) و أيضاً اختيار أي منهم لتوجيه الضربة. الضربات تعمل عن طريق إعادة عصا التحكم (أو إنزالها إلى الأسفل) و من ثم رفعها في الوقت المناسب و السرعة المناسبة و ستتمكن من معرفة مسار المضرب ما إن كان مستقيماً أو مائلاً من خلال واجهة المستخدم و التي توفر جميع المعلومات التي يحتاجها لاعب الجولف كحالة الجو، نوع السطح التي سقطت عليه الكرة، نوع المضرب و قوته و غيرها من المعلومات، قد تكون هذه الطريقة ليست المفضلة للجميع و قد يفضلون إستخدام الأزرار فقط لتلويح المضرب لكن في الوقت نفسه تقدم هذه الطريقة حرية و واقعية أكثر لللاعب. في حالة كنت جديداً على لعبة الجولف فبإمكانك الاستفادة من نظام التوجيه الذي يساعدك في معرفة مسار الضربة التي تنوي القيام بها و التعديل عليها. طبعاً بإمكانك الإستغناء عن جميع هذه الخيارات و تحدي نفسك بحسب خبرتك إن كنت تنوي إختبار نفسك.
طريقة التحكم تتيح لك تطوير نفسك بنفسك، لعبة الجولف هي عبارة عن تحدي نفسك قبل المنافسين، خلال 18 حفرة قد تتعثر في البداية لكنك قد تجد نفسك في المقدمة بعد بضع حفر قد لعبتها بشكل ممتاز، كلما أنهيت جولة ستحصل على نقاط خبرة و سيزداد مستواك في اللعبة لكن زيادة مستواك لا يعني بأنك أفضل من غيرك في اللعبة، كما هي الجولف في الواقع تركيزك في اللعبة هو الأساس و من ثم اختيارك للمضرب المناسب في الوقت المناسب، ستتمكن من امتلاك 14 مضرب في شنطتك و التي ستكون رئيسية في تحقيق الفوز خصوصاً في المضامير ذات Par بأربعة أو خمس ضربات.
تجربة اللعبة و التحكم فيها ممتع جداً لعشاق الرياضة لكن للأسف اللعبة لا تصل لمستوى الألعاب الرياضية الأخرى بسبب بعض المشاكل التقنية التي تعاني منها رسومياً من بعض التقطيع في الصورة و الظلال، درجات الألوان قليلة جداً و تبدو مملة في أغلب الأحيان، مناطق لعب الجولف في العادة تكون مليئة بالمسطحات الخضراء لكن ذلك لم يساعد مظهر اللعبة بتاتاً و سوف تبدو بمظهر مضجر، في حال سقوط الكرة في المناطق ذات العشب الخشن أو الرمال ستلاحظ بأن التفاصيل فيها تكاد أن تكون معدومة و حتى إن قررنا التغاضي عن هذه المشاكل فتقريباً بعد كل ضربة ستنتقل الكاميرا لتركز على شخصية اللاعب و التي قضيت وقت طويل في تصميمها وهنا أقف لأتساءل، لماذا؟ من الواضح بأن رسم الشخصية يبدو سيئاً خصوصاً و أن اللعبة صادرة في نهاية الجيل الحالي و لا تختلف كثيراً عن موديلات اللاعبين في لعبة فيفا 13، فبمجرد ما تقوم الكاميرا بالاقتراب إلى وجه اللاعب بعد الضربة ستلاحظ غياب تعابير الوجه. تحريك الشخصية (الأنميشن) عند التلويح بالمضرب يعتبر جيد إلى حدِ مقبول، في الوقت التي قامت فيه الشركة بتصوير أوجه بعض اللاعبين المحترفين بشكل ثلاثي الأبعاد ألا أنها قررت بعدم تصوير تحركاتهم و أسلوب ضرب الكرة الذي يتميز فيه بعض المحترفين، أين أسلوب هابي جلمور؟
اللعبة تحتوي على تعليق من بعض الأسماء المعروفة لذا محبي سلسلة The Golf Club مثل جون ماكارثي و بطل جولة PGA السابق ريش بيم (Rich Beem)، التعليق يعتبر هادئ في أغلب الأحيان كما هو معروف في رياضة الجولف لكن للأسف يعاني من كثرة التكرار و أحياناً قد تشعر بأن التعليق يتحدث عن لاعب آخر و يتغاضى عن بعض الأخطاء التي قمت بها خلال الجولة. بينما أصوات الجمهور قد تكون حيوية لكنه في نهاية اليوم مجرد صوت، فالجمهور رسومياً سيء جداً ولا يقوم بالتفاعل مع بيئة اللعب، فقد تسقط الكرة عند الجمهور و لن ترى الجمهور يتفاعل معها بتاتاً كما يحدث في جولات الجولف الواقعية. يتواجد العديد من لاعبي الجولف المعروفين لكن للأسف لن تتمكن من اللعب بهم و سيكون لعبك مقتصر على الشخصية التي قمت بصناعتها لكنك ستتمكن من منافستهم في طور المهنة عند احترافك اللعبة، قرار غريب و محبط نوعاً ما خصوصاً لمتابعي الرياضة.
و إن كنت قد افتقدت تعديل تصميم جزيرتك في أنيمل كروسينج أثناء فترة الحجر المنزلي فسوف تقدم لك اللعبة طور خاص لتصميم المراحل و يحتوي المئات من الأدوات لاستخدامها في المكان الذي تحب، و بعد الإنتهاء من تصميم المرحلة بإمكانك رفعها ليتمكن غيرك من اللعب فيها.
بالرغم من المشاكل المذكورة في المراجعة ألا إن اللعبة تجد نفسها في موقف قوة، فقد تحتاج 2K أن تستثمر أكثر في المشروع و الفريق لتفادي نقاط الضعف بقدر الإمكان خصوصاً بأن من البديهي أن يكون مشروع الفريق القادم سيصدر على أجهزة الجيل القادم و الذي سيقدم الكثير من التقنيات الرسومية التي من الممكن الإستفادة منها في اللعبة.
رحلتك نحو القمة في طور المهنة هي السبب الرئيسي لقضاء ساعات عديدة أو حتى أيام من اللعب المتواصل إن كنت من محبي الرياضة. تفتقر اللعبة لإختلاف الأطوار الذي قد يقيد من ساعات اللعب التي قد تقضيها في اللعبة بعد إنهائك لجولة المحترفين لكن بإمكانك إعادة طور المهنة في أي وقت و لا نعلم إن كانت 2K تخطط لإصدار أطوار جديدة في المستقبل أم لا.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة PS4 تمّ توفيرها من قبل الناشر.